موقع متخصص بالشؤون الصينية

نتائج الانتخابات الايرانية لن تؤثر على العلاقات الصينية ـ الإيرانية

0

صحيفة الشعب الصينية:
بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ برقية تهنئة لنظيره الإيراني حسن روحاني بمناسبة فوزه في انتخابات الرئاسة الإيرانية مرة أخرى يوم 20 مايو الجاري. وأشار البروفيسور ليو تشونغ مين مدير معهد الشرق الاوسط بجامعة الدراسات الدولية بشنغهاي إلى أن اسس التعاون بين الصين وايران مستقرة، وآفاق واسعة للتطوير العلاقات الثنائية.

وقال ليو تشونغ مين خلال لقاء صحفي أن فكرة ” التكنوقراط” واضحة جدا في مجلس الوزراء الايراني المكون من الخبراء. مشيرا الى أن الاصلاحات والانجازات التي تحققت في ايران خلال فترة حكم روحاني السابقة ايجابية، حيث حققت بعض الانجازات في إدخال تعديلات على السياسات الاقتصادية الكلية، وتحسين بيئة الاعمال. على سبيل المثال، قام الرئيس روحاني بعد تولي منصبه بتضعيف امتيازات للمؤسسات الفرعية المملوكة للدولة و” المؤسسة الاسلامية” بقيادة المرشد الاعلى الاخرى من أجل تعزيز المنافسة العادلة. مضيفا، أن النمو الاقتصادي في ايران شهد تطورا ملحوظا حيق ارتفع من 1.9٪ سلبيا في عام 2013 إلى 3٪ في عام 2015، وبلغ حوالي 5٪ في العام الماضي. وفي الوقت نفسه، شهد انتاج النفط والغاز في ايران انتعاشا في ظل رفع العقوبات الدولية. وفي عام 2013، بلغ متوسط انتاج النفط الايراني 2.65 مليون برميل يوميا. وبحلول نهاية عام 2016، ازداد الى 3.9 مليون برميل يوميا.

وحول التحديات التي سيواجهها روحاني بعد اعادة انتخابه، يعتقد ليو تشونغ مين أنها تتركز في المجالات التالية: أولا، قضية الاحياء الفقيرة. ووفقا لتقديرات مرشح عن جناح المحافظين، فإن مجموعة عدد السكان في ايران نحو 80 مليون نسمة، وارتفع عدد الفقراء من 11 مليون عام 2013 الى 16 مليون حاليا. ثانيا، مشاكل التوظيف والاسكان والزواج للشباب. حيث شهدت إيران في السنوات الاخيرة مشاكل ارتفاع البطالة في الشباب، ومن ثم تؤثر على الإسكان والزواج. ثالثا، فجوة الثروة. رابعا، قضية تنمية التكنولوجيا وتخلف التعليم. خامسا، الاصلاح الديمقراطي والوحدة السياسية. لفترة طويلة، تعيش ايران مشاكل شائكة في بناء وتشكيل وحدة بين الفصائل السياسية الايرانية . سادسا، البيئة الخارجية، خاصة الاتفاق النووي الايراني وقضية العلاقات الايرانية الامريكية. حيث تواجه العلاقات بين ايران وامريكا متغيرات بعد تولي ترامب السلطة، مما قد يتخذ من هذه المتغيرات ذريعة لهجوم المحافظين على الاصلاحيين.

تزامن يوم 19 مايو الجاري أول يوم الانتخابات الايرانية ، مع أول زيارة خارجية يقوم بها الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى منطقة الشرق الاوسط تضمنت المملكة العربية السعودية وإسرائيل. ويعتقد ليو تشونغ مين أن مواجهة ايران جزء من اهداف الزيارة، ولا يستبعد أن تكون ترتيبات الولايات المتحدة لزيارة متعمد، ولكن لا ينبغي المبالغة بوصف الزيارة ” رحلة معادية لايران”. حيث أن الهدف الرئيسي من زيارة ترامب الى الشرق الاوسط هو أصلاح العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة واستئناف محادثات السلام بين اسرائيل وفلسطين. وتعد زيارة نتنياهو للولايات المتحدة في فبراير من هذا العام، وزيارة محمود عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الى الولايات المتحدة مؤخرا، استعدادات لتفعيل عملية السلام بين اسرائيل وفلسطين. ومن جانب اخر، المملكة العربية السعودية لها تاثير هام على منظمة التحرير الفلسطينية طرف في محادثات السلام مع اسرائيل، ما جعل ترامب يختار هاتين الدولتين في رحلته الى الشرق الاوسط، وبطبيعة الحال هذا ليس من الصعب فهمه. ثالثا، تلعب السعودية واسرائيل دورا مهما في القضية السورية ومحاربة الارهاب ومكافحة تنظيم ” الدولة الاسلامية” وغيرها من القضايا الاخرى. وبطبيعة الحال، فإن الملف الايراني لن يغيب عن طاولة اجتماع رؤسائ الدولتين خلال زيارة ترامب الى الشرق الاوسط، ولكنها ليست بندا ذات الاولوية في قائمة ترامب. ولا تزال قضية سوريا وتنظيم ” الدولة الاسلامية ” والعلاقات الفلسطينية الاسرائيلية على راس اولويات ترامب في رحلته الى الشرق الاوسط.

وأضاف ليو تشونغ مين قائلا:” سياسة ترامب في الشرق الاوسط لم يتم تشكيلها بالكامل، إلا أنه يمكن الاطلاع على محتوياتها الرئيسية. أولا، اضعاف نفوذ روسيا في الشرق الاوسط، خاصة في المسألة السورية، ومحاولة كسب مكانة الهيمنة الأمريكية على إعادة الاعمار بعد الحرب بعد محاربة تنظيم ” الدولة الاسلامية” في سوريا. ثانيا، اصلاح العلاقات مع حلفائها التقليديين في الشرق الاوسط منها المملكة العربية السعودية وأسرائيل وتركيا .ثالثا، توحيد حلفائها لتقويض البيئة الاستراتيجية الخارجية الايرانية الصاعدة. ومقارنة مع أوباما، ستشهد سياسة ترامب في الشرق الاوسط بعض التأرجح، لكنه سيكون حذرا جدا ، وستوسع في الاستثمار بشكل محدود جدا، ومحاولة تجنب الوقوع في حرب مماثلة للحرب في العراق.

وأخيرا، أكد البروفيسور ليو تشونغ مين أن الانتخابات الايرانية لا تغير كثيرا في العلاقات الصينية الايرانية. حيث شهدت العلاقات بين البلدين تقدما كبيرا، ووقع الجانبان سلسلة من اتفاقيات تعاون خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إيران في العام الماضي. وفي السنوات الاخيرة، ارتفعت مكانة الصين في المسرح العالمي وتعتبر مبادرة ” الحزام والطريق” الصينية فرصة مهمة لتعزيز التنمية في ايران، سواء في التجارة أو البنية التحتية ، مما يقضي الى حل مشاكل نقص الاستثمار المحلي والبطالة في ايران. لذلك، لا تزال مساحة كبيرة للتعاون بين الصين وايران. وقد لعبت الصين دورا مهما للغاية خلال مفاوضات الاتفاق النووي الايراني، وهذا باعتراف من الاخيرة. ما يجعل اسس التعاون بين الصين وايران مستقرة، وآفاق واسعة للتطوير العلاقات الثنائية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.