موقع متخصص بالشؤون الصينية

الترامبية خطر شامل: ترامب.. وريث الكاوبوي وسياسة الشركات

0

الأكاديمي مروان سوداح*:

إنقسم العالم وبضمنه الاردن والبلدان العربية، إنقساماً حاداً الى فسطاطين وجبهتين “مىتناقضتين!” بين مؤيد ومعارض لشخصية وسياسة الدولة التي سيتّبعها قريباً الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب، ما يَعكس عُمق المصالح التي تربط هؤلاء المنقسمون مع القمم الحاكمة ومؤسسات الدولة الامريكية والمَجمع الصناعي العسكري الأمريكي – الصانع الحقيقي للسياسة الأمريكية.
ويَعكس هذا الانشطار في المواقف العربية والدولية ومهاجمة ترامب بحدة، والإشادة بهيلاري كلنتون، خشية كبرى تجاه التقلبات السياسية التي اعترت تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية في مواجهة شخصية وسياسة هيلاري كلنتون، وزيرة خارجية اوباما، التي عكست في حِراكاتها المحلية والدولية المصالح (الأكثر توحشّاً) للمَجمع الصناعي – العسكري والمؤسسات الحربية والأمنية والتوسّعية الامريكية داخل البلاد الامريكية وعلى صعيد عالمي.
لكن في الجزء الاكبر من حقيقة العداء الكبير لترامب، مواقفه العدوانية المباشرة تجاه الكثير من  الشعوب، ولأن عشرات ألوف مؤسسات المجتمع المدني غير الحكومية و “غير الربحية” في العالم تعتاش وتغتني على التمويل الامريكي عموماً، وعلى التمويل من الجهات الأنفة الذكر بشكل كبير، وكذلك التمويل من الهيئات الصهيونية ذات السطوة في واشنطن والكونغرس وعواصم الغرب السياسي.
لذلك تخشى تلك الجهات الاجنبية المتمولة أمريكياً وغربياً من فقدان مكاسبها المالية وتأثيرها على صُعد وطنية وإقليمية، وخسران علاقاتها مع الولايات المتحدة وخسارة قادتها وشخصياتها لمكانتهم كمحللين وخبراء سياسيين لدى الإدارة الامريكية وفي الصحافة والإعلام.
كما يَخشى المتمولون بالدرجة الاولى، وبضمنهم شخصيات عربية واردنية، من تحجيم مكانتهم سياساتهم الانقلابية في بلدانهم ومناطقهم الاقليمية والدولية، كونهم جهات وشخصيات خادمة للمخططات الامريكية تساهم بالإعداد للانقلابات المضادة على زعماء وأنظمة الدول الشرعية، ولخشيتهم أيضاً البدء بتسييد شخصيات وزعامات جديدة غير السابقة على دولهم ومجتمعاتهم، تتعاطف مع سياسة ترامب ونهجه، الذي يؤكد “حتى اللحظة”، ضرورة استبعاد كلنتون و “وجوه الخبرة” القديمة، (“بيوتات الخبرة الاجنبية”)، الاممية، العميلة للإدارات الامريكية المنتهية، والتي سبق وخدمت السياسة الامريكية خدمات جُلّى، في امريكا والعالم، وخوف تلكم الشخصيات والجهات أيضاً من تبديل الشخصيات والوجوه الامريكية الموجودة حالياً في بلدانهم بأُخرى تسيطر على مفاتيح الإدارة الامريكية وعلاقاتها، فتوجيهها وفقاً لنهج ترامب وانسجامها المحتمل مع السياسة الامريكية “الجديدة”، التي ستخدم مصالح امريكا من خلال الشركات الامريكية والاتحادات الصناعية الكبرى، التي ينتمي ترامب إليها عضوياً ويَحرص على خدمة مصالحها محلياً ودولياً.
الاردنيون وأطراف اردنية عديدة لم تعد مبالية بالخطابات الامريكية والسياسة الامريكية، لكونها سياسة وخطابات لا تتغير، ولا تغيّر من مواقعها المعادية للاردنيين والعرب، بخاصة في القضايا الاساسية والمصيرية للعالم العربي والاردن. مع الأخذ بعين الاعتبار وجود حشد كبير من “أصدقاء” امريكا في الاردن الذين لا يتورعون عن تأييد علني للسياسة الامريكية وتحشيد الرأي العالم لصالحها، سيّما في الاعلام والصحافة ومنظمات المجتمع المدني المختلفة والاحزاب.
