موقع متخصص بالشؤون الصينية

سفير دولة قطر لدى الصين: الصين حققت نجاحات وتطورات مدهشة على شتى الأصعدة والمجالات في العام المنصرم

0

قال سلطان بن سالمين المنصوري، سفير دولة قطر لدى الصين، يوم الثلاثاء ، إنه وبفضل الجهود الكبيرة المبذولة والدعم والتواصل المستمر بين قيادتي قطر والصين، واصلت العلاقات الثنائية بين البلدين ارتقاءها، لتثمر عن الكثير من المنجزات، وسط تطلعات لتحقيق المزيد من المنجزات في السنوات المقبلة.

ووجه السفير المنصوري في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء شينخوا في مقر البعثة ببكين، وجه كلمة تهنئة بمناسبة أعياد الربيع والسنة الصينية الجديدة، مستشهدا بالمثل الصيني القائل: “العمل الدؤوب هو ثمرة النجاح”. وقال : “بالفعل عندما نستعرض الإنجازات الكبيرة التي تحققت في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والعلمية ، والتي تمت خلال العام المنصرم، نرى أن الصين حققت نجاحات وتطورات باهرة على شتى الأصعدة والمجالات”.

وتابع المنصوري :” لعل أبرز حدث خلال السنة السابقة هو انعقاد المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، الذي خرج بنتائج إيجابية تؤسس لمفهوم تنمية جديد للصين وانفتاح أكبر على العالم ، وهذا سيجعل الصين أكثر تطورا وقدرة على تحمل المسؤوليات الدولية. كل هذا لم يكن ليتحقق بدون العزيمة والإصرار والعمل الدؤوب، إلى جانب التخطيط الحكيم والسليم من القيادة الرشيدة للحكومة الصينية”.

وأضاف المنصوري: “دائما ما أقول إن الصين تدهش العالم بتطورها، وإنها تواصل السير بخطى ثابتة في مسألة التطور والتنمية. فالحزب الشيوعي الصيني يعمل لصالح الدولة وتحقيق وتأمين مصالح الشعب الصيني، وعندما نرى الجهود التي تقوم بها الدولة لخدمة وتحسين معيشة الشعب الصيني، نرى أن هناك نظرة جادة من الحكومة وكافة القيادات لتنمية المجتمع الصيني”.

وأكد المنصوري على الأهمية الكبيرة للمؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، ليس فقط على مستوى الصين، ولكن للعالم كذلك، لأن الصين خرجت خلال المؤتمر بمفهوم جديد يتمثل بالانفتاح على العالم ما يخلق فكرا جديدا للتطور، وهذا ما سيجعل الصين تمضي في مسار يقود نحو المزيد من التطور لتكون في مصاف الدول القائدة والرئيسة في العالم. وهذا سيجعل الدول الأخرى تزيد من تفاعلها مع الصين بشكل أكبر وأكثر.

وعلى مستوى العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية ودولة قطر، قال السفير إن هذه العلاقات تتطور باستمرار، حيث تأسست علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في نوفمبر 2014 عند زيارة أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني للصين، الأمر الذي فتح بابا جديدا وعهدا جديدا في العلاقات بين البلدين.

وبفضل الجهود والدعم بين القيادتين، تطورت العلاقات بين البلدين، وأثمرت عن الكثير من التفاهمات والاتفاقيات، بما فيها اتفاقيات تعليمية ورياضية واتفاقيات في مجال الاستثمار والمالية وغيرها . وفي الوقت نفسه، لا تزال الطموحات عالية شرط تواصل العمل والتنسيق بين البلدين لتحقيق المزيد من المنجزات في السنوات المقبلة.

وفي معرض الحديث عن مبادرة “الحزام والطريق”، قال المنصوري :” إن هذه المبادرة “نبيلة” في حد ذاتها، نظرا لضمان المنفعة المشتركة لكل من ينضم إليها، كما انها تؤسس لمنهج موجود سابقا وتمثل بطريق الحرير التي كانت رائجة للتجارة بين الصين في ذلك الوقت والدول الواقعة على ذلك الطريق”.

وأضاف أن هذه المبادرة تعود بالمنفعة على جميع الدول التي تقع ضمن نطاق الحزام والطريق، وهو ما حدا بدولة قطر لدعم المبادرة عندما طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013، وأكدت على أنها مبادرة نافعة للصين ودول قارة آسيا والعالم أجمع، ولذلك كانت قطر من أوائل الدول التي وقعت اتفاقية تعاون للمشاركة في بناء الحزام والطريق.

