موقع متخصص بالشؤون الصينية

شينجيانغ وحِكمة الدولة برعاية المواطن وحرياته الدينية والمدنية

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
غسان أبو هلال*:

يَكفل الدستور الصيني حماية الحريات الدينية وحقوق المتدينين في الدولة.

لنأخذ على سبيل المثال لا الحصر منطقة شينجيانغ الصينية. هذه المنطقة تتمتع بحكم إداري ذاتي ضمن المركزية الصينية، وهي ذات صبغة مسلمة ثقافياً وتاريخياً وبشرياً، فالمساجد فيها منتشرة بكثرة، وصبغتها القومية طاغية في كل مكان، الى ذلك تُعتبر هذه المنطقة رابط الصين الدولي الرئيسي بطريق الحرير الجديد (مبادرة الرئيس شي جين بينغ للحزام والطريق)، وتمتاز أرضها بموارد طبيعية كبيرة مثل اليورانيوم والغاز الطبيعي والنفط، وترجع أصول مواطنيها إلى العِرق الايغوري.

في هذه المنطقة يشهد القاصي والداني المحايد وغير المرتبط بمصالح ضيقة أو أجنبية، على أن الحكومة الصينية حقّقت التعايش السلمي بين أبناء مختلف القوميات بين ساكنيها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المنطقة كانت تشهد عقبات في التنمية الشاملة لأسباب التدخل الارهابي المدعوم من الخارج مادياً وإعلامياً وتسليحاً، وقد عمل الارهاب المتسلّل الى شينجيانغ على إذكاء مشاعر التطرف، لكن تم السيطرة عليه، وقد ترتب على التدخلات الاجنبية  حرمان مواطني الإقليم لفترة مضت من الهدوء والآمان اليومي، فالأمان والأمن حق إنساني لشعب المنطقة حرمتهم منه قوى التدخل الخارجي وأولئك الذين كانوا يذكون مشاعر التطرف الديني، لصالح أجندات باتت مكشوف عالمياً ومدانة دولياً وإسلامياً.

لقد سعت قوى خارجية معروفة الى تغيير الصورة الواقعية للإقليم، وتشويه سمعة الاسلام ومبادئه بين سكانه بدفع البعض فيه الى التطرف، في رغبة منها لإحداث شرخ في الصين، وبالتالي التسلل إليها لإضعاف مكانتها في مواجهة القوى التي تتربص بها في محاولة لوقف تطور الصين الاقتصادي والحضاري الذي يُعطي العالم مِثالاً جديداً لا وجود له في الغرب.

لقد تأثرت منطقة شينجيانغ في الفترات السابقة، وقتلَ الارهاب عدداً من المسالمين ورجال الأمن والاطفال، ونال الارهاب من الاقتصاد أيضا، وأُلحقت به خسائر مادية، ولمواجه التطرف والانشطة الارهابية قامت الحكومة الصينية استناداً الى الحِكمة والحِنكة الصينية، بمكافحة الارهاب قولاً وفعلاً، وبثّت برامج للوقاية منه، مع المراعاة الكاملة لحقوق الانسان، فالحكومة الصينية كأيّة حكومة أخرى تحب شعبها وتحترمه، وتلتزم بالقانون الدولي والقانون الانساني، وبالإجراءات الجنائية والتثقيف الواسع بالقوانين ومعنى الوطنية وممارستها يومياً في المجتمع، الى جانب تطبيقها للرحمة والعدل وتخفيف العقوبات على مَن تأثرو بأفكار التطرف والارهاب دون وعي أو لقلة معارفهم الدينية أو المدنية، أو بسبب  ضغط وأكراه ما.

وفي المجال الانساني لمعالجة الارهاب وجذوره وآفته، أوجدت الحكومة الصينية مراكز مهارات وتدريب مهنية وتعليمية مجانية، وهذه تعتبر تجربة فريدة من نوعها في العالم، وهي فاعلة وناجحة، ولم يسبق لها مثيل في مكافحة الارهاب والتطرف، ومن ثمَّ القضاء على منابعه وبؤره من خلال ممارسات إنسانية وتطبيقات تشمل الإعانات الاقتصادية، ومجانية التعليم والتثقيف، وتوفير الأعمال والعلاج المجاني، ورعاية الامومة والطفولة، وسرعة تلبية حاجات الإيمان الديني للمسلمين، مايدفع بالمواطنين الى تأصيل معارفهم الدينية بطريقة صحيحة ودون الانسياق الى الإعلام والأبواق الخارجية التي تريد بهم شراً وتستخدمهم لمصالحها الضيقة جداً.

وفي الواقع، تعتبر مراكز التأهيل في شينجيانغ وغيرها جامعات بنظام مُصغّر، تتوافر فيها الحدائق والملاعب ومساكن داخلية وقاعات للتدريب من حولها أسوار تُحيط بالمباني لدواعٍ أمنية ومهنية، وفي نهاية كل اسبوع يعود التلميذ أو الدارس “الداخلي” الى عائلته وأهله وذويه، وهذه المراكز لا تقتصر على فئة عمرية ما أو جنس مُحدّد، لأن توفير الخدمات يشمل الجميع دون استثناء، وما يجري في شينجيانغ من توفير متطلبات العيش الكريم، يَفوق في حقيقته ما تقدمه دول تنجر وراء إدعاءات معاداة الصين، في محاولة منها لتبرير تقاعسها الفظيع في خدمة شعبها كتلك الخدمة التي تنجزها حكومة الصين للشعب الصيني في غربه وشرقه وفي كل مناطقه بجبالها ووديانها.

في العام الماضي (2018)، نُشر كتاب صيني “أبيض” بعنوان “الحماية والتنمية الثقافية في شينجيانغ”، صدر عن مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني، تحدث عن تبادلات شينجيانغ الثقافية الفعّالة مع الدول الأخرى.

وجاء في “الكتاب الأبيض”، أن شينجيانغ أصبحت بوابة مهمة لانفتاح الحضارة الصينية على الغرب، وبأنها قامت بدور مهم في التواصل الثقافي والتعلم المتبادل بين الشرق والغرب، وبأن شينجيانغ أسست، مدعومة بالحكومة المركزية، إطار عمل للتبادلات الثقافية مع دول أخرى وعلى جميع القطاعات والمستويات، وبأنها تشارك هذه الايام في تبادلات وتعاون على المستوى الثقافي الدولي بأشكال مختلفة، وأن مهرجان الرقص العرقي الدولي في شينجيانغ وأسبوع الثقافة الصينية والأجنبية في معرض الصين – أوراسيا ومعرض النشر، أصبحت مشروعات تبادل ثقافي معروفة ذات تأثير دولي كبير.

وتطرق “الكتاب” الى مكانة شينجيانغ الدولية الاستراتيجية، فقال أنه وخلال الأعوام القليلة الماضية أصبحت شينجيانغ فعّالة في تأسيس المنطقة الأساسية على طول “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير”، وتعزيز التبادلات الثقافية والعلمية والتكنولوجية مع دول على طول الحزام. ووفقا للكتاب الأبيض، فإن شينجيانغ طبّقت بشكل ثابت مبادرة “الدراسة في الصين”، وزوّدت بشكل تدريجي المنح الدراسية للطلاب المتميزين من دول كثيرة تقع على طول الحزام الاقتصادي لطريق الحرير.

كما وجاء في الكتاب الأبيض أن شينجيانغ تقدم ثقافات عرقية مختلفة لدول أجنبية، وأنه منذ أواخر القرن الـ20 يتم تنظيم معارض خاصة للتراث الثقافي لشينجيانغ، من بينها “معرض التراث الثقافي لطريق الحرير القديم في شينجيانغ” و “أسرار طريق الحرير –  معرض التراث الثقافي لشينجيانغ،” في اليابان والولايات المتحدة وألمانيا وجمهورية كوريا وبعض الدول الأخرى.

أن كل ما تقدَّم يؤكد تماماً سعي الحكومة الصينية المركزية الى تقديم كل شيىء نافع لشينجيانغ، إبتداء من كل المتطلبات الداخلية والى الخارجية منها، وعلاقاتها الأنفع لها مع العالم، إضافة الى أن شعب المنطقة يتحفّز هذه الأيام لأن يصبح “شعباً عالمياً” في