زد على ذلك، أن تجربة الاردنيين والعرب مع مختلف الرؤساء الامريكيين، بخاصة اوباما وخطابه التاريخي في القاهرة (مصر)، الذي أدخل كمّاً كبيراً من الوهم للعقول والاوساط العربية، تكشّفت عن كون خطابات ووعود الامريكان كلهم هي مجرد وهم وفبركة وأكاذيب صفيقة هدفها نيل تعاطف عربي رسمي وشعبي. وفي الحقيقة كان خطاب اوباما ذاك، يُخبّىء للعرب إذلالاً غير محدود، ودعماً لأعدائهم وبخاصة إسرائيل الصهيونية، ودعم احتلالها لفلسطين ولمختلف الارضي العربية المغتصبة. لذلك، لم تعد أوساط عديدة في الاردن تؤمن بأية نزاهة سياسية للولايات المتحدة قولاً وفعلاً..
بالنسبة للحكومة الاردنية، فهي تلتزم بسياسة العلاقات الاستراتيجية في كل المجالات مع الولايات المتحدة الامريكية، وهي مستعدة للعمل مع أية إدراة أمريكية، وفقاً للمصالح المشتركة الاردنية والامريكية. ولم يصدر عن الدولة الاردنية أية تعليقات مناهضة لترامب وسياسته. بل ستستمر الحكومات الاردنية بالتعاون مع أمريكا في مختلف الملفات ذات الاهتمام.
يُذكر، أن  الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب أكد في عدة تصريحات سابقة، احترامه للاردن، وتطلعه في حال أصبح رئيساً (قبل الانتخابات) للعمل مع الاردن.
ففي مختلف تصريحاته السابقة، أكد ترامب انه يعول على التعاون مع الاردن في مجال مكافحة الارهاب ، وقد قال في إحداها، انه يتطلع الى التعاون مع جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مكافحة الارهاب.وتحدث بأن الزعيمين يملكان سياسة واضحة رافضة لثقافة الموت التي يتبناها تنظيم داعش.
كما أشار في تغريدات سابقة على موقع التدوينات القصيرة تويتر، الى انه يكن احتراماً كبيراً للاردن والملك عبد الله الثاني. وكان ترامب فاز بالانتخابات الرئاسية الاميركية التي جرت “الثلاثاء”، بعد ان حصد 276 على الاقل من أصوات المجمع الانتخابي، من أصل 270 نقطة تكفيه للفوز بالرئاسة. وكان جلالة الملك عبدالله الثاني، قد بعث، برقية تهنئة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بمناسبة فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية(1).
بينما قال وزير الاعلام / الناطق باسم الحكومة الاردنية محمد المومني ان الاردن يسعى الى الاستمرار في التعاون مع الولايات المتحدة بصرف النظر عن ما قرره الشعب الاميركي عبر الانتخابات الرئاسية، وأن جميع المرشحين للانتخابات الرئاسية امتدحوا الأردن.
وردا على سؤال حول نظرة الاردن الى العلاقات الاميركية في عهد ترامب ، اضاف المومني في تصريحات لبرنامج “أخبار وحوار” والذي يقدمه الإعلامي صدام راتب المجالي على شاشة التلفزيون الأردني ورصدتها “خبرني” : ان العلاقة بين الاردن والولايات المتحدة علاقة صداقة استراتيجية على جميع المستويات سواء الاقتصادية او السياسية او العسكرية والامنية.
واضاف: العلاقة بين الاردن والولايات المتحدة ليست على مستوى القيادات فقط ، بل على مستوى المؤسسات ، فالاردن بفضل جهود الملك يحظى بتأثير واسع في كثير من العواصم الدولية بما في ذلك العاصمة الاميركية ، ونحن في الاردن دولة مؤسسات ، والولايات المتحدة دولة مؤسسات ، والعلاقات الثنائية ستستمر.
