موقع متخصص بالشؤون الصينية

دراسة: العوامل الخمسة الكبرى التي ساهمت في نجاح سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين

0

صحيفة الشعب الصينية ـ
د. فايزة كاب:

21 ديسمبر 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ يصادف عام 2018 الذكرى الأربعين لتنفيذ الصين سياسة الإصلاح والانفتاح التي ساهمت في تحقيق العديد من المعجزات غير المسبوقة في تاريخ البشرية: أكبر تحول اقتصادي واجتماعي، أكبر حجم وأسرع عملية تصنيع، أطول وأعلى نمو، صعود سلمي شامل لا نهب ولا استعمار خارجي، وإحياء الحضارة الصينية القديمة ذات تاريخ وتقاليد عريقة وإظهار حيويتها.

يعتقد سونغ لو تشانغ، باحث في الشؤون الصينية بجامعة فودان، أن نجاح سياسة الاصلاح والانفتاح في الصين لا يمكن ارجاعه إلى عامل واحد فحسب، وإنما يشمل عوامل وراثية، وتاريخية، وعصرية، بالإضافة إلى أهم الشخصيات التاريخية التي لا غنى عنها خلال تلك الفترة، وحتى القليل من الحظ مثل صعود الولايات المتحدة في تلك السنوات.

العوامل الوراثية

ساهمت أربعة عوامل وراثية في نهضة الأمة الصينية. أولا، جدية العمل. ثانيا، معدل إدّخار عالي. ثالثا، نظام حكم يتميز بالعقلانية العملية واختيار المواهب عالية الجودة. رابعا، نموذج سياسي فريد واستثنائي.

ساهمت الظروف الجغرافية والمناخية في بناء صرح نموذجي يعكس وجه الحضارة الصينية، وتحديد إمكانية احتفاظ الناس بالطعام والملبس من خلال العمل الجاد على مدار السنة، وتطوير طرق التوفير والادخار التقليدية بسبب الكوارث الطبيعية العديدة والمتكررة. وأصبحت العقلانية العملية والاعتماد على النخبة السياسية من تقاليد الصين مع صعود إدارة وحوكمة الدولة الكبيرة، التي أثبتها التاريخ الطويل من عملية التوحيد. وقد أدت هذه التقاليد إلى اهتمام المجتمع بالتعليم من ناحية، وتشكيل نظام حكم ذي جودة عالية وواقعي من ناحية اخرى.

كما أصبحت السياسة الصينية استثناءً لجميع الحضارات الكبرى بسبب هذا الوضع التاريخي والجغرافي تحديدًا، ويشمل ذلك مجتمعا مدنيا علمانيا غير ديني، مركزه الوحيد القوة السياسية. في حين أن الحضارات في نفس الفترة إما الديمقراطية اليونانية، أو “السلطة المقدسة” التي تتجاهل مصالح الشعب، أو اللعبة المركزية الثلاثية الدين والأرستقراطية والسلطة السياسية.

في الواقع، وراثة الحضارة الصينية لا تقتصر على هذه الجوانب فحسب، فعلى سبيل المثال، فإن مفهوم “ضرورة مواصلة الإصلاح “قد نشأ بالفعل في بداية الحضارة الصينية. حيث أنه قبل ثلاثة آلاف سنة، ذُكر في “كتاب الأغاني” أقدم مختارات شعرية في الصين: ” الملك في الأعلى، وهو رسالة السماء. ورسالة دولة تشو الإصلاح على الرغم من أنها قديمة.”

لقد لعبت الظروف الوراثية الأربعة المذكورة أعلاه دورا إيجابيا هائلا في فترة التصنيع في الصين: من ناحية، لدى الصين الكثير من العمالة المجتهدة والمتدربة، ومن ناحية أخرى، يوفر معدل الادخار المرتفع رأس مال ضخم للتصنيع الصيني والقدرة على تجاوز مختلف الازمات، كما أن نظام الحكم الواقعي ذا جودة عالية ساهم في التأقلم السريع للصين مع تحديات التصنيع والعولمة وعصر المعلومات. ويمكن للتقاليد السياسية الفريدة للصين، أولا، إزالة تأثير وسيطرة الشعبوية ورأس المال على الدولة. ثانيا، تنفيذ الإصلاحات الصعبة والضرورية على أساس المصالح طويلة الاجل للبلد والشعب. ولم يجد الغرب حل لهاتين النقطتين حتى الآن.