وقال السفير إن قطر دخلت في الآليات التي تؤسس لهذه المبادرة مثل المشاركة في بنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية الذي يعد آلية مهمة جدا، إضافة إلى تأسيس مركز مقاصة عملة الرنمينبي في دولة قطر الذي افتتح في عام 2015 ويعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وكان ثمرة جهود كبيرة في هذا المجال.

واستطرد المنصوري قائلا : “نأمل في تحقيق المزيد من النتائج الايجابية خلال المزيد من الوقت في الفترة المقبلة لتحقيق أقصى استفادة من المبادرة”.

وقال السفير إنه وفي وسط الفوضى والحروب والتنافس الاقتصادي والحمائية التجارية التي تسود العالم، خرجت الصين برؤية جديدة تدعو للتعاون بدلا من الصراع ، والسلام بدلا عن الحروب، والفوز المشترك بدلا من التنافس على الموارد، وكانت هذه الرؤية مجسدة في “مجتمع المصير المشترك للبشرية”، حيث جعل هذا المفهوم كل العالم بمختلف شعوبه وأممه عبارة عن أسرة واحدة ومجتمع واحد مبني على التعاون والسلام والازدهار المشترك.

وأكد السفير أن هذا المفهوم كان بمثابة الرد الصيني على التهافت المحموم على الثروات والتنافس غير الإيجابي ، وقال إنه نداء العصر لبناء مجتمع عالمي يعيش كأسرة واحدة مزدهرة ومتعاونة بسلام.

وأضاف السفير قائلا: ” أعتقد أن مجتمع المصير المشترك للبشرية هو من أفضل المجتمعات التي تمثل الشعب، وهو طموح أي دولة في العالم وليس الصين فقط، لان هذا المجتمع متكامل ولديه أهداف مشتركة، تحقق التآلف والتناغم في المجتمع. ولتحقيق تلك الأهداف ، هناك تحديات كبيرة تواجه القيادة،تتمثل بضرورة تأسيس مجتمع يقوم على فكر وفهم مشترك، ويسعى لتحقيق التنمية والازدهار. ومن هنا تبرز أهمية هذا المجتمع من حيث سهولة التعامل معه، وفضلا عن زيادة تحقيق وتعميق التواصل والربط بين المجتمعات.”

ونوه المنصوري بأن الصين بدأت تجني ثمار هذه التجربة الفريدة في الآونة الأخيرة، بفضل وجود بيئة صالحة وسليمة لتكوين هذا المصير المشترك الصيني، وهذه البيئة تتمثل بالأساس في القيادة الصينية الرشيدة، والحزب الشيوعي الصيني الذي يتفهم مطالب الشعب ويسعى لتحقيقها بطريقة توفر “حياة رغيدة” لكل المجتمع الصيني.

وأشار السفير إلى أن مبادرة “الحزام والطريق” تخدم بفعالية بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، قائلا: ” إنني على يقين من أن المبادرة ستحقق نتائج هامة خاصة إذا ما التزمت كل الدول المشاركة فيها باستمرار العمل والسعي لتحقيق نتائجها بالحماس الذي شهدناه طوال هذه السنوات. إذ أن آليات المبادرة لا تخدم فقط المصالح المشتركة أمنيا واقتصاديا، بل تسعى أيضا لخدمة المجتمعات والارتقاء بها إلى مستوى أعلى يتكون من مجتمع المصير المشترك للبشرية. وأبسط مثال على ذلك يتمثل في أن مفهوم ومبادئ مبادرة “الحزام والطريق” أصبحت معروفة في كل دول العالم تقريبا، والمصطلح لم يعد صينيا بل أصبح مفهوما عالميا.”

وأشار السفير إلى أن عراقة الحضارتين الصينية والعربية، لافتا إلى التزام الصين الدائم بدعم القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهو موقف ثابت يحسب للصين حكومة وشعبا”.

وأضاف السفير أنه من المصلحة الدولية أن يكون هناك استقرار في منطقة الشرق الأوسط ، نظرا لأن مبادرة الحزام والطريق التي تهدف للتنمية تستلزم وجود شبكة متصلة ومترابطة من الطرق دون أي انقطاع في أي نقطة فيها بسبب ظروف عدم الاستقرار، ما يخل بالتأثير الايجابي للمبادرة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.