وحول تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية عن الاردن ، والتي امتدح فيها دور الاردن ، وعبّر من خلالها عن تطلعه للتعامل مع الملك ، خصوصا في مجال مكافحة الارهاب ، قال المومني: ان هذا الموقف لم يكن موقف ترامب لوحده ، بل كان لكلينتون تصريحات ممثالة امتدحت فيها دور الاردن ، ولجميع المرشحين الآخرين تصريحات مماثلة.
ونوّه: كان واضحاً استعانة جميع المرشحين بخطابات الملك للحديث عن مواقفهم في يتعلق بقضايا المنطقة ومكافحة الارهاب ، وهذا يدل على النهج الواضح الذي اتخذه الاردن بقيادة الملك من القضايا في المنطقة.
وحول موقف ترامب من بعض القضايا في المنطقة مثل القضية الفلسطينية ، وتأيديه الصريح لاسرائيل ، وموقفه من القدس ، قال المومني : ان موقف الاردن من جميع القضايا في المنطقة سواء القضية الفلسطينية او السورية او مكافحة الارهاب ثابت ، ولن يتغير ، مشدداً على ان مواقف الاردن من هذه القضايا تحظى بتأيد واسع في دول العالم ، مشيرا الى الاردن لن يستبق الاحداث وسينتظر طرق تعامل الادارة الاميركية مع هذه التحديات ، متوقعا انها ستختلف عما كانت في الحملة الانتخابية.
وحول موقفه الشخصي كمراقب للانتخابات، وبعيداً عن موقفه كوزير من المفاجأة في انتخاب ترامب، قال المومني ان استطلاعات الرأي في البداية كانت واضحة وتشير لصالح كلينتون ، ولكن مع اقتراب ايام الحسم ، اصبحت النتائج متضاربة واختلفت عن البداية(2).

ترامب الرأسمالي والرئيس
يُعتبر مُمثّلاً مِثالياً لرأس المال الامريكي الجشع، ومحارباً “مغواراً” من أجل أوسع حرية للتجارة والمزاحمة الامريكية التجارية والاستثمارية والصناعية والزراعية وفي كل مجال وعلى كل صعيد. لذا أعتقد بأن ترامب سيُعزّز بقراراته من سطوة الشركات الامريكية ما فوق الكبرى على الحياة العامة والاقتصاد، كذلك محاولة هذه الشركات من خلاله، ضرب الاقتصاد الصيني وتحجيم سيطرة الاموال الصينية على السندات الامريكية، وتخليق قوانين جديدة حِمائية تمنع انهيار الاقتصاد الامريكي، وتحظر استخدام الروافع المالية الصينية للضغط على واشنطن سياسياً واقتصادياً.
من خلال متابعاتي السياسية لسلوكيات ترامب وصَحبه، يبدو ان هذا الرئيس الغَني سيحاول ان يضاعف موجوداته المالية وسطوته النقدية والتجارية، وسيسعى الى مزيد من الحروب والتدخلات في شؤون دول العالم، بخاصة العالم الثالث، من خلال الاقتصاد والإملاء السياسي، وفي الإبقاء على نفود واشنطن مُسلّطاً على الدول المُلحقة بها والتابعة لها، وبخاصة تلك الاوروبية، والاخرى التي تقع في مناطق الازمات الحارة والساخنة، وفي الاقاليم الباردة أيضاً، في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
لذلك أرى أيضاً، بأن إعادة فرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران هو مجرد بدايةً لعهد مواجهة امريكية متجددة لكل العالم غير الأمريكي وتوتير للحياة العالمية !
ترامب يُحاكي مصالح رجل الشارع والمواطن الامريكي الذي يريد ضمان استمرارية تمتعه برغادة الحياة الامريكية. لذلك، سيحاول الرئيس الجديد التسريع في خلق فرص عمل جديدة، وتقليص فجوة البطالة والفقر في المجتمع الامريكي، بغية تحصيل دعم سياسي لشخصه ونهجه، ووصولاً الى انتخابه لدورة رئاسية ثانية، لاحقاً، على الولايات المتحدة الامريكية.
