موقع متخصص بالشؤون الصينية

العدد الخامس والستون من “نشرة الصين بعيون عربية”.. الصين واليابان: العلاقة المرة

0
صدر العدد الخامس والستون من “نشرة الصين بعيون عربية”، وهو عدد يتضمن ملفاً حول العلاقة بين الصين واليابان، ويأخذ من افتتاحية رئيس التحرير عنواناً له: “الصين واليابان: العلاقة المرة”.
يتضمن العدد مقالاً للأستاذ مروان سوداح بعنوان: اليابان: دكتاتورية الجيوبوليتيك الحربي!
ومقالات معرّبة من وسائل الإعلام الصينية باللغة الإنكليزية هذه عناوينها:
أكثر من مجرد قضية دبلوماسية
ما الذي يمكن أن يوقف اليابان عن مواصلة إنكار الحقيقة؟
حضور منتدى الحزام والطريق  فرصة لإصلاح العلاقات الصينية اليابانية
وفي العدد مواضيع وتقارير وأخبار ورسوم كاريكاتور من الصحافة الصينية، أهمها الموضوع التالي:
العالم بحاجة إلى التحلي باليقظة إزاء إحياء اليابان للفاشية
وإضافة إلى الملف يتضمن العدد تغطية لمواقف الصين من قضية شبه الجزيرة الكورية لهذا الأسبوع، ومواضيع أخرى تهم الصين، هذه عناوينها:
تدشين حاملة طائرات محلية الصنع… تطوير القوات البحرية لخدمة التنمية السلمية للصين
الشركات الصينية تؤمّن حركة الملاحة في المياه الدولية
الولايات المتحدة تحتاج فهماً أفضل للاختلال التجاري مع الصين
ازدهار التعاون التجاري والاستثماري على طول الحزام والطريق
رؤية صينية: خمسة أسباب وراء إصرار أمريكا على اسقاط النظام السوري
كما يتضمن العدد أخباراً وتقارير حول الحركة الصينية الدبلوماسية والاقتصادية في لبنان، وجولة مختصرة على أخبار حول علاقات الصين مع العرب.
وقد جاءت افتتاحية رئيس التحرير بعنوان.. “الصين واليابان: العلاقة المرة” على الشكل التالي:

علاقة مرّة تجمع بين الدولتين الجارتين، الصين واليابان.

وبغض النظر عن التاريخ البعيد وما يحمله من احداث ومآسٍ، فإن التاريخ القريب يبدو أكثر مرارة، وهو الذي يحفل بالكثير من المجازر التي ارتكبتها العسكريتاريا اليابانية بحق الشعب الصيني، منذ مطلع القرن العشرين، ووصولاً إلى الحرب العالمية الثانية.

احتلال، مجازر، ملايين الضحايا، استعباد للرجال وللنساء، تهديم للبنية التحتية، وتعطيل لمسيرة التنمية على مدى عقود، كل هذا عانته الصين من الهمجية اليابانية، حتى بات ذكر اليابان لدى المواطنين الصينيين مقترناً بالكآبة والحزن والألم.. لا بل بالرغبة في المعاقبة.. وعند البعض بات الحديث عن اليابان مقترناً بالانتقام.

وعلى مدى عقود ما بعد الحرب، لم تفعل اليابان ما يمكن أن يزيل هذا الشعور من نفوس الصينيين، ولا حتى ما يمكن أن يخفّف منه، بل بالعكس، فإن ما تقوم به اليابان من ممارسات يعزز حالة التنافر والقلق من المستقبل.

فالعسكريتاريا اليابانية لم تنتهِ مع انتهاء الحرب، وهي تطل برأسها بين حين وحين بأبشع صورها، وتثير الخوف من اندفاعة يابانية جديدة نحو تفعيل النزعة التوسعية والعدوانية نحو الصين وغيرها من دول المنطقة، ولا سيما كوريا ـ بشطريها ـ التي عانت من محاولة يابانية للابتلاع، وما زالت تعيش هاجس هذه النزعة حتى الآن.

ولعلّ من أكثر المسائل إثارة للأحقاد بين الجارات في شرق آسيا هي تكريم اليابان السنوي لمجرمي الحرب اليابانيين الذين كانوا رأس حربة العدوان في تلك المنطقة خلال الحرب العالمية الثانية وما قبلها، وذلك من خلال الزيارات المتكررة لنصب ياسوكوني الذي يضم رفات هؤلاء المجرمين، والذي يحظى بتكريم مميز لدى أولئك اليابانيين المشبّعين بروح العسكرة.

وما زاد الطين بلّة هو إدخال كتاب أدولف هتلر (كفاحي) إلى دروس الطلاب اليابانيين، والتدريب على الفنون التالية في الصفوف، واعتماد وثيقة من القرن التاسع عشر كأساس للدروس، وهي وثيقة مشبعة بكل ما تملكه العسكريتاريا اليابانية من شوفينية وزعم بالتفوق.

الصين تعبّر عن قلقها من كل هذه الظواهر، وتدعو اليابان، ورئيس وزرائها شينزو آبي، إلى التوقف عن إرسال الإشارات الخاطئة، وعدم العبث بالجروح القديمة وإعادة فتحها من جديد. ولا يبدو أن هذه الدعوات تجد استجابة صادقة في طوكيو، ما يزيد الوضع المتوتر في منطقة شرق آسيا توتراً، ويسير بالأمور نحو الأسوأ.

إن هذا الوضع نذير شؤم، وإذا لم تنجح القوى المناهضة للعسكرة في اليابان في وضع حد لانزلاق الأمور نحو إعادة إنتاج النزعة العسكريتارية في نفوس الجيل الياباني الطالع، فإن المنطقة ستعاني كثيراً، كما عانت في الماضي، ولكن بشكل أكثر عنفاً.

ChinaInArabicNo065

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.