موقع متخصص بالشؤون الصينية

علاقات الصين وألمانيا تمثل نموذجا للشراكة الصينية الأوروبية

0

تتركز زيارة الدولة الحالية التى يقوم بها الرئيس الصينى شى جين بينغ إلى ألمانيا على تعميق العلاقات الاستراتيجية الثنائية ودفع الشراكة الصينية الأوروبية التى تتسم بالسلام والنمو والإصلاح والمدنية .

وتعد رحلة شى هى زيارة الدولة الثانية التى يقوم بها إلى ألمانيا باعتباره رئيسا للصين ، بما يوجه رسالة قوية للعالم بأن كلا الجانبين ملتزم بتعزيز الثقة السياسية وتسهيل التجارة والعولمة والاقتصادية .

وقد بحث الزعماء الصينيون والألمان توسيع التعاون خاصة فى إطار مجموعة العشرين بما يبرز الجهود الرامية الى بناء اتفاق اكبر على كلا الجانبين .

وقال روان تسونغ تسه نائب الرئيس التنفيذى لمعهد الصين للدراسات الدولية ” ان الصين وألمانيا باعتبارهما مؤيدين مخلصين للاقتصاد المنفتح ، لديهما مصالح كثيرة مشتركة فى مواجهة التحديات العالمية سويا”.

وبالرغم من أن مناهضة العولمة تشهد ارتفاعا وأن التكامل الأوروبى يعانى من نكسات، فإن الصين وألمانيا لديهما موقف مشترك من القضايا العالمية الكبرى مثل العولمة الاقتصادية والتعددية ومعارضة الحمائية والالتزام باتفاق باريس للمناخ .

وقد أقامت بكين وبرلين أكثر من 70 آلية للتعاون الثنائى تساعد فى بناء ثقة سياسية مشتركة . كما تعزز الدولتان التعاون حيث تسعيان إلى الترابط بين خطة ” صنع فى الصين 2025 ” ومفهوم ” الصناعة 4.0 ” الألمانى .

كما تعززت العلاقات الثنائية بفضل عدد من الزيارات عالية المستوى .فقد زارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الصين عشر مرات خلال فترة حكمها .وخلال زيارة شى إلى ألمانيا فى عام 2014 اتفق مع ميركل على شراكة استراتيجية شاملة شاملة،تشير إلى اتجاه تنمية العلاقات الثنائية فى عصر جديد .

وإلى جانب علاقاتهما السياسية المستقرة، فإنهما يشتركان فى علاقات تجارية واقتصادية قوية حيث أصبح كلا الاقتصادين يكملان بعضهما بعضا بدرجة كبيرة . وفى عام 2016 أصبحت الصين للمرة الأولى أكبر شريك تجارى لألمانيا بحجم تجارة يصل إلى 151.29 مليار دولار أمريكى .

كما أن إعادة الهيكلة الاقتصادية للصين وسوقها المزدهره يواصلان خلق فرص للشركات الألمانية فى حين أن المنشآت المتقدمة الألمانية والخبرة الإدارية يمكنهما فى المقابل المساعدة فى الارتقاء الصناعى فى الصين .

ووفقا لما ذكرت وزارة التجارة الصينية، فإن الصين استثمرت أكثر من 2.9 مليار دولار أمريكى فى ألمانيا فى عام 2016 بزيادة بلغت نسبتها 258.6 فى المائة عن العام السابق . وفى نفس العام استثمرت ألمانيا أكثر من 2.7 مليار دولار فى 392 مشروعا جديدا فى الصين .

وبالنسبة للتبادلات بين الشعبين فإنه تم أكثر من 1.6 مليون زيارة بين البلدين فى عام 2016 فى الوقت الذى أصبحت فيه التبادلات الثقافية خاصة مهرجانات السينما شائعة فى كلا البلدين .

وفى أوائل شهر يونيو بعد اسبوعين من مهرجان فينتاج للسينما الألمانية فى بكين، افتتح مهرجان للفيلم الصينى فى مدينة ميونيخ حيث عرض 16 فيلما صينيا وسلسلة من الرسوم الصينية التقليدية والأعمال الفنية .

وعلاوة على ذلك ففى شهر نوفمبر من عام 2016 وقعت الصين وألمانيا على اول اتفاق تعاون بينهما فى مجال كرة القدم يركز على تدريب مدربى الكرة واللاعبين الشباب .

وتبحث الدولتان حاليا إمكانية التعاون مع دول ثالثة مثل تعاون شركة سى آر آر سى الصينية العملاقة للسيارات مع شركة سيمينز الألمانية لإنتاج قطارات لمترو الأنفاق للتصدير للولايات المتحدة والبرازيل .

وقد صمدت العلاقات بين الدولتين للاضطرابات العالمية ببذل جهود مشتركة لمعالجة الخلافات عن طريق الحوار المتكافىء والمشاورات الودية والدعم المتبادل فى المصالح والشواغل الأساسية .

وعن طريق عمل ذلك يمكن للصين وألمانيا المضى قدما مع كل اوروبا نحو التعددية و خلق عالم متعدد الاقطاب .

وقال روان ” ان العلاقات الصينية الالمانية المستقرة والناضجة ستقوم بدور قيادى ونموذجى فى العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبى فى وقت تواجه فيه اوروبا موقفا معقدا مع زيادة الشكوك فى العالم “.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.