موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين بصدد تعزيز مكافحة التصحر بشمال غرب البلاد.. تجارب وخبرات ملهمة للمناطق الصحراوية في العالم

0

بكونها أكبر منطقة صحراوية صينية في ظل احتضانها لصحراء تاكلامكان التي تعد الأكبر في البلاد وأحد الصحاري الـ10 الكبرى في العالم حيث تبلغ مساحتها نحو330 كيلومترا مربعا، تضع منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غرب الصين قضية مكافحة التصحر على سلم أولوياتها واهتماماتها.

وبعد جهود مكافحة دامت لعشرات السنين، أحرزت المنطقة إنجازات غير مسبوقة في هذا المجال مع خفض مساحة الأراضي الصحراوية بواقع 100 كيلومتر مربع سنويا وهذا ساعد بدوره على تراجع نسبة حدوث الطقس المحمل بالرمال والغبار وعلى تحقيق توازن تدريجي بين مساحتي التصحر والأخضرار.

فعند دخوله مدينة كورلا جنوب منطقة شينجيانغ التي لا يفصلها عن صحراء تاكلامكان سوى نحو70 كيلومترا ما يجعلها تتأثر بسهولة بالأجواء الرملية والمغبرة، لاحظ مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) أنه قد تم في ظل الجهود المبذولة من قبل الحكومة المحلية، تخضير وتشجير مساحة تصل إلى قرابة 67 مليون متر مربعا هناك على نحو قلص زمن وصول الغبار إلى المدينة بواقع أربعة أو حتى ستة أيام وسرعتها بنسبة 20 في المائة مقارنة بما كان عليه الأمر في السابق.

ووفقا للإحصاءات الصادرة حديثا، نجحت منطقة شينجيانغ منذ عام 2011 في تحسين قرابة 28 كيلومترا مربعا من مساحة أراضيها الصحراوية، وهو ما ساهم في زيادة المساحة التي تغطيها الواحات بنسبة تصل إلى قرابة 5 في المائة.

ولا شك أن أوجه التطور التكنولوجي لعبت دورا أساسيا ولا يمكن الاستغناء عنه في التقدم الذي أحرزته شينجيانغ في أعمال مكافحة التصحر، ومن أبرزها تعميم تقنية الري بالتنقيط في المنطقة، وهي تقنية تتطلب استخدام الأنابيب البلاستيكية لتوصيل المياه – من خلال فتحات يبلغ قطرها 10 ملم – إلى جذور الأشجار من أجل إتمام عملية الري جزئيا وحفظ المياه في المنطقة الجافة.

إضافة إلى ذلك، حققت الصين إلى حد ما إنجازات في مكافحة الرمال المتحركة، وأنجزت بناء أطول طريق سريع عبر الصحراء في العالم يبلغ طوله930 كيلومترا ويعد جزءا من طريق بكين- شينجيانغ الذي يصل طوله إلى قرابة 2540 كيلومترا. وفي التكنولوجيا المستخدمة في بناء هذا الطريق، كانت أساليب مكافحة التصحر مسألة حاسمة، حيث يصل متوسط سرعة تحرك الرمال في بعض أقسام الطريق إلى 18 مترا في السنة. ومع وضع أكياس شكل الطين والحصى العنصرين الرئيسيين بداخلها وذلك بطول مترين وعرض 20 سنتيمترا على جانبي الطريق لإقامة شبكات مانعة لتقدم الرمال، ساعد ذلك في خفض سرعة الرياح وحجز الرمال المحملة بها في الشبكات.

إن تجارب الصين في مكافحة التصحر من شأنها أن تقدم فوائد للعالم. فمع إحرازها إنجازات بارزة في مكافحة التصحر، تسعى الصين حاليا إلى تصدير تجاربها وخبراتها في هذا المجال إلى دول متشابهة في الظروف للمساهمة في مكافحة التصحر على المستوى العالمي. وقد وافقت الصين مؤخرا على تقديم دعم تكنولوجي لمشروع بناء السور الأخضر في قارة إفريقيا تلبية للمقترح المقدم من الاتحاد الإفريقي في عام 2007، وهذا يهدف إلى وقاية القارة السمراء من مخاطر التصحر والجفاف والمجاعة.

ومن المتوقع أن تتعاون الصين في إطار هذا المشروع مع كل من موريتانيا ونيجيريا وغيرهما من دول منطقة الساحل التي تتشابه مع منطقة شينجيانغ في الظروف المناخية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.