موقع متخصص بالشؤون الصينية

#العرب و #الصين.. تناغُم تصقُلهُ الشّيِجيِنبيِنغيِّة

0

نشرة الصين بعيون عربية ـ الأكادِيمي مروان سوداح*

تعود العلاقات الوثيقة والتناغم والانسجام بين الأُمّتين العربية والصينية إلى أكثر من 2000سنة، إذ توثّقت بِطريق الحرير العريق القديم، وأعتقد بأنها ستتعزّز بما لا يُقارن بالماضي في السنوات المُقبلة، بعد تمكين مبادرة “الحزام والطريق” الشّيِجيِنبيِنغيِّة.
وفي مُنتصف القرن الـ20، وبنتيجة التغيّرات في الوضع الدولي، ونهاية الحرب الكونية الثانية، وانكسار اليابان العدوانية، وقَبر الفاشية والنازية، حَقّقت العلاقات العربية الصينية نقلة نوعية تكلّلت باعتراف دبلوماسي طبيعي بـاثنين وعشرين بلداً مستقلاً عضواً بجامعة الدول العربية.
واللافت، أن العلاقات الرسمية العربية الصينية تأسست بالتدريج، إبتداء بسنة1956 و1958، حين اعترفت القاهرة ثم الجزائر ببيجين. ولاحظتُ كمُراقب، أن الاردن سبق الأنظمة الملكية والأميرية بتأسيس علاقات دبلوماسية مع الصين الجمهورية عام1977م، وها هي عمّان تتأهّب للاحتفال يوم 7أبريل/نيسان 2017م بالذكرى الـ40 لإقامتها.
في العلاقات مع الصين، نرى كيف أن الجمهوريات العربية الطالعة والمتحرّرة كانت سبّاقة للاعتراف بالنظام الصيني الجمهوري والمُتحرّر والحر، بينما كانت غالبية الدول الملكية والأميرية، عدا المغرب، آخر الأنظمة المُعترفة بالصين. ولفت ذلك إلى تماثل الأنظمة الجمهورية فكرياً وسياسياً وإقتصادياً مع الصين، بينما جوهر الأنظمة الأخرى بقي منذ ذلك الزمان وإلى اليوم، مُتعارِضاً مع نمط الحكم الصيني واقتصاده وسيكولوجيته وسوسيولوجية شعبه.
ومقابل الاعتراف السريع مِن لدنِ الدول الجمهورية بالصين، لوحظ تباطؤ واضح باعتراف الدول المَلكية والأميرية بها، فقد بادرت الجمهوريات للاعتراف بالصين بعد تحرّرها هي من الاستعمار، بينما الغالبية الساحقة من الدول الأُخرى لم تعترف بالصين سوى بعد دنو مرحلة “الإصلاح والإنفتاح” الصيني1978 أو بعدها. وهنا نكتشف أن الأنظمة العربية المُتضادة مع النظام الصيني كانت تأمل أن تخلع الصين عن نفسها عباءتها الإشتراكية، وأن ترتدي أخرى مشابهة و/أو مطابقة للدول المَلكية والأميرية!
إلا أن الآمال العربية المُنَاهضة للإشتراكية تبخّرت، لأنها كانت أحلاماً بدلاً مِن أن تكون دراسات مُعمّقة وواقعية. لكن العواصم النفطية المَلكية العربية صارت مع مرور الوقت، من أكبر المُتعاونين الاقتصاديين مع الصين، مع بقاء التوجّه السياسي للعَالَمين الجمهوري الصيني والمَلكي العربي على طرفي نقيض سياسي وفكري.
ترى مختلف الدول المَلكية والجمهورية أن علاقاتها مع الصين يجب أن تبقى جيدة، وأن لا يَشوبها أية شائبة سياسية، وتلتزم بالمصالح المشتركة، بخاصة الاقتصادية والاستثمارية.
ويجب الاعتراف أن مُختلف الأنظمة العربية قد استفادت من علاقاتها مع الصين في كل المناحي، إذ بقيت الصين تنظر بواقعية للتغيّرات السياسية العربية، وتؤكد على أولوية إنهاض الوضع الصيني بعامّة، قبل أية مساعدة أممية منها للدول النامية والفقيرة، وهو حق لها وواجب تجاه شعبها أولاً.
لكن وبرغم ذلك، لم تتوقف الصين لحظة عن مساعدة “هذا النوع” من الدول خلال حَقبتي المُحرّر والمؤسس الكبير ماوتسي تونغ، والمُصلح والمُنفتح العِملاق دنغ هيساو بينغ، وفي خضم الحقبة الحالية للزعيم الحكيم والحَليف لاتحادنا الدولي للصحفيين والأعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – شي جين بينغ.
وبغض النظر عن أن طبيعة أنظمة عربية ما تُصنف بأنها “خطرة” على الوضع السياسي الصيني، إلا أن الجانبين العربي والصيني يَلتزمان بصرامة بحدودهما تجاه المُشتركات والربح الجماعي، والاحترام الكامل للسيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والابتعاد بكل الأشكال عن مساعدة الإرهابيين والمُعارِضين السياسيين.

*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – الاردن.
** المقال خاص بنشرة ”الصين بعيون عربية“

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.