موقع متخصص بالشؤون الصينية

ضربة لـ #كوريا؟ إسألوا #ترامب (العدد 63)

0

نشرة الصين بعيون عربية ـ محمود ريا

هل ستوجه الولايات المتحدة ضربة عسكرية إلى كوريا الديموقراطية الشعبية (الشمالية)؟
هذا هو السؤال الذي شغل العالم من أقصاه إلى أقصاه الأسبوع الماضي، وضجت وسائل الإعلام على مستوى القارات، محاوِلة تقديم إجابة تشبع فضول الناس وتحقق سبقاً إعلامياً يميّز هذه الوسيلة عن تلك.
مرّ الأسبوع ولم تحصل الضربة ـ حتى لحظة كتابة هذه الزاوية على الأقل ـ ما يعني أن الكفّة مالت إلى جانب الذين قالوا إنه لن تكون هناك مغامرة عسكرية أميركية في شبه الجزيرة الكورية.
هل هذا يعني أن الوضع سيبقى على هذه الحال في الأيام المقبلة، وأن منطقة شرق آسيا نجت من زلزال سياسي وعسكري كاد الرئيس الأميركي دنالد ترامب يفجّره في وجه دول المنطقة، وفي وجه دولته أيضاً؟
مَن يجيب على السؤال بـ “نعم” أو “كلا” لا يملك القدر اللازم من الحصافة للتعاطي مع الشأن السياسي العالمي، ولا سيما في ظل وجود رجل متهوّر ومحاصَر كـ “ترامب” على رأس الإدارة الأميركية.
فالرئيس الأميركي لا يمكن التكهّن بتصرفاته، وليس من السهل الركون إلى آليات التحليل السياسي المعتادة للحكم على ما سيقوم به في المقبل من الأيام.
وما يزيد الغموض حول مواقفه هو وضعه السياسي غير المستقر، والناجم عن الاتهامات الموجهة له بالـ “التعامل مع روسيا”، الأمر الذي يدفعه إلى المزيد من التهور لتبرير نفسه والتعتيم على الاتهامات الموجهة له.
كان يمكن لهذا القلق من التصرفات الترامبية أن يكون أقل حدة لو أن الرجل لم يفعلها، ولم يوجه ضربة عسكرية إلى سوريا تحت حجج لم يأخذ بها عدد كبير من دول العالم.
أما وقد استخدم الصواريخ مرة، فماذا يمنعه من استخدامها مرة ثانية وثالثة وفي أكثر من منطقة في العالم، بينها كوريا؟
أما لمن يسأل عن موقف الصين من الموضوع، فإن الموقف الصيني ينطلق من معطيات هي:
ـ كوريا الديموقراطية حليفة الصين في السرّاء والضراء، وما يجمع بينهما تاريخ من محاربة العسكريتاريا الاستعمارية.
ـ الصين تسعى لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي، لأسباب مبدئية ولحماية المنطقة من آثار أي تدهور يؤدي إلى استخدام هذا السلاح.
ـ الصين تؤكد على أن الحوار هو الطريق الأنسب، وربما الوحيد، لحل كل الأزمات السياسية في العالم، وفي كوريا أيضاً.
ـ الصين ترفض توجيه أي ضربة عسكرية أميركية إلى كوريا الديموقراطية، وعبّرت عن هذا الرفض بشكل واضح.
هل نجحت الصين بمواقفها هذه في تجنيب المنطقة ـ والعالم ـ الكارثة؟ وهل “أقنعت” ترامب بالتراجع عن خياراته العسكرية مقابل التفاوض على حلول سلمية للأزمة؟ هل نحن على أبواب انفراج أو انفجار؟
….
إسألوا ترامب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.