موقع متخصص بالشؤون الصينية

حِزام وطَريق.. إنسَانياًّ و تنَظيّماً

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
الأكادِيمِي مَروان سُودَاح*:
يَشهد منتدى التعاون الإعلامي لمبادرة الحزام والطريق في بوآو بمقاطعة – جزيرة هاينان الصينية الاستوائية، بالإضافة الى المقر الثاني للمنتدى في بيجين، أنشطة يُشهد لها تاريخياً وعالمياً من حيث ترتيب وتنظيم وإنجاح الفعاليات الدولية الألفية، التي تجري تحت شعار “التشارك والتنافع، والتعاون والكسب المشترك”، ولأجل سلاسة الفعاليات.
في المنتدى لا تلاحظ أية مشكلات أو أخطاء جرّاء عدد المشاركين الضخم في أروقته أو الفنادق التي يَجتمع فيها المشاركون، وهم ينتمون الى مختلف بلدان العالم وكل قاراته، ويتكلمون بعشرات عشرات اللغات واللهجات، فهنا في بوآو ضمن هاينان الخلابة، ترى أجناس من البشر لم ترها عينك من قبل، فهناك الأبيض والأشقر، الأسمر والأسود البشرة، الحنطي والاصفر، كما تختلط ليلاً ونهارا ًبأصدقاء وحُلفاء الصين العرب والأجانب، والى جانبهم أعداء الصين ومنتقديها. وهذا المشهد يؤكد بأن الصين كانت وستبقى واحة استقرار وديمقراطية بألوان صينية، تشتمل على كل ألوان قوس قزح في كبدِ سماء كونية واحدة يرعاها اللون الأحمر، ويزينها الأصفر الفاقع الذي يُفسح المجال لأيٍّ كان في هذا العالم بإنتقادها، أو حتى بأكثر من ذلك، وعلى أراضيها، وبين قادتها ورؤسائها، وفي شعبها الأنيق والبسيط لكنه الذكي والحكيم حكمة زعيمه المغوار شي جين بينغ، وهو شكل إيجابي واضح وجلي لديمقراطية إشتراكية صينية، تأخذ بعين الاعتبار آراء الجميع ومستويات تفكيرهم وحتى مصالحهم الإنسانية المشروعة، لكن ضمن معايير الاحترام المتبادل والكسب العادل للجميع، وخارج إطار التجريح والطعن الفاقد لصدقيّته.
أن يتم ترتيب فعاليات دولية لأكثر من ألف شخص توافدوا على الصين، ويجتمعون في مكان واحد، ويتم توفير مترجمين ومرافقين لهم جميعاُ، بل تُلبّى جميع متطلباتهم اليومية من مآكل ومشرب، ورحلات سياحية واستجمام، وتوفّر مستلزماتهم اليومية، وآمنهم وآمانهم الشخصي والفردي والجماعي، في كل مكان يرتادونه أو يقفون فيه لبرهة، ومع كل شخص يتحدثون إليه أو يُصادقونه، وفي كل حافلة يستقلونها، ومنحهم المعلومة اللازمة لتحركاتهم، والأخذ بعين الاعتبار توجّهاتهم ومشاربهم الفكرية والدينية، بالإضافة الى أمزجتهم والمؤثرات المختلفة التي تُمارس عليهم موضوعياً، هو عملية مرهقة ومُجهِدة بالفِعل، لكن المرافقين الصّينيين وقادتهم لا يتأففون من ذلك ولا يُعلنون عن أي تبرّم، ولا يُحاولون إشعار الضيف بثِقل المَحمل الجاري على ظهورهم، والمرتبط بأعناقهم والمُنهِك لتفكيرهم، والمتطلِب للمزيد من اجتراح الحلول، ليشعر الضيف بأنه سلطان زمانه، ومَلك نفسه، وزعيم ذاته في دولة أجنبية، لكنها بالقطع ليست كأية دولة أخرى، لأنها تتطلع، ولها الحق في ذلك، لقيادة العدالة الاجتماعية والمادية على صعيد عالمي، وتوفير جُسور قوية الأسانيد للثقافات، وإغناء الإرث الروحي من خلال الاقتصاد الأوسع والأفعل أولاً، والذي يُطوّر الى جانبه روافع أخرى، هي على سبيل المِثال لا الحصر، المُصاهَرة والمصادقة وما تجرّه من تلاقح إنساني وحضاري، يؤكد ولادة “إنسان جديد” عبر سنوات بناء لاغتناء مادي ورفعة وتفكير سوي، ويتمتع بِغنىً روحي وتطلعات جديدة نحو عالم متجدد، يَكفل رغباته الواقعية والمعقولة، ولأجل تطوير رجاحة تفكير إنسانه في عالم التقنيات واجتراح “قمم المستحيلات”!
* #الأكاديمي_مروان_سوداح: رئيس #الاتحاد_الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء #الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.