العوامل التاريخية

للمؤثرات التاريخية أهمية كبيرة في نجاح سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين: أولا، إنشاء جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، أعادت الصين وحدة وسلامة السيادة مرة أخرى، وأعادت تأسيس الإدارة الفعالة للحكومة، وعلى خلاف الماضي، ذهبت هذه الإدارة الفعالة مباشرة إلى الأرياف التي لم يصلها عصر القوة الإمبراطورية، ويجب أن يعزى ذلك إلى ادخال الصين الماركسية اللينينية. كما اعتمد الحزب الشيوعي الصيني هذا الفكر الارشادي لإنشاء حزب لينيني منظم ومنضبط، بهدف النجاح في تغيير الوضع التقسيمي للشعب الصيني، وإعادة بناء الطبيعة المنظمة للمجتمع، الأمر الذي مكن الأمة الصينية من الحصول على تماسك قوي وتنقل قوي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني.

ثانيا، البناء الشامل تحت قيادة الدولة. وقد شهدت الصين خلال فترة الاصلاح والانفتاح التصنيع القسري وعدم التركيز على الزراعة فقط. ولهذا السبب قال وزير الخارجية الامريكي كيسنجر: عند وفاة ماو تسي تونغ، ” برزت الصين كواحدة من الدول الصناعية الست الكبرى في العالم.” وعسكريا، أصبحت دولة نووية، تضمن الأمن القومي ومكانتها كدولة كبيرة. وفي الزراعة، الاهتمام بالهندسة الهيدروليكية والمشاريع الأساسية، حيث أنه أكثر من 95٪ من سدود الصين تم بناؤها في الثمانينيات القرن العشرين. وفي التعليم، ارتفع معدل معرفة القراءة والكتابة من خلال محو الأمية على نطاق واسع إلى 90٪، مما يوفر الأيادي العاملة الكافية والقادرة لسد احتياجات التصنيع في عملية الاصلاح والانفتاح. بالإضافة إلى ذلك، أدى تأميم الأراضي إلى خلق ظروف للتنفيذ السلس للبنية التحتية واسعة النطاق في عصر الإصلاح والانفتاح في الصين.

ثالثا، الدروس من حكم البلاد ونتائج غير متوقعة. ويتضمن هذا فهما واضحا للاقتصاد المخطط، واللامركزي للاقتصاد المحلي في فترتي “القفزة الكبرى للأمام” والثورة الثقافية، والإجماع الكبير حول الإصلاح من جراء كارثة الثورة الثقافية. والصين دولة موحدة تقليديا، ولكن في العقود الثلاث الاولى بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، اعتمدت الصين على اللامركزية في مجال الادارة المحلية. ومن 1957 إلى 1961، انخفضت قيمة الانتاج الصناعي للمؤسسات المنتسبة مركزيا من 40 ٪ إلى 14 ٪ من إجمالي قيمة الإنتاج، وارتفعت نسبة نفقات ميزانية الحكومات المحلية من 29 ٪ إلى 55 ٪. وبعد فشل “القفزة إلى الأمام”، بدأت الصين في جمع السلطة مرة أخرى. وخلال الثورة الثقافية، تعرضت السلطة المركزية إلى أضرار كبيرة، وأدت الاضطرابات الاجتماعية إلى اللامركزية بحكم الواقع. وبحلول نهاية عام 1974، كانت للسلطة المحلية سلطة إدارية اقتصادية كبيرة وأنشأت أنظمة إدارة اقتصادية خاصة بها مستقلة نسبيا. وقد أوجد كل ذلك ظروف وخبرات متراكمة لتحقيق اللامركزية بعد الإصلاح. وأن سرعة تخلص الصين من الاقتصاد المخطط بالمقارنة مع شرق أوروبا والاتحاد السوفيتي سابقا (بدأت الهند بالتخلي عن الاقتصاد المخطط في التسعينات) عاملا تاريخيا مهما.