وفي فُرص العمل والتشغيل، فإن معالجة تراجعات الاقتصاد الامريكي ستكون بالذات مهمة ترامب الاولى، سيّما كذلك في مضاعفة قُدرات ومكانة المَجمع الصناعي – العسكري، وبالتالي سيكون لا مندوحة عن تكثير الحروب عَبر العالم.
فالسياسة الامريكية لن تتأثر بتصريحات رئيس جديد مهما كانت هذه التصريحات مؤلمة لامريكا، لكون السياسة الامريكية الحقيقية تـُصنع في أروقة المخابرات والاستخبارات الامريكية، وتصنّع كذلك في أروقة المَجمع الصناعي – العسكري الأمريكي. فالاستراتيجية الامريكية إنما تضعها مؤسسات ومعاهد عديدة للبحث السياسي والاقتصادي والعلمي والثقافي والإعلامي، وإذا حاول الرئيس الجديد الجَهر بمعارضة هذه الجهات، فسيكون مصيره تصفية جسدية (إغتيال)، وبطلقة واحدة يُطلقها عليه بسرعة خاطفة “عربي” وربما “مُسلم”.. أو “مواطن صيني”!، ليُستعاد بالتالي سيناريو الرئيس كندي الذي اتهم عربي بقتله، بهدف المزيد من استعداء العالم على العرب والمسلمين والاجانب عموماً، وتعظيم الحليف الاسرائيلي والصهيوني أمريكياً، كونه البقرة المقدسة للرئاسات الامريكية على اختلاف سِحَنِهَا؟!
ترامب لا يتوقف يُعلن عن عدائه لكل العالم تقريباً، وكذلك لتلك الشعوب التي تنحى لنيل حقوقها المشروعة وتطبيق قرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية في أجنداتها وقضاياها، وينطبق ذلك على وضع  وحال الشعب الفلسطيني الجريح والمُعذّب، الذي يُعلن ترامب عن عدائه السافر له، وعن دعمه الرئاسي للاحتلال الصهيوني الاسرائيلي لشعب فلسطين ودولة فلسطين القابعة تحت الاحتلال بموجب توصيف الامم المتحدة. ان موقف ترامب لا يمكن ان توصيفه سوى أنه تطور مأساوي سيقود لا محالة الى ارتكاب ترامب – كاحتمال كبير – لجرائم حرب جديدة ضد الشعوب، من خلال دعم الاحتلال الصهيوني واسرائيل مالياً ومعنوياً واقتصادياً واستثمارياً وممارسة سياسة “إبادة العِرق (الجِنس) بحق الفلسطينيين والعرب، عودةً على السياسة النازية والفاشية في الحرب العالمية الثانية، وحرب أمريكا ومؤسساتها على فيتنام، وعلى شعب اوكرانيا من خلال النازية الجديدة المتموّلة أمريكياً وغربياً، وتوتير الازمات على حدود جمهورية الصين الشعبية من خلال دعم ترامب لتايوان، ودعم التوتر في شينجيانغ (بشعارات حقوق الانسان الخ)، وحشد الصواريخ والاساطيل نحو الصين لتخفيض قدراتها الاقتصادية/ ولإجبارها على تعزيز ميزانيتها العسكرية/ على حساب الشعب الصيني وتطوّر الاقتصاد الصيني/ وضرباً لشعارات الصين بتوسيع اقتصاد الكسب المشترك الشامل والربح للكل مع دول وشعوب العالم.
“ترامب ذئب أمريكي بثوب حَمل”
إن الاحتمال الأكثر ترجيحاً هو، ان ترامب سوف يسعى للحصول على المكاسب المادية الأكيدة والنصر المؤزر لأمريكا، بكل الطرائق والطرق المناسبة والمُتاحة وغير المتاحة، سِلماً وحَرباً، ومن خلال المقولة “الناعمة” – (الجزرة والهراوة).
ان هذه السياسة هي المعتمدة والمطبّقة أمريكياً منذ تأسيس الولايات المتحدة وحتى الآن، ولا نقاش في ان استمراريتها هو الحل “الأمثل” أمريكياً في مواجهة العالم لتدعيم مواقع أمريكا كممثل لرأس المال الامريكي والعالمي وتفوّقه على غيره من رؤوس الأموال الاجنبية، وكتاجر واقتصادي لدولة كُبرى تزاخم وتناهض الصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا وغيرها على العالمية وفضاءات الاقتصاد والاستثمار الأكثر حَيوية.
