موقع متخصص بالشؤون الصينية

تساي تعادي الصين وتضر بمصالح تايوان (افتتاحية العدد الخمسين)

0

نشرة الصين بعيون عربية ـ
محمود ريا:
قلبت حاكمة تايوان الأجواء الإيجابية التي سادت العلاقات عبر المضيق ـ بين البر الرئيسي الصيني والجزيرة الصغيرة ـ رأساً على عقب.
وبعد أن كانت العلاقات تسير في طريق طويل نحو التطبيع، بحثاً عن حلّ يثبّت الشرعية القانونية والدولية، ويعيد الجزيرة إلى حضن الوطن الأم تطبيقاً لمبدأ “صين واحدة” الذي اعترف به العالم، جاءت الحاكمة الجديدة لتايوان تساي اينج-ون في أيار/ مايو عام 2016 لتثير القلاقل من خلال تهجّمها على سياسة “صين واحدة” وتعبيرها عن رفضها لها، الأمر الذي لا يمكن أن تقبل به الصين ـ الأم التي ترفض أي مسّ بحقوقها التاريخية في الجزيرة.
ومع مجيء دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، يبدو أن تساي أخذت جرعة كبيرة من الجرأة من اجل رفع مستوى اعتراضها على هذه السياسة المبدئية، وصولاً إلى إعلانها بصراحة عن العمل للانفصال عن الصين وتحقيق ما تسمّيه بالاستقلال.
لقد أعطى ترامب لتساي بعض الإشارات التي جعلتها تشعر بالغرور، إذ تلقى منها اتصال تهنئة، وتحدث عن رغبته بمراجعة سياسة “صين واحدة” التي قامت على أساسها العلاقات بين الصين والولايات المتحدة. وجاء مرور تساي عبر الولايات المتحدة في زيارتها إلى أميركا اللاتينية ولقاؤها بعض الشخصيات الرسمية الأميركية ليزيد الطين بلّة، ويجعل القيادة الصينية ترفع صوتها في رفض أي اتصال مع حاكمة تايوان.
في الواقع، لم تكن الولايات المتحدة في الماضي تمارس من سياسة “صين ـ واحدة” سوى العنوان، في حين كانت تقدّم كل الدعم العسكري والاقتصادي الممكن لتايوان كي تبقى خنجراً في خاصرة الصين وهمّاً يقلق قادتها ويحرف تفكيرهم عن السير في خط التنمية السلمية الذي انتهجوه. ولكن الصين ـ بصبرها وأفقها الواسع ـ كانت تقبل هذا الحد الأدنى في التعاطي الأميركي مع قضية تايوان.
أما الآن، ومع حصول هذه التطورات في الموقف الأميركي، فإن الصين تعلن بوضوح أنها لن تقبل بأي تغيير في الوضع القائم، وتؤكد صحافتها أن حاكمة تايوان تلعب بالنار، بعد أن أخذت تضر بمصالح أبناء الجزيرة، فيما ينظر أبناء الصين ـ الأم لها كعدو.
فهل سيبقى التصعيد هو سيد الموقف في علاقة تايوان مع الصين، مع دعم أميركي يعززه وصول ترامب، أم يترك الرئيس الأميركي الجديد تساي في وسط المحيط مع أحلامها التي تنهار كل يوم في ظل قطع الكثير من دول العالم علاقاتها مع الجزيرة، لتبقى سياسة “صين واحدة” أقوى من كل التقلبات السياسية في واشنطن، والاضطرابات الظاهرة في رأس الساكن الجديد في البيت الأبيض؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.