العوامل العصرية

ظروف العصر الذي بدأ فيه تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين يشمل: أولاً، دخول العولمة التي يقودها الغرب مرحلة جديدة. حيث بدأ الغرب في تحويل الصناعات ورؤوس الاموال حول العالم. وفي ذلك الوقت، كان الغرب يبحث بشكل حثيث عن الاسواق الجديدة. وفي عام 1978، قاد نائب رئيس مجلس الدولة الصيني قو مو أول وفد اقتصادي حكومي إلى الغرب بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية لزيارة أوروبا الغربية. وخلال الاجتماع مع الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان، قال السفير الفرنسي لدى الصين لقو مو:”سمعت أن الصين تريد انشاء 120 مشروعا جديدا، فرنسا على استعداد للمساهمة في هذه المشاريع، هل يمكن منحنا 10 مشاريع؟”. وفي جمهورية المانيا الاتحادية، قال بعض المحافظون أنه يمكن توفير عشر مليارات إلى مئات المليارات كقروض للصين. ويمكن القول، إن هذا الامر لا يصدق في سياق عصر اليوم، حيث أنه من الصعب أن تتمتع أي دولة تنفذ سياسة الاصلاح والانفتاح بمثل هذه الفرصة اليوم.

ثانياً، تحالف الصين مع الغرب ضد الاتحاد السوفيتي قبل انتهاء الحرب الباردة ساهم في كسب السوق والتكنولوجيا، ورأس المال الغربي، والدعم الدبلوماسي. على سبيل المثال، في عام 1988، ظل الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة صامتا في الحرب الصينية الفيتنامية في بحر الصين الجنوبي، في حين أدان الاتحاد السوفييتي أحادي الجانب. وهذا يتناقض بشكل صارخ مع صمت روسيا اليوم وإدانة الولايات المتحدة النشيطة.

عوامل الشخصية التاريخية

يعتبر دنغ شياو بينغ المهندس الرئيسي للإصلاح والانفتاح من أهم الشخصيات التاريخية المساهمة التي لا غنى عنها خلال فترة تنفيذ سياسة الاصلاح والانفتاح.

ومن منظور التاريخ الصيني، شهدت الصين العديد من الانتفاضات والثورات، إلا أن نجاح الاصلاحات كان صعبا للغاية، وليس هناك مثال عن نجاح الاصلاحيين في عملية الاصلاح. ومع ذلك، استطاع دنغ شياو بينغ أن يكون أول شخص في تاريخ الصين الممتد على مدار 5000 عام: لم يقتصر الأمر على دفع عجلة نجاح الاصلاح في العالم فحسب، وإنما خرق تقليد الحكم مدى الحياة، وهي القضية الرائدة التي لاتزال تدفع الصين نحو النهوض المستمر.

إن ما حققه دنغ شياو بينغ من إنجازات لا ينفصل عن عصره وما مر به من تجارب في طريقه، من التجربة الدراسية في فرنسا إلى التجربة الثورية القاسية طويلة الأمد، وتجربة النجاح والفشل في أوائل فترة تأسيس الصين الجديدة، والصعود والهبوط قبل وبعد الثورة الثقافية. وقد كسب دنغ شياو بينغ من هذه التجارب ميزتين: بات أحد عناصر المهمة في نظام الحكم، وذا مكانة رفيعة وعلاقات متينة ومفكر مستقل أيضا بعد أن أطيح به خلال الثورة الثقافية. مما يتفق مع مقولة: الوضع يخلق الابطال، والابطال تخلق الوضع.

