موقع متخصص بالشؤون الصينية

أكثر من مجرد قضية دبلوماسية (العدد 65)

0

تشاينا دايلي يو اس ايه/ 24- 4- 2017 ـ افتتاحية الصحيفة ـ تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”
قدم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي شجرة لمعبد ياسوكوني، كما قام أحد مساعديه، سيشي إتو، إلى جانب أكثر من 90 نائبا من أحزاب مختلفة، بزيارة المعبد بمناسبة مهرجان الربيع السنوي يوم الجمعة .
ويعد بعض السياسيين اليابانيين التعبير عن الامتنان والتقدير شخصيا لأولئك الذين قتلوا من أجل سياسات بلادهم، تقليدا قديما. وقد دافع وزير الاتصالات سناي تاكيتشي الذي كان أحد زوار المعبد عن هذه الزيارة قائلا “إن الطريقة التي نحتفل بها [بالأموات] يجب ألا تتحول الى قضية دبلوماسية”، وفقا لتقارير يابانية.
بيد أن تقديم الاحترام للمعبد، الذي يكرّم قتلى الحرب الذين قتلوا في حروب خاضتها اليابان، بما في ذلك 14 مجرم حرب من الدرجة الأولى في الحرب العالمية الثانية، يشكل تحديا متكررا للعدالة الدولية، حيث شكل المعبد ولفترة طويلة رمزاً للتوسع الياباني العسكري.
وعقب هدية آبى وزيارة النواب، حثت وزارة الخارجية الصينية اليابان على التفكر بتاريخها و”الابتعاد عن النزعة العسكرية”.
كما اعربت جمهورية كوريا عن “قلقها العميق وأسفها” ازاء هدية آبي وقالت إن المعبد “يمجد الاستغلال الاستعماري الياباني السابق والحروب العدوانية”.
كما لقي الأمر احتجاجات ومعارضة داخلية في اليابان.
وبصرف النظر عن قضية معبد ياسوكونى، فإن سلسلة من التحركات اليمينية التي حصلت في اليابان مؤخراً، بما في ذلك إعطاء مجلس الوزراء آبي الضوء الاخضر لتعليم النص الامبراطوري لعام 1890 في الصفوف في وقت سابق من هذا الشهر، قد أثارت حفيظة محبي السلام في جميع أنحاء العالم.
إن أي محاولة من جانب حكومة آبي لمحو الجرائم اليابانية السابقة لن تكون مجدية ولن تتسبب سوى في إبعاد اليابان عن حلمها في أن تصبح بلدا طبيعيا.
وبرفضها مراجعــة تاريخها، وبل ومحاولتها حتى تشويه هذا التاريخ عمدا، فإن اليابان، التي ارتكبت جرائم فظيعة في البلدان المجاورة، لن تحظى أبدا باحترام وتفهم جيرانها وبقية المجتمع الدولي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.