“الربيع الصيني”…عيد لم شمل العائلة

موقع الصين بعيون عربية ـ
صالح عيدروس علي*:

يبدأ الصينيون في جميع أنحاء العالم الاستعدادات لاستقبال السنة القمرية الجديدة بتحضيرات كبيرة للاحتفاء أولاً برأس هذه السنة الجديدة وعيد الربيع وفق التقويم القمري الصيني.

تقول الاساطير، أن احتساب التقويم الصيني بدأ عندما طلب “بوذا” من جميع الحيوانات، وكان عددها 12حيواناً، مقابلته في ليلةٍ، فحضرت الحيوانات واطلق بوذا كل سنة إسم حيوان منهم، ونتجت بالتالي دورة مكونة من 12سنة، كل سنة من هذه السنوات تتخذ من أحد الحيوانات رمزاً لها.

وبحسب التقاليد الصينية، فأن أول عام في هذه الدورة  يُسمّى بعام الفأر، يعقبه الثور، فالنمر، والأرنب، والتنين، والثعبان، فالحصان، والماعز، فالقرد، والديك، والكلب، ثم تنتهي الدورة الزمنية بعام الخنزير، وهكذا تبدأ دورة جديدة مرة أخرى.

رأس السنة الصينية (عيد الربيع) هو أطول وأهم الاحتفالات في التقويم القمري. ووفقاً للحسابات ذات الصّلة،  فإن بداية ونهاية السنة الصينية تختلف من عام لأخر، ولكنها غالباً ماتكون في أواخر يناير وبداية فبراير، كما تحتفل بهذا العيد عدة دول آسيوية وشعوب اخرى غير الصين والصينيين، كالكوريتين الشمالية والجنوبية، وماليزيا، والفلبين، واندونيسيا، ولاوس، وتايلند، وميانمار ويُسمّى العيد ايضاً بعيد “لم الشمل”، حيث يلتقي افراد العائلة بعد فراق طويل قد يمتد لسنةٍ أو اكثر، لأسباب عديدة وصعبة منها ظروف العمل ومواقعة.

وبعد ثورة1911م، اخذت الصين تستخدم التقويم الميلادي، ومن اجل التمييز بينه وبين عيد رأس السنة الجديدة، تغيّر عيد رأس السنة القمرية الجديدة الى عيد الربيع.

وتسمّى الليلة السابقة للعيد بـ”ليلة الوداع” حيث يلتئم فيها شمل العائلة، ويتناول أفرادها الطعام  الشهي عشية السنة القمرية هذه، وهي عادة محببة ومألوفة ولا غنى عنها سواءً في الشمال أو الجنوب. وفي الجنوب الصيني تتكون هذه الوجبة عادة من عشرات الأطباق، ولابد ان تتضمن جبن الصويا والسمك، لأن لفظ هاتين الكلمتين يُشبه لفظ الرغادة في اللغة الصينية.

وفي الشمال يٌفضِل معظم الأسر أكلة “جياوتسي” في وجبة لم الشمل، فهذه الوجبة يصنعها كل افراد الأسرة، ويتشاركون بحشوها لحماً مفروماً ناعماً شهياً في شرائح عجين رقيقة ومستديرة، ويسلقونها في ماء مغلي، ويبهرونة بالتوابل، ثم يجلس جميع افراد الأسرة حول المائدة أو يأكلون معاً في أجواء مفعمة بالبهجة والغبطة والسرور.

ويسهر عدد كبير من المحتفين الصينيين حتى الصباح في لهو ومرح، وتًدّعى هذه السهرة بـ”سهرة العمر”. وفي صباح اليوم يتبادل الاقارب والأصدقاء الزيارات تهنئةً بالسنة الجديدة وبعيد الربيع، حيث تقام في مختلف الأماكن نشاطات ترفيهية تقليدية محلية، وأشهرها هي رقصة فانوس التنين، ورقصة التجديف والمشي على الطاولات.

وهذا العام وافق بداية السنة الصينية “عيد الربيع” 28 يناير، وهو عام الديك، والذي صادف الشهر العاشر، ويعتقد صينيون كثيرون ان حياة المواليد الجدد وشخصياتهم  تتأثر برمز العام الذي يقبلون فيه الى الحياة حيث يقولون (ان مواليد وافراد عام الديك نشطاء ولطفاء الحديث،  ويمتلكون مهارات البحث والتقصي، بالاضافة الى انهم يتميزون بالفصاحة والحزم. أما عن نقاط ضعفهم، فهي حب الجدال والعناد والانانية الى حد ما، كما أن لديهم بعض الحدّة في الطّباع، وعندهم حب الظهور، وهم دائماً مايرغبون في تحقيق نجاحات سريعة، كما انهم غريبو الأطوار بعض الشيئ).

*كاتب يمني متخصص بالقضايا الصينية، وممثل رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين في اليمن، ورئيس فرع الاتحاد الدولي باليمن، ورئيس منتدى ، نادي قراء مجلة الصين اليوم باليمن ، ورئيس نادي مستمعي القسم العربي لاذاعة الصين الدوليةCRI باليمن، ورئيس نادي مشاهدي الفضائية الصينيةCCTV العربية باليمن.