باختصار، أنقذ دنغ شياو بينغ الصين ثلاث مرات بعد عودته إلى العمل السياسي في عام 1978. أولاً، تحرير الصين من الطريق المتطرف واقصى اليسار، واغتنم الفرصة التاريخية للعولمة ونقل التكنولوجيا الغربية، والإصلاح الداخلي والمفتوح للعالم الخارجي. ثانياً، في عام 1989، قضى على محاولة اليمين توجيه الصين نحو نموذج الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية. ثالثا، في عام 1992، قضى على محاولات اليسار إعادة الصين إلى الطريق القديم، وتمت هزيمة نهضة اليسار تماما واستئناف الاصلاح من خلال الجولة الجنوبية. وإلى ذلك الحين، نجحت الصين تماما في التخلص من عرقلة وتدخل اليسار المحافظ واليمين الراديكالي، وهكذا دخل الاصلاح والانفتاح في الطريق السلس، الذي لم يشهد على مدار أكثر من عشرين عامًا أي تقلبات في المواجهة.

وتجدر الإشارة إلى أن السبب الرئيسي وراء استمرار تنفيذ سياسة دنغ شياو بينغ بعد وفاته ليس نجاح سياسته فقط، وإنما أيضا، جعل جميع الإصلاحات الصحيحة الأنظمة. على سبيل المثال، من الناحية السياسية، تحول صنع القرار من سيطرة شخص واحد إلى القيادة الجماعية، وتحولت السلطة مدى الحياة إلى فترات محددة، خاصة وأن تاريخ الصين السياسي لم يشهد نظام حكم لمدة محددة على مدار الـ 5000 سنة، ولكن دنغ شياو بينغ بحكمته وفطنته السياسية استطاع تحقيق ذلك.

عوامل الحظ

تشمل عوامل الحظ ثلاث نقاط رئيسية: أولاً، اندلاع الازمة الاقتصادية في جنوب شرق آسيا في عام 1997 لم يعزز من أهمية ومكانة الصين العالمية فحسب، وإنما درس هام للصين التي تمر بفترة الإصلاحات الشاملة في ذلك الوقت أيضا. كما لخص الخبير الاقتصادي الصيني الشهير فان قانغ ذلك قائلا:”تعد أزمة جنوب شرق آسيا أحد “الدروس المجانية” للصين ـــ لم ندفع الكثير من الاموال لكننا تعلمنا بعمق من الأزمة المالية بنفس القدر الذي كنا قد نتعلمه من الازمة المالية الخاصة بنا. تخيلوا بدون ازمة جنوب شرق آسيا، كيف كان يمكن أن يكون لدينا فهم أعمق للأخطار والعواقب الوخيمة لمشاكلنا مثل الشركات المملوكة للدولة والأنظمة المصرفية وأسواق رأس المال، إلخ. وعدم التكون لدينا “الوعي بالأزمات”، سنسير على درب الماضي، وندرس المزيد من تجربة الممارسات الإشكالية في اليابان وكوريا الجنوبية، وفي النهاية، قد تكون مشكلاتنا أكثر خطورة من تلك الموجودة في دول جنوب شرق آسيا. وتكون الأزمة أكثر تدميراً وقد يكون الثمن المدفوع أكبر.”

في الواقع، إن الأزمة المالية الأمريكية عام 2008 والتطور اللاحق في الأزمة الاقتصادية العالمية لها تأثيرات مشابهة. ولكن آنذاك كان الاقتصاد الصيني قويًا للغاية، وتعززت قدرته على تحمل الصدمات وتحمل الأخطاء إلى حد كبير، ولم يكن كما كان عليه في عام 1997.

ثانياً، تحول الارهاب إلى التحدي الأول في العالم في عام 2001، خاصة في الغرب، جعل الصين تفوز بفترة جديدة من فرص التنمية. بعد دخول القرن الحادي والعشرين، من ناحية، أصبحت الصين موضوع الاحتواء بسبب نهاية الحرب الباردة ولم تعد الظروف التاريخية للتحالف بين الصين والغرب موجودة. ومن ناحية أخرى، الصين هي البلد الأكثر نجاحًا في البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية، بما في ذلك مجموعة شرق الاتحاد السوفيتي، وقد تسبب زخمها في التنمية في قلق بالغ في الغرب. ولهذا السبب، وضعت ادارة بوش قوتها الرئيسية في احتواء الصين. لكن الولايات المتحدة شكلت تحالفا مع الصين مرة أخرى لمحاربة الإرهاب بعد حادثة هجمات 11 سبتمبر الإرهابية. وعلق العالم الليبرالي دينغ شيوي ليانغ على تأثير هذا الحادث على الصين في كتاب “مناقشة “النموذج الصيني””: “هذا حظ جيد للصين حقا “. في الواقع، لم تؤدي الأخطاء الاستراتيجية الرئيسية للولايات المتحدة إلى خلق فرص للصين فحسب، بل ألحقت أضرارًا بالغة بقوتها الناعمة والصعبة ايضا.

