موقع متخصص بالشؤون الصينية

مقالة خاصة: رئيس مجلس الدولة الصيني يدعو إلى تعاون أكبر في الانفتاح والابتكار في العلاقات مع ألمانيا

0

 

كتب رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ مقالا حمل توقيعه تحت عنوان “شركاء جيدون من أجل تعاون أكبر في الانفتاح والابتكار”، للصحيفة الألمانية الرئيسية ((فرانكفورتر الجيماينة تسايتونج))، قبل زيارته الرسمية لألمانيا وحضور الجولة الخامسة من المشاورات الحكومية بين الصين وألمانيا.

وأشار لي في مقاله إلى أن المشاورات الحكومية المقبلة تعد الأولى من نوعها منذ تولي الحكومتين الصينية والألمانية الجديدتين مهامهما في مارس الماضي. ولفت إلى أن الاجتماع سيكون لتخطيط وتنسيق التعاون الشامل بين البلدين خلال الأربع أو الخمس سنوات المقبلة.

ووفقا للمقال، على مدى الـ 46 عاما الماضية منذ إقامة الصين وألمانيا علاقاتهما الدبلوماسية، شهد التعاون الثنائي تنمية مثمرة في شتى المجالات. وكانت ألمانيا أكبر شريك تجاري للصين في أوروبا لمدة 43 سنة متعاقبة. وظلت الصين الشريك التجاري الأول لألمانيا على مستوى العالم. وحتى مع وجود مثل هذا المستوى الرفيع من التعاون متبادل النفع بين البلدين، لا تزال هناك إمكانيات كبيرة للاستفادة منه.

وأشار رئيس مجلس الدولة الصيني إلى أن الصين وألمانيا بحاجة إلى مزيد من توسيع الانفتاح المتبادل. إن الانفتاح المتبادل المستمر فقط هو الذي يستطيع أن يسهل التعاون الثنائي ويحقق نتائج مربحة للبلدين ولجميع الأطراف المعنية. وبالنظر إلى الوضع حاليا، فإن شركات تصنيع السيارات الألمانية تستحوذ على ما يقرب من 20 بالمئة من السوق الصينية. واستوردت الصين ما قيمته 470 مليار دولار أمريكي من المنتجات الألمانية خلال الأعوام الخمسة الماضية وحدها.

كما أشار إلى أنه خلال هذا العام أدخلت الصين سلسلة من إجراءات الانفتاح الجديدة لتوسيع الوصول إلى السوق وتخفيف القيود على الملكية الأجنبية في القطاع المالي وصناعة سيارات الطاقة الجديدة، كما خفّضت الرسوم الجمركية بشكل كبير على بعض البضائع المستوردة.

وأشار إلى حقيقة أن الصين تتخلف عن ألمانيا من حيث حجم وجودة الاستثمار المتبادل. تستثمر الشركات الصينية في الخارج ممتثلة بقواعد السوق، وبدون تدخل من الحكومة الصينية. وتأمل الصين في أن ترى ألمانيا الشركات الصينية كشركاء متساوين وموثوقين للتعاون، وأن تخلق بيئة عادلة ومفتوحة وإطار عمل مؤسسي ثابت للاستثمار الصيني في ألمانيا وأوروبا.

ودعا لي إلى تعزيز التعاون في مجال الابتكار بين الدولتين. وأشار إلى أن الصناعات الصينية لا تزال أمامها طريق طويلة نحو الوصول للتصنيع المتوسط والمتطور، وسيظل التكامل الصناعي والتكنولوجي بين البلدين قويا لفترة طويلة مقبلة. وفي سياق التحول والتحديث الصناعيين للصين، ستتغير طريقة الاستهلاك لدى الشعب الصيني وسيزداد الطلب على المنتجات الألمانية ذات القيمة المضافة العالية. إن التعاون التكنولوجي بين الصين وألمانيا ليس بأية حال من الأحوال “لعبة صفرية”، حيث يربح لاعب واحد ويخسر الآخر، ولكنه طريق نحو الأمام من أجل تبادل الحكمة والفرص، وتسريع الابتكار، وتعزيز التقدم المشترك.

وأكد أن الصين تفرض حماية صارمة على حقوق الملكية الفكرية، ولن يتم السماح لأي نقل تكنولوجي إلزامي، لافتا إلى أن الصين تولي أهمية كبيرة لحماية الخصوصية والأسرار التجارية في رقمنة البيانات الكبيرة واستخدامها. في الثورة التكنولوجية الجديدة، يمكن للبلدين الاستفادة بشكل كامل من مزاياهما الصناعية والتكنولوجية، وتعزيز التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي وسيارات الطاقة الجديدة وانترنت الأشياء. وعلى وجه الخصوص، ربما تسعى الدولتان إلى فتح آفاق جديدة في التعاون متبادل النفع من خلال التطوير المشترك لتكنولوجيا القيادة الذاتية.

وأشار رئيس مجلس الدولة الصيني إلى أن الصين وألمانيا بحاجة إلى العمل سويا للحفاظ على النظام الدولي القائم على القواعد. وباعتبارها داعمة قوية لنظام التجارة متعدد الأطراف القائم على القواعد، اتبعت الصين بشكل صارم قواعد منظمة التجارة العالمية وأوفت تماما بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها حين انضمامها للمنظمة. وتحث الحكومة الصينية شركاتها على الالتزام الصارم بمبادئ السوق والقواعد التجارية، وتصحيح أية تناقضات على الفور.

كما حذر لي من أنه على الرغم من أن الاختلافات والاحتكاكات أمر لا مفر منه في التعاون الاقتصادي والتجارة، إلا أنه ينبغي معالجتها من خلال الحوار والتشاور. وفي مواجهة الحركة المناهضة للعولمة الاقتصادية وتفاقم الحمائية والاحادية، فإن الصين وألمانيا، وهما اقتصادان رئيسيان في العالم، ملتزمتان بالعمل سويا لدعم التجارة الحرة والتعددية وتعزيز عالم مستقر وسلمي يسوده الانفتاح والتعاون.

وشدد رئيس مجلس الدولة الصيني على أن الصين دائما ما ترى أوروبا كقطب مهم في العالم، لافتا إلى أن الصين تدعم التكامل الأوروبي وترحب باتحاد أوروبي موحّد ومستقر ومزدهر. وتقف الصين على أهبة الاستعداد للعمل مع ألمانيا لتعزيز التوصل في وقت مبكر إلى معاهدة استثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي وإطلاق مفاوضات بشأن منطقة التجارة الحرة بين الصين والاتحاد الأوروبي في أقرب وقت. وسيبعث ذلك برسالة إيجابية تفيد بالتزام مشترك من قبل الصين والاتحاد الأوروبي بتحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.