موقع متخصص بالشؤون الصينية

نحو بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية

0

 

موقع الصين بعيون عريية ـ
علاء ساغه*:

لا يَكف فخامة السيد شي جين بينغ، الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية، عن ترديد المقولة الإنسانية القائلة بِ “بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية”، وتأكيده بأن هذا المجتمع هو نمط جديد للعلاقات الدولية، أساسه الاحترام المتبادل والعدالة والتعاون والفوز المشترك، ويهدف إلى إقرار واقع ترنو إليه الانسانية في “عالم يسوده السلام والأمن والازدهار والانفتاح والشمول والنظافة والجمال”.
ووفقاً لتقرير المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، وكخطوة كبيرة نحو بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، تعمل الصين كتفاً الى كتف مع دول العالم وشعوبه الصديقة، على قضية البناء المشترك لمجتمع المصير المشترك للبشرية، رغبة من جميع هؤلاء بالوصول الى رابط بشري مثالي ومتضامن، ويسير سوياً الى أهداف في صالح جميع الشعوب ضمن معادلة “رابح – رابح”، وللتغلب ما يُسمّى بِ “المعادلة الصفرية” المنتشرة في العالم للأسف، والتي تنتشر وتتعمق نتيجة لـ”عدم الشعور بالأمان” الذي يسيطر على مختلف الامم والقوميات في كل الارض، بسبب شراسة الهجمة على حقوق الشعوب وكرامتها، فمن شأن “التصفير” تشكيل خطر متواصل وكبير وعدائي بالكامل على البشرية جمعاء ومستقبلها الآمن.
والصين التي تريد بناء مثل هذا المجتمع، ما تنفك تدعو الى دعم التعايش بين الثقافات المتعدّدة، ومن أجل حضارة إنسانية تعدّدية ومتناغمة بالضرورة، وتبحث عن المصالح المشتركة على أساس هذه الشعار العظيم بالذات. ولهذا نقرأ في الادبيات الصينية، أنه في عام 2018 الفائت واصلت الصين تمسّكها بمبدأ التعاون والفوز المشترك، والتقدم الثابت نحو تشكيل الشّرَاكَات النافعة بين الدول على أساس التفاهم والتعاون المتبادل وتخليق التشغيل وأماكن العمل بدون توقف، لضمان إجتثاث الفقر وردّات الأفعال الاقتصادية والاجتماعية – السياسية، وبالتالي ضمان المسيرة السلمية للبشرية.
في جوهر الطرح الصيني الى مجتمع المصير المشترك للبشرية، حتمية إيجاد علاقات جديدة بين الناس عموماً لقطع صِلة البشرية بِ “تراث التناقض البشري”، المتمثل في المجتمعات الاستغلالية عموماً، ومجتمعات الحروب وتقسيم الاقاليم والقارات إستعمارياً، مع ما يجرّه هذا المنطق الأعوج واللامنطقي الى تقسيم البشر إلى “أرفع” و “أدنى”.. وهنا نرى كيف أن هذا الخيار الرجعي يسقط أمام الطرح الصيني الى مجتمع المصير المشترك على صعيد العالم كله، وبالصين يتم فتح صفحة جديدة للبشر، تضمن الغلبة للمنطق والعمل الاقتصادي النافع والرابح للجميع، وليس للدولار والبندقية والدماء. لذلك، يُنادي الأمين “شي”، الناس في جميع أنحاء العالم، للشروع في العمل معاً نحو بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، لأجل تحويل قارة آسيا والكون الى جنّة تنعم بالسلام، والهدوء، والازدهار والانفتاح والجمال.
قال الأمين “شي” ملخِضاً الاهداف الانسانية لطروحاته في بناء المصير المشترك للبشرية، أثناء إلقائه خطاب رئيسي في حفل افتتاح المؤتمر السنوي ل “منتدى بوآو الآسيوي”: “مع أخذ المستقبل في الاعتبار، نحتاج إلى معاملة بعضنا البعض باحترام وعلى قدم المساواة”، وأضاف “شي” أنه “مع أخذ المستقبل في الاعتبار، نحن بحاجة أيضاً إلى تعزيز الحوار وتقاسُم المسؤولية، والانخراط في التعاون لتحقيق نتائج مفيدة للجانبين، ودعم الشمولية والسعي نحو الانسجام دون تماثل، وكذلك التعامل مع الطبيعة باحترام وحماية كوكبنا”.
يُشدد “شي” بشكل متواصل، من خلال مشاركاته في سلسلة من المناسبات العالمية، على حكمة “التناغم دون التطابق” التي يلتزم بها الصينيون ويقدّرونها، ويؤكد أن الصين تحتاج إلى السلام “مثلما يحتاج البشر إلى الهواء والنبات إلى ضوء الشمس”، وبأنه “لا توجد الهيمنة أو العسكرة في جينات الصينيين”. وفي كلمته المفصلية في مكتب الأمم المتحدة في جنيف عام 2017، قال “شي” إن “الصين ستقوم بدورها جيداً فقط عندما يقوم العالم بدوره جيداً، والعكس صحيح”. وبما أن الصين أكبر دولة نامية في العالم، وجدت الصين أنها لن تستطيع تحقيق أهدافها التنموية أو تحقيق إسهامات أكبر في العالم دون سعي قوي وثابت للتنمية السلمية”.
وبما أن الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأكبر دولة صناعية وتجارية فيه، فإن الصين، التي تمتلك أكبر احتياطي من النقد الأجنبي، ساهمت بأكثر من 30 بالمئة في نمو الاقتصاد العالمي، وانتشلت أكثر من 700 مليون من مواطنيها من الفقر، وهي مأثرة حقيقية تؤكد أن للصين الحق.. كل الحق في قيادة البشرية الى مجتمع المصير الواحد والمشترك، والذي هو أُمنية الناس جميعاً منذ الخليقة الاولى التي عاشت وعملت سوياً، قبل تقسيم البشر الى مستويات، وطبقات، وأهداف إستغلالية دون النظر الى تمتعهم بالانسانية، والعقل، والمشاعر الراقية التي تميّز الانسان عن غيره من الخلائق…

#علاء_ساغه: كاتب #أُردني، وأمين سر الهيئة الإدارية للفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء #الصين وعضو قديم بالاتحاد الدولي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.