موقع متخصص بالشؤون الصينية

#الصين المحرجة تعمل لمنع التصادم (العدد 64)

0

نشرة الصين بعيون عربية ـ محمود ريا
غلاف آخر عن أزمة شبه الجزيرة الكورية، ومباشرة بعد الغلاف السابق؟
نعم، ولا غرابة في ذلك.
فالأزمة ما زالت على حالها من الحدة، بل إن هناك من يرى أنها تتصاعد أكثر فأكثر، وربما تصل في أي لحظة إلى حد الحرب.
كوريا الديموقراطية تتصرف بثقة، وواشنطن ترامب تبدو في مأزق كبير أمام هذه الثقة، فلا هي قادرة على أن تقدم، فتتورط في حرب لا تعرف مآلاتها، ولاهي قادرة على التراجع، فيبدو وكأن شوكتها قد انكسرت في شرق آسيا.
وبين هذا الموقف وذاك تبدو الصين في وضع حرج:
فهي لا تجد تجاوباً من حليفتها الاستراتيجية ـ بل المصيرية ـ كوريا الديموقراطية، بعد أن دعتها إلى تجميد نشاطها النووي، وصولاً إلى تفكيك برنامجها العسكري المرتبط بالأسلحة النووية، مقابل عرض سخي قدمه الإعلام الصيني، ويتمثل بتأمين مظلة نووية صينية لكوريا الديموقراطية.
كما أنها (بكين) لا تلقى تجاوباً من شريكتها الاقتصادية الكبرى، الولايات المتحدة، التي طلبت منها إجراء محادثات ثنائية أو متعددة الأطراف مع كوريا الديموقراطية بهدف تطمينها من خلال إزالة أي شك لدى بيونغيانغ حول وجود مخطط أميركي لإسقاط نظامها، كما طلبت منها تفكيك ترسانتها العسكرية المتضخمة في منطقة شرق آسيا، ولا سيما في كوريا الجنوبية واليابان، بما فيها الأسلحة النووية ونظام الدرع الصاروخية (ثاد).
بصراحة، تقول الصين عبر إعلامها إنها مستاءة من البرنامج النووي والصاروخي لكوريا الشمالية، نظراً لأنه يخالف قرارات الأمم المتحدة من ناحية، ولأنه ـ بنظرها ـ يشكل خطراً على منطقة شرق آسيا بأسرها.
ولكن الصين مستاءة أكثر من نزعة العسكريتاريا التي تسيطر على واشنطن هذه الأيام، والتي وجدت ترجمة لها في أكثر من منطقة في العالم، وربما تتوّج عنجهيتها بضربة ما في شبه الجزيرة الكورية.
باختصار، الصين جاهزة للسير بمشروع عقوبات ضد كوريا الديموقراطية، وربما تمارس هي نفسها بعض العقوبات “التذكيرية” بدورها وأهميتها بالنسبة لبيونغيانغ، ولكن الصين لا يمكن أن تقبل أن تتعرض حليفتها الأساسية في شرق آسيا لهزيمة على يد الأميركيين، وبالتالي فهي ستتدخل بألف طريقة وطريقة لمنع حصول هذه الهزيمة، بما فيها الطريقة العسكرية.
هل تستطيع الصين أن تمارس نفوذها السياسي والاقتصادي والعسكري لمنع حصول التصادم، وللخروج بتسوية تجنّب المنطقة والعالم كارثة نووية كبرى؟
ينبغي أن تكون قد نجحت فعلاً، وأن الأمور تبحث عن طريقة لإخراج التسوية بما يحفظ ماء الوجه للطرفين المتناحرين، وهي ستكون قادرة على تأجيل انفجار الأزمة تمهيداً لفكفكة ألغامها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.