موقع متخصص بالشؤون الصينية

#الصين و #إيران: علاقة أساسها الحضارة والقوة

0

نشرة الصين بعيون عربية – محمود ريا

“لعل أفضل من أرّخ لتاريخ العلاقات الإيرانية الصينية وحاضرها ومستقبلها هو الكاتب الأميركي جون جارفر في كتابه: ”الصين وإيران: شريكان قديمان في عالم ما بعد الإمبريالية“ والصادر معرّباً عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.
يقول الكاتب في آخر عبارة من كتابه الذي يحوي أكثر من 500 صفحة: ”بالرغم من أن سبل التعاون بين الصين وإيران وقنواته ستتغير بتغير المصالح المتبادلة، إلا أن الحوافز التي تقف وراءه ستظل ثابتة على الدوام“.
إن هذه العبارة تحكم في الحقيقة العلاقات المستمرة بين البلدين والتي شهدت الكثير من التحولات على مدى الإمبراطوريات الماضية، وقبل انتصار الثورة الإسلامية وبعدها، فالصين ترى في إيران ركناً من أركان سياستها الخارجية ومتنفساً لها إلى الخليج و ”قلب العالم“، وإيران ترى في الصين عمقاً لا تنضب إيجابياته، ولذلك فإن ضغوطاً من هنا وهناك لن تترك على هذه العلاقات إلا ندوباً طفيفة ما أسرع ما تندمل لتعود هذه العلاقات إلى طبيعتها المشرقة”.
كان هذا جزءاً من افتتاحية العدد الثاني والأربعين من “نشرة الصين بعيون عربية” الصادر في أيلول/ سبتمبر عام 2010.
واليوم بعد أكثر من ست سنوات على هذه الافتتاحية، تبدو الكلمات الواردة فيها أكثر وضوحاً وتعبيراً عن واقع العلاقات الصينية الإيرانية. فهذه العلاقات ـ القائمة على أساس تاريخي متين ـ تتصاعد بشكل تدريجي، ولكن بشكل ثابت أيضاً، ما يجعل منها قاعدة لبناء ركن راسخ في العلاقات الدولية للعصر المقبل.
واليوم، يتابع البلدان سعيهما لترسيخ هذه العلاقات، وفي كل مرحلة نسمع عن المزيد من التطورات الإيجابية. وقد جاءت زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى طهران في مثل هذه الأيام من العام الماضي، وقبلها زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى بكين في العام 2014 لتطلقا عملية تموية غير قابلة للإيقاف، وعصيّة على أي محاولة للعرقلة من أي جانب إقليمي أو دولي.
يقول جارفر في كتابه إن الروح الحقيقية للعلاقة بين البلدين تقوم على عنصرين: الحضارة والقوة. وعلاقة من هذا النوع هي أقوى من كل العواصف وأعمق من أي اهتزازات، وستبقى على هذه الحال ـ في كل المجالات ـ حتى ترسم صورة جديدة للعلاقات بين الدول الصاعدة، تكون مثالاً يُحتذى، ومساراً يصنع عالماً جديداً يقوم على مبادئ أخلاقية سليمة، بخلاف العالم الحالي القائم على التغوّل والهيمنة والاستئثار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.