موقع متخصص بالشؤون الصينية

من قلعة بعلبك إلى سور الصين العظيم…. بداية المشوار

0

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
تمارا برّو:

إذا كانت ظروف بناء قلعة بعلبك التي تعتبر من أكثر الآثار الرومانية عظمة، وتعود بتاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، تختلف عن ظروف بناء سور الصين العظيم، إلا أنّ كلا المعلمين التاريخيين يعدان من روائع العالم القديم، ويدلان على عظمة الحضارات التي سكنت تلك المناطق.

من مدينة بعلبك (مدينة الشمس) في سهل البقاع في لبنان، الحاضنة لقلعة تاريخية عريقة شهدت معالمها وأعمدتها الشامخة على بطولات وروايات من الماضي العريق، وعلى أضخم المهرجانات الفنية الدولية التي دفعت بها إلى الصدارة العالمية، انطلقت مسيرتي إلى بلد سور الصين العظيم، في تجربة فريدة من نوعها، فتحت لي آفاقاً كبيرة، نتج عنها ولادة علاقة صداقة بيني وبين التنين العملاق.

خلال زياراتي المتكررة إلى الصين تعرفت على أصدقاء صينيين، وتذوقت الأطعمة الصينية التي لا تشبه الأطعمة اللبنانية، وزرت الأماكن التاريخية. وجدت في الثقافة الصينية تقبل الآخر، التسامح، المساعدة، الاحترام والتقدير، أعجبت كثيراً بالحداثة والعمران لاسيما البنى التحتية. وجدت أيضاً أن الشعب الصيني شعب صبور يعمل بدأب وثبات، لا يؤجل عمل اليوم إلى الغد، لا يكلّ ولا يملّ، يضع نظاماً لكل شيء، يعالج الأمور بهدوء وروية، منفتح، يملك روح الجماعة. هذه الصفات المشتركة، جعلت الصين تنتقل من بلد فقير إلى بلد يحتل اقتصاده حالياً المرتبة الثانية عالمياً. شدني أيضاً مدى حب الرئيس الصيني شي جين بينغ لشعبه ومساهمته بتأمين الرفاهية لهم، من خلال سعيه للحد من الفقر، وعبر اطلاقه مبادرة الحزام والطريق التي تسعى لتأمين التنمية المستدامة والمنفعة المتبادلة.

لم توفر لي الصين فقط فرصة التعرف على أصدقاء صينيين، بل أيضاً التعرف على أجانب وعرب متخصصين بالشأن الصيني وناطقين باللغة الصينية، الأمر الذي ولّد فيّ الحماس والدافع لتعلّم هذه اللغة، وربما شدّني أكثر الأصدقاء الصينيون الناطقون باللغة العربية، فحبهم للغة العربية دفعهم الى تعلمها، فلماذا لا أقوم أنا بدوري بتعلم اللغة الصينية؟! بصريح العبارة كنت اعتبر هذه اللغة من أصعب لغات العالم، بل تعلّمها من المستحيلات بالنسبة إليّ، ولكن هذه الفكرة تلاشت فتعلم اللغة الصينية بات أمراً ممتعاً خاصة في ظل وجود الأصدقاء الصينيين الذين لم يألوا جهداً في تقديم المساعدة.

نعم! لقد غيرت الصين حياتي بحيث بتّ أكثر إصراراً على تحقيق أهدافي، وتولّدت لدي قناعة أن لا شيء مستحيل في ظل وجود إرادة قوية صادقة وعزيمة صلبة، فكما يُقال الإرادة تصنع المعجزات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.