موقع متخصص بالشؤون الصينية

نحتاج الصين وقيادتها النابهة

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
غسان أبو هلال*:

ما زلنا وسنبقى نحتاج جمهورية الصين الشعبية، ونتطلع بشغف للقيادة الحزبية الصينية، وسنبقى كذلك على توجهاتنا كشعب عربي في النظر الى الصين نظرة عميقة، وبمشاعر تقدير وإجلال لا نهاية لهما، لأن مَن لا يعرف الصين لا يَعرف قيمة وآلية التقدم والحضارة، ومَن لا يَعرف القيادة الصينية لا يعرف كيفية النهوض وكيفية اكتساب الخبرات من دولة اختصرت التاريخ البشري بثلاثين سنة، أما نحن الآن فما نزال وللأسف الشديد، نرزح تحت تبعيات وممنوعات نتيجة الاستعمار الغربي السياسي والعسكري والفكري، ولجهل الكثيرين بجمهورية الصين الشعبية، كيف كانت وكيف صارت.

وبرغم الدعاية الهدّامة في بلادنا للاستعمار الغربي عن الصين، إلا أن الصين بمِثالها انتصرت على تلك الدعاية، وسوّقت صناعتها وقدراتها وواقعها، وعرضت لثقافتها الصناعية وآلية إنضباطيتها التي أدّت الى تقدم الدولة والامة، التي تقفز عشرات السنين في سنة واحدة!

ان الشعب العربي ينظر الى الصناعة الصينية نظرة احترام وتقدير،

فهي بالمستوى المطلوب لمئات ملايين ومليارات رقيقي الحال من العرب وغير العرب، برخص أثمانها، لكن وإن كان بعضها في غير المستوى المطلوب، فهو مِن جُرم مَن يُطالب المُصنّعِين صنعها بمستوىً متدنٍ لكونه يريد سلعاً رخيصة.

هل تعتبر الصين فعلاً منافساً للغرب؟

صارت الصناعات الصينية منافسة لمثيلاتها الغربية في عقر دار الغرب. فالسلع الصينية المُسوّقة في الغرب هي على مستوى رفيع وعالي النوعية وتخدم طويلاً، على عكس بعض تلك التي تسوّق في بلداننا، وهنا لا بد لي من الإتيان ببعض الاقتراحات للصين في هذا المنحى:

1/ من المهم تشديد المراقبة الحكومية الصينية على نوعية السلع الصينية وخطوط الانتاج، وخطوط التصدير بخاصة الى دول العالم الثالث، التي هي الآن السوق الرئيسي للسلع الصينية، وتريد ابتياع سلع متينة وتخدم طويلاً.

2/ وضع برامج دعائية علمية في دول العالم لتسويق السلع الصينية بصورة واقعية.

3/ أهمية المزيد من التنسيق السلعي الصيني مع الحكومات العربية لخدمة تجارية وضريبية أمثل للمواطن العربي البسيط ولحكومات البلدان العربية، فالعربي البسيط يمثل سواد الامة العربية.

4/ تصعيد العرض الصيني لسياسة وثقافة الصين وحضارتها التي تناصر العرب وقضاياهم، وتوظيف مزيدٍ من وسائل الإعلام العربي في هذا الاتجاه واستحداث أخرى، من أجل فهم الصين، وفهم الصينيين للعرب، وبخاصة ثقافياً وتاريخياً.

إن القيادة الصينية التي أُحبها وأحترمها وأُقدّرها حق تقدير، مطالبة بمزيد من العمل لمعالجة القضايا العربية، لكونها جزءاً من القضية العالمية للسلام والمساواة والاحترام المتبادل، والصين مطالبة بمزيدٍ من ممارسة التأثير في مجريات الأحداث في العراق وسورية وليبيا وغيرها، والعمل بزخم أكبر لمعالجة القضية الفلسطينية، إذ أن مَن يقف مع حرية فلسطين وشعبها ينال مجداً عالمياً، لكونها قضية تحرّر وعدالة، وسوف ينعكس موقف الصين في هذه القضية إيجابياً على كل الامة العربية، وعندها أيضاً سيكون للمُنتج الصيني توسّعاً أكثر، أفقياً وعمودياً، في عالمنا العربي.

وللقيادة الصينية مني خالص الوفاء والامتنان والمحبة.

ـ #غسان_ أبو_هلال: مثقف وناشط اجتماعي وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وعضو في الاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين و #الكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.