موقع متخصص بالشؤون الصينية

إسلاميات في الصين

0

 

 

موقع الصين بعوين عربية ـ
عبد القادر حسن عبد القادر*

بحلول شهر رمضان المبارك، تظهر معه عادات رمضانية للمسلمين الصينيين، وينشط هؤلاء دينياً بصور ظاهرة جماعةً وبجهودهم النوعية، التي تتعلق بالصلاة والصوم وعادات وتقاليد مخصوصة لهذا الشهر الكريم. لكن يجب التنويه إلى أن شهر رمضان والأعياد لا تتسم بجوهر مخالف أو مناقض لما هو هذا الشهر وهذه الأعياد في مختلف بلدان العالم الإسلامي. فهؤلاء المسلمون لا يضيفون شيئاً جديداً على كل ذلك، أللهم إلا في بعض العادات القومية والجهوية، الاجتماعية والتاريخية المُتكّدسة عندهم ولديهم.

في شهر رمضان وفي غير شهر رمضان، تطفح جميع المساجد الإسلامية في الصين بالمصلين وتقام حلقات الدروس الدينية التي يقودها أئمة المساجد، فيتحدثون عن الصوم وآدابه، ومعناه، وآداب إعداد وتناول الطعام، وتعمل الأمهات والزوجات ويساعدهن أطفالهن في إعداد الحلوى. هناك يطهون الأطعمة اللذيذة ذات النكهات الخاصة، مثل الفطائر المقلية بالزيت والسكر، واللحم المطبوخ بطرائق تقليدية مختلفة، والحلويات، والمشروبات المختلفة. أما عن العطلة فتمنح الحكومة الصينية أربعة أيام عطلة لعيد الفطر.

في الصين يُصلي المسلمون، كما تقول المراجع، صلاة التراويح (20) ركعة، ويحرصون على تلاوة القرآن الكريم، ويستمعون إلى الخطبة، وهي تشتمل على دروس في العبادات، كما تحث المسلمين على المعاملات والأخلاق الكريمة وأفضال صدقات عيد الفطر، وهناك يتصدق أغنياء المسلمين بوافر الصدقات الكريمة على غيرهم من أصحاب الحاجة، أو المحتاجين لمساعدات في أنشطة اجتماعية ومهنية أو شخصية وعائلية، فالمجتمع الصيني يتميز عموماً بهذه الخصلة الإيجابية للتكافل المجتمعي العام.

وككل المسلمين في العالم، يجتمع المسلمون في المساجد في العشر الأواخر من شهر رمضان للاحتفال بليلة القدر، ويُكثرون فيها الصلاة وقراءة القرآن الكريم، والدعاء سوياً مع أئمة المساجد، الذين يباشرون بإلقاء دروس للمسلمين عن تعاليم القرآن الكريم، وعن وحدة الشعب الصيني والتعايش العام مع قومية (هان)، وهي الأكبر عدداً في الصين، حيث يتبادل المسلمون و(هان) المشاعر الطيبة، والأطعمة القومية، والهدايا، إعراباً عن وحدتهم ومصيرهم الواحد أيضاً.

وفي الصين تنتشر المصليات، وهي كثيرة وتُبنى باستمرار في مناطق المسلمين، والمصليات تدار من إمام المسجد ولجنة معاونة، تُنتخب في المساجد الكبيرة، وهذه المساجد تُشرف على عددٍ من الشؤون الدينية، كإصدار النشريات ومراقبة الأهلة، وفي هذه المساجد الكبيرة وحدها تقام صلاة العيدين الفطر والأضحى.

ويقول مراسلو الصحافة العربية في الصين والمواقع الصينية على الانترنت، أن المسلمين يتوجهون بعد صلاة العيد لزيارة القبور، حيث يقرؤون القرآن الكريم، ويصلون على النبي، ويترحّمون على الأموات. ومن عادات المسلمين الصينيين، أنهم يَدعون الأئمة والطلاب من المساجد إلى البيوت، لقراءة القرآن الكريم، والدعاء بالخير والبركة لأهلهم وللمسلمين جميعاً.

وهناك في الصين تنشط على وجه الخصوص المطابخ والمطاعم الإسلامية، وعددها نحو ألف مطعم بإحصائيات حديثة، وهي تقدّم اللحوم الحلال، وأنواعاً كثيرة من الكعك والحلويات التقليدية، وتعرض للعامة أنواع التمر والشاي الأخضر، وهو الأنفع والأشهر في الصين لجميع القوميات والأقوام التي تُشكّل الشعب الصيني الواحد.

والجدير بالذكر، أن الأطعمة الرمضانية لدى مسلمي الصين وغير المسلمين، وتلك الأطعمة غير الرمضانية أيضاً، تتميّز بأنها صحية تماماً، ومُفيدة للصائمين، وهي خفيفة على المَعِدة، وغير باعثة على السُّمنة كما في عددٍ من الدول العربية والاسلامية..!

كما وتلزم الإشارة أيضاً إلى ظاهرة لافتة وطيبة وذكية، وهي أن  المطاعم الإسلامية تحيط عادة بالمساجد في الصين، وهي تقدم الوجبات الشرقية ومنها المصرية والفلسطينية  والأردنية والشامية، بالإضافة إلى الحلويات الرمضانية المشهورة في الدول العربية والإسلامية، وليس الوجبات الصينية على وجه الحصر، لكن الصينيين يفضّلون عموماً أكلات وحلويات المطبخ الصيني، لأنه يَخلو من الكولسترول وزيتهم المستعمل في القلي مُستخرج من بذور الكتّان، فجميع الصينيين من مسلمين وغير مسلمين، لا يستخدمون الدهون في أطعمتهم.

*#عبدالقادر_حسن_عبدالقادر: عضو في الهيئة المصرية للاتحاد #الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين، وناشط قديم مع القسم العربي لإذاعة #الصين الدوليةCRI، ومجلة “الصين اليوم” التي تصدر في القاهرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.