موقع متخصص بالشؤون الصينية

جيش الاقتدار وصنع السلام (العدد 78)

0

نشرة الصين بعيون عربية ـ محمود ريا

لأول مرة تُجري الصين عرضاً عسكرياً بهذا الحجم بمناسبة عيد الجيش.
المناسبة تستحق، إنها الذكرى التسعون لتأسيس جيش التحرير الشعبي، بما يعنيه ذلك من استمرارية واستقرار ونمو واقتدار.
لقد أثبت الجيش الصيني على مدى هذه السنوات القدرة على تحقيق الإنجازات، والتي كان أكبرها تحرير الصين عسكرياً وسياسياً من الاحتلال والهيمنة، وأدومها حماية البلاد من أي محاولات لكسر هيبتها وفرض الإرادة الأجنبية عليها.
وبعد تسعين عاماً من استمرار هذه “المسيرة الطويلة” ها هي الصين، قيادة وشعباً، تعترف بالجميل لهذه القوة المتنامية، التي تليق بهذه الدولة، وتشكل ذراعها الضاربة والجاهزة للرد على أي عدوان. ولم تكن الاحتفالات التي عمّت البلاد على مدى أيام، والتي بلغت ذروتها يوم الأحد، سوى دليل على حجم الاحترام الذي تكنّه الصين كلها للجيش وللدور الذي يلعبه في حماية البلاد.
وقد كان ارتداء الرئيس الصيني شي جين بينغ للبذلة العسكرية ذروة الاعتراف بهذا الدور، واستعراضه لعشرين ألفاً من الأذرع المختلفة للقوات المسلحة في مقاطعة منغوليا الداخلية تأكيداً على أن الصين كلها في خدمة هذا الجيش الذي يحميها ويوفر لها الاطمئنان في الحاضر، كما قدّمه في الماضي، وسيقدمه في المستقبل.
ومن خلال استعداده الدائم للحرب، فإن الجيش الصيني يؤمّن السلام المستتب والدائم لهذا البلد العملاق، ويفسح في المجال أمام انطلاق مسيرة التطور والتنمية التي تشهدها البلاد، بما يضمن تحقيق احتياجات المواطنين ويحقق الرفاه التدريجي لهم.
إلا أن السلام الذي يقدمه الجيش الصيني ـ بقوّته وتضحياته ـ لا يقتصر على الصين وحدها، بل هو ينشر هذا السلام في أكثر من منطقة في العالم، وذلك من خلال المهمات الكبرى التي يقوم بها، سواء في حماية مسارات التجارة البحرية، أو من خلال المشاركة في بعثات القوات الدولية في مختلف القارات، وعلى بعد آلاف الكيلومترات من أراضي الصين.
هذا الجيش المقتدر، والصانع للسلام، هو أمل الصين بمستقبل آمن، وهو فرصة للعالم كي يصبح بدوره أكثر أمناً، من خلال التوازن الذي يُرسيه على الساحة الدولية، والمشاركة الفعالة في محاربة الأخطار التي تهدد العالم، وعلى رأسها الإرهاب والقرصنة، دون أن ننسى تهديدات الهيمنة والتسلط من بعض الدول الكبرى في العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.