هل يمكن ل100 مليار دولار أن تخيف الصين؟ هذه فكرة ساذجة

بعد إغلاق سوق الأوراق المالية الأمريكية صباح يوم الخميس طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الممثل التجاري الأمريكي النظر في فرض 100 مليار دولار أمريكي كتعريفات جمركية إضافية على المنتجات المستوردة من الصين بعد قرار رد الفعل الصيني.

ولكن كلمات ترامب لم تؤثر على أسواق رأس المال في آسيا والمحيط الهادئ حيث انخفضت أسواق الأسهم اليابانية والكورية الجنوبية بشكل طفيف وارتفعت أسهم هونج كونج.

لماذا لم تؤثر 100 مليار دولار على الأسواق الآسيوية في آسيا والمحيط الهادئ بالمقارنة مع 50 مليار دولار أمريكي التي أعلن ترامب فرضها كتعريفات جمركية إضافية على المنتجات المستوردة من الصين لأول مرة ؟

من الواضح أن الأسواق المالية تعتبر أن 100 مليار دولار أمريكي التي أعلن عنها تعتبر مجرد تفاخر.

إن خبرات ترامب التجارية ترتكز على مجال العقارات التي تعتبر صناعة محلية وليست له دراية بسلامة الصناعة واستبدالها.

وتنقسم حاليا واردات الولايات المتحدة من المنتجات الصينية إلى نوعين، النوع الأول منتجات رخيصة مثل ألعاب الأطفال والملابس. والآن لا يستورد تجار الولايات المتحدة ألعابًا كهربائية من الصين بسبب التعريفات الجمركية، ويستوردونها من تايلاند بدلاً من ذلك.

حسنا، هناك العديد من المشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة على الفور. هل يمكن للشركات التايلندية مواكبة كفاءتها؟ وهل مستوى العمال معقول؟ يستغرق عدة سنوات للوصول إلى مستوى الخدمات اللوجستية الصينية.

هذا ما بعني أن إضافة تعريفة جمركية بنسبة 25٪ إلى الصين ليست سوى بداية المعانات للمستوردين الأمريكيين. إذا لم تصدر الصين إليها، فقد يضطر المستوردون الأمريكيون إلى إنفاق أكثر من 50٪ أو حتى أكثر من ضعف السعر.

النوع الثاني من المنتجات التي تصدرها الصين إلى الولايات المتحدة هي منتجات شبه نهائية ، مثل المنتجات الكهروميكانيكية. ستكون مثل هذه المنتجات أكثر تكلفة إذا وجدت الولايات المتحدة بدائل.

إن الخلافات التحارية بين الصين والولايات المتحدة لا تؤثر على الصناعات ذات الصلة بين الصين والولايات المتحدة بل يؤثر على الصناعة التحويلية في الولايات المتحدة بأكملها، ولن تتمكن العديد من الشركات الأمريكية من البدء في البناء لفترة طويلة إذا افتقرت إلى المكونات الصينية. وبذلك سوف تتأثر سوق رأس المال في الولايات المتحدة بشكل أشد.

إن سوق رأس المال الصيني هي ثاني أكبر سوق في العالم. في ظل الخلافات التجارية الطويلة الأمد بين الصين والولايات المتحدة، فإن الحكومة الصينية ملزمة بزيادة استثماراتها في العلوم والتكنولوجيا والتكنولوجيا المتقدمة، ومن هذا المنظور، فإن الخلافات التجاريةستعزز الارتقاء الاقتصادي السريع للصين.

لقد طلب ترامب 100 مليار دولار لترهيب الصين، لكن الحرب التجارية معقدة.

وبناءا عليه فهل يمكن ل 100 مليار دولار أن تخيف الصين؟ أعتقد أنه ساذج.