ثالثا، التأثير السياسي للربيع العربي في عام 2011. حيث أن التطور السريع للربيع العربي إلى شتاء عربي قاس كان بمثابة صدمة وصحوة للعالم. كما أن الانقلابات العسكرية والحروب الاهلية والفوضى وصعود تنظيم ” الدولة الاسلامية ومأساة اللاجئين العالمية نفت الديمقراطية الغربية، وأكدت صحة الطريق الصيني. وشهدت الاختلافات الايديولوجية في الصين تقلصا سريعا، وبات تهميش المجموعة التي تميل إلى الغرب بشكل متزايد. وقد ضاعت قدرتها على تحدي مسار التنمية في البلد تماما. وفي الواقع، ظهر هذا التأثير بالفعل في الازمة الاقتصادية الغربية لعام 2008، كما أصبح إطلاق حركة تعليم السياسة الغربية مهزلة تاريخية في نهاية عام 2008.

وينبغي القول إن حظ الصين الجيد لا يزال مستمرا حتى اليوم. ويعتقد كيري براون، خبير السياسات الصينية والعلاقات الصينية البريطانية في كلية «كينجز كوليدج» في لندن، أن اختيار الولايات المتحدة الرئيس ترامب سيمنح الصين مساحة أكبر لممارسة التأثير على المسرح الدولي، الصين محظوظة. وكتب:” لقد اختارت الولايات المتحدة رئيسا الذي يثبت كل يوم على تراجع نفوذ السياسية لهذا البلد. وإن مساهمة ترامب في القوة الناعمة للصين أفضل من الدعاية السياسية التي يقوم بها 600 معهد كونفوشيوس التي تستهلك مليارات الدولارات. وموقف ترامب تجاه التجارة الحرة وحماية البيئة والدبلوماسية المتعددة الاطراف فتح مساحة لم يكن بوسع الصين تخليها قبل بضع سنوات، وهي ملائمة لممارسة نفوذها.”

في الواقع، تعليقات كيري براون ليست في مكانها الصحيح، حيث أن أكبر إسهام لترامب هو جعل العالم يطرح تساؤلا ويفكر في سبب حصول النظام الغربي على مثل هذه النتيجة؟ وأسئلة مماثلة: لماذا الاستفتاء البريطاني سخيف جدا، ومضر لنفسه والآخر؟

مما سبق ذكره، فإن عوامل عديدة ساهمت في تحقيق سياسية الاصلاح والانفتاح انجازات غير مسبوقة في الصين، ولكن السبب الاساسي هو التفاعل بين التراث الحضاري القوي وتحفيز العصر. وفي ظل المنافسة المكثفة جدا والتغيرات السريعة والظروف التاريخية القاسية، لا تزال حضارة الصين القديمة تزدهر، وتظهر حيوية غير متوقعة.

دراسة التاريخ من أجل مستقبل أفضل. على الرغم من أن الصين أقرب من أي وقت مضى من التاريخ، والمزيد من الثقة على تحقيق اهداف النهوض العظيم للامة الصينية، إلا أنها لم تقطع الطريق كاملا، والتاريخ أصبح مرجعا، والصين على وشط دخول منطقة غير مأهولة. ومع ذلك، فإن هذا لا يؤثر على ثقة الصين وتقدمها. وردا على التحدي، أنتجت الصين ” الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في عهد شي جين بينغ الجديد.” وقد طلب فرنسي من صديق شرح له عبارة واضحة معنى هذا الفكر، ولماذا هو عظيم؟ “، والجواب هو: الصين بلد عظيم، ونهوض الأمة قضية عظيمة، والأفكار التي يمكنها تحقيق النهوض العظيم هي الأفكار العظيمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.