موقع متخصص بالشؤون الصينية

#الصين.. #قاعدة_جيبوتي.. وتحيّز الإعلام (العدد 77)

0

نشرة الصين بعيون عربية ـ محمود ريا
يشكل تعامل الإعلام العالمي مع إنشاء الصين قاعدة عسكرية في جيبوتي نموذجاً لكيفية تعامل وسائل الإعلام الدولية مع الأحداث التي يشهدها عالمنا.
فقد ضجت صفحات الجرائد وشاشات كبريات القنوات في الغرب بالحديث عن طموحات الصين العسكرية وعن بدء تطبيق سياسة الاحتلال المرحلي لأفريقيا وغرب آسيا. وتطرفت بعض هذه الوسائل إلى حد اعتبار أن الخطوة العسكرية الصينية باتجاه جيبوتي هي صفارة انطلاق احتلال الصين للعالم.
هذا في الإعلام، فإذا جئنا إلى الوقائع نجد أن كل ما قامت به الصين هو إنشاء قاعدة لوجستية لتزويد سفنها التي تجوب البحار بالمؤن والوقود. وهذه السفن تقوم بمهمة عظيمة تفيد العالم ككل، لأنها تحمي خطوط الملاحة الدولية من القراصنة والإرهابيين.
ليس هذا فحسب، بل إن ما قامت به الصين ليس فريداً أو إنه خطوة لم يسبقها إليها أحد. فالقواعد العسكرية الأجنبية منتشرة في كل أنحاء العالم، وجيبوتي نفسها ـ التي أسست الصين فيها قاعدتها ـ توجد فيها قواعد عسكرية لكل من الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، اليابان وحتى السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ولا مجال للمقارنة بين “المحطة اللوجستية” الصينية التي يحميها بضعة مئات من الجنود، وبين القاعدة العسكرية الأمريكية، مثلاً، التي تضم ٤٠٠٠ جندي وعدداً كبيراً من الطائرات الحربية، فكيف تكون القاعدة الصينية تهديداً للسلام العالمي ويتحدث عنها الإعلام بهذا الشكل، فيما يسود الصمت هذا الإعلام في مقابل القاعدة العسكرية الامريكية؟
إن الحملة الإعلامية الصينية المضادة كانت ناجعة في تبديد جزء كبير من الهواجس التي أثارتها الميديا الغربية، ولكن ما تزال هناك الكثير من ظلال الشك حول هذا الموضوع، بما يفرض على الدولة الصينية العمل على خلق آلة إعلامية ضخمة قادرة على مواجهة هذا الجهاز الإعلامي الجبار الذي تستخدمه الولايات المتحدة وحلفاؤها لذر الرماد في العيون وتحويل الأنظار عن الأخطار الحقيقية التي تتهدد العالم، وليس بينها بالتأكيد محطة لوجستية صينية تدعم عمليات محاربة القرصنة والإرهاب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.