موقع متخصص بالشؤون الصينية

مون جاي – إن خبر سار لـ #الصين (العدد 70)

0

محمود ريا

انتُخب مون جاي ـ إن رئيساً لكوريا الجنوبية، فساد التفاؤل في بكين بإمكان تحسن العلاقات مع سيئول.
هذا التفاؤل لم ينشأ من فراغ، وإنما يعود إلى المواقف التي سبق أن أعلنها الرئيس الجديد قبل انتخابه، والتي تتناول العقبة الأكبر في طريق العلاقات الصينية الكورية الجنوبية في هذه الأيام، وهي نشر نظام الدرع الصاروخية الأميركية (ثاد) على أراضي كوريا الجنوبية.
الرئيس الجديد معارض علني لنشر نظام ثاد، وهذا الموقف موضع ترحيب في الصين التي ترى في هذه المنظومة العسكرية الأميركية خطراً على التوازن الاستراتيجي في منطقة شرق آسيا وشبه الجزيرة الكورية، لا بل ترى أن هذه المنظومة موجهة بشكل أساسي ضد الصين (وروسيا)، في حين أن واشنطن تدّعي أنها تستهدف كوريا الديموقراطية (الشمالية) وقدراتها الصاروخية.
ومع كل هذا التفاؤل الصيني، فإن لدى الساسة في بكين من الوعي ما يجعلهم يدركون أن الرئيس الكوري الجنوبي الجديد ليس مطلق اليد لاتخاذ قرار فوري، أو حتى قريب، بسحب منظومة ثاد من الأراضي الكورية، وأن هناك الكثير من المواجهات التي سيخوضها قبل أن يتمكن من أن يقفل هذا الملف.
وما سيواجهه مون جاي ـ إن هو قوى ضغط محلية مؤثرة، تتراوح بين أحزاب سياسية محافظة تؤيد نشر منظومة ثاد، وجيش يضع كل ثقله وراء هذه المنظومة، ووسائل إعلام قوية ونافذة تروّج لـ “فوائد” ثاد وتخفي كل المعلومات عن مخاطرها البيئية وتداعياتها السياسية وانعكاساتها العسكرية.
هذا في الداخل، أما من الخارج فإن الولايات المتحدة تضع كل ثقلها وراء هذه المنظومة، وتضغط على الشعب الكوري للقبول بها والإبقاء عليها على الأراضي الكورية، لا بل إن إدارة ترامب تطالب الكوريين بدفع ثمنها من حسابهم.
هذه التحديات الكبيرة يقابلها خبر جيد: وكالة يونهاب الكورية الجنوبية تقول إن أكثر من ثمانين بالمئة من المواطنين باتوا يؤيدون سياسة الرئيس مون جاي ـ إن.
ربما من هنا يصبح للتفاؤل الصيني ركائز واقعية على الأرض، بانتظار ما ستفعله الإدارة الأميركية وحلفاؤها في الداخل للالتفاف على إرادة الشعب الكوري الذي يبدو انه يميل أكثر إلى السلام، بعيداً عن سياسة التوتير والمواجهة التي تحاول واشنطن الترويج لها في شبه الجزيرة الكورية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.