فاللوبي الامريكي “الاقوى في العالم!”، والذي يُدير دفّة السياسة الامريكية “باقتدار!”، وعن طريف المحافل الماسونية والصهيونية والاحتكارية، لن يَسمح لترامب بأية اختلالات تـُفرض على النهج والمرامي والاستراتيجية الامريكية المتوارثة والتقليدية، التي يمكن تطعيمها بكل أريحية إعلامياً وهزلياً وتكتيكياً – تماماً كما هي عادةً عروض المُهرّج والتهريج التقليدي خلال السباقات الانتخابية الامريكية ومنها السباق التهريجي الأخير.
وتجاه الصين بالتحديد، لا بد هنا التنويه والتحذير الى ان الصين ستواجه مخططاً أمريكياً بعيد المدى، يَسعى للإطباق عليها من جميع الجهات بهدوء بالغ، وبحساب كل خطوة وأبعادها وزمنها، وتوظيفاً للترهيب حيناً والترغيب حيناً أخر، وبطرائق خبيثة منها الحصار المتعدد الأوجه على حدودها البحرية والبرية، وفي الداخل الصيني الشرقي والغربي، وبدعم المعارضات السياسية والمالية للنظام السياسي الصيني، وليس من خلال الدالاي لاما والارهابية الهاربة من الصين ربيعة قدير، والارهابيين من شتى الملل والنحل والاديان، وبأيدي غيرهم أيضاً على شاكلة تدخلات دولٍ عربية واجنبية وعناصر وإعلاميين عرب وأجانب، يدّعون بصداقاتهم للصين ويروّجون لها قولاً وليس فعلاً، ومحاولات اخرى باختلاق ثورات ملونة، بتثوير فئات صينية تناصر أنماط الحياة الغربية في هونغ كونغ وتايوان وماكاو وغيرها، وتوجيهها ضد الصين وقيادتها.
أؤكد، أن ترامب لن يتخلَ عن سياسة ونهج تدريب الارهابيين الصينيين وتهريبهم الى إقليم شينجيانغ، كما هو اردوغان تماماً. فاردوغان يعتبر غرب الصين إرثاً تركياً تاريخياً. بل ان هنالك كذلك أخبار عن ممارسة ترامبية واردوغانية مطابقة تجاه نينغشيا، وتجاه كل منطقة فيها وجود ملموس لمسلمين ومجتمعات صينية مسيحية فقيرة ومُهمّشة اجتماعياً واقتصادياً لم تتمكن للآن من الّلحاق بقطار التقدم الحضاري والاجتماعي الصيني الجَبَّار.
الصين بدأت تحل محل امريكا اقتصادياً وعالمياً، وهو “خطر” حضاري واقتصادي وسياسي وتأثيري لن تسمح أية إدارة امريكية بحدوثه. لذا أأسف للقول، أنني أعتقد ان إدارة ترامب ستسعى بثبات لمواجهة الصين في حروب باردة، وفي حروب ساخنة كذلك “إن لزم الأمر”، للحفاظ على مكانة أمريكا في العالم، وسطوتها عليه، ومستقبلها الأوحد كقائد للبشرية!
مشروع “الحزام والطريق” يناقض المشروع الكوني الامريكي ومخططات ترامب، لذا ستسعى أمريكا الى القضاء عليه بكل إمكاناتها، ولجم الدول عن المشاركة فيه، ولتفشيله بكل الوسائل.

بعض المهام المَنوطة بالصين خلال رئاسة دونالد ترامب وفي مواجهة الترامبية
1/ المحافظة بحزم على الوحدة الداخلية للمجتمع الصيني، وعلى قيادية ودور الحزب الشيوعي الصيني بصورة مطلقة في المجتمع، وتوجيه الحزب للمجتمع ووسائل الإعلام والأيديولوجيا والثقافة.. الخ
2/ مضاعفة الاعتماد على السوق الداخلية الصينية لتصريف السلع والبضائع المُصنّعة في الصين، بغية تخفيف أية مضاعفات جرّاء المواجهة المحتملة بين الصين وامريكا مستقبلاً.
3/ توسيع التبادلات الاقتصادية بمختلف أوجهها مابين الصين، ودول اخرى صديقة وحليفة للصين، ومع أسواق كبرى مُحتملة تتساوق كلياً أو جزئياً مع التوجهات السياسية الصينية، مثل روسيا والهند وجنوب افريقيا والبرازيل ودول نامية وثالثية وغيرها.
4/ التخفيف من الاعتماد على النفط والطاقة من الدول العربية الموالية والحليفة لأمريكا، والاعتماد على تنويع مصادر وواردات الطاقة من دول عدة.
والأخذ بالاعتبار كذلك ضرورة الحصول على طاقة خام متدنية الأسعار، وسهولة شحنها للصين ومختلف انحائها، ولزوم ان لا يترافق شراؤها بوجود معيقات لوجستية، بهدف المحافظة على قدرات المزاحمة السلعية والبضائعية الصينية في العالم أجمع، ووقف أية امكانات لحلول السلع والبضائع الاميركية محلها.
5/ مواصلة تدعيم القدرات العسكرية والفضائية الصينية وتحالفات الصين الاسترايتجية مع دول صديقة للخلاص من أية حصارات للصين من جانب الترامبية وإدارة ترامب ودول غربية اوروبية.
6/ ضرورة التجسير المتسارع لعلاقات الصين مع دول جنوب وجنوب شرق أسيا وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، لكون واشنطن تريد ضرب إسفين عميق في علاقات الصين مع بيونغيانغ، من خلال مختلف العقوبات المفروضة من جانب أعضاء مجلس الامن الدولي على كوريا الديمقراطية.
7/اعتبار أسيا موطِناً أولاً ورئيسياً للصين، وضرورة تعميق العلاقات الصينية متعددة الأوجه مع دولها، منعاً لاستحداث انقلابات امريكية في دول أسيا فمحاصرة الصين جيوسياسياً من خلال تلك الدول، و/أو تثويرها ضد الصين بمختلف الإدّعاءات، ومنها مطالبات جيوسياسية لأراضي الصين.
8/ الحذر من التوجهات التركية والاردوغانية تجاه الصين وأخذها بعين الاعتبار ومتابعتها بكل دقة.
9/ دعم الصين الفعلي والقوي للدول العربية التي تتعرض لموجات الارهاب الدولي، وإعانتها إقتصادياً لتكون رديفاً للصين، وضرورة لعب الصين دوراً محورياً في حل القضية الفلسطينية، وتلاحق مبادراتها السلمية في هذا الاتجاه، ومطالبتها بتطبيق قرارات الامم المتحدة فلسطينياً، سيّما لوجود اعتقاد لدى قطاعات واسعة في فلسطين والبلدان العربية، بأن الصين “تقف الى جانب تل أبيب” “لأنها الاقوى”.
10/ ان تلاحق الصين عسكرياً وحربياً قوى الارهابيين الصينيين في سورية والعراق، حماية لأمنها الوطني والتخلص منهم، وإبعادهم عن أراضيها، ومتابعة حِراكاتهم داخل الصين نفسها، وتقليم أظافرهم وقِواهم.

*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – الاردن؛
ـ ارسلت المادة لشبكة الصين العربية وتضمنت أجوبة على أسئلتها، وبرغبة من المنتدى الإعلامي الاحتفالي للشبكة بمناسبة عشر سنوات على تأسيسها؛
ـ ارسلت هذه المقالة للنشر في اليوم الأول لإفتتاح مؤتمر “شبكة الصين العربية” (الاربعاء07-12-2016م)؛
ـ المراجع:
1/ التاريخ 09/11/2016م. المصدر: موقع عمّون الاخباري الاردني http://www.ammonnews.net/article/288464
2/ التاريخ 10/11/2016م المصدر: موقع خبّرني الاخباري الاردني
http://www.khaberni.com/more-179118-1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%85%D9%86%D9%8A:%20%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8%20%D9%88%D9%83%D9%84%D9%86%D8%AA%D9%88%D9%86%20%D8%A7%D9%85%D8%AA%D8%AF%D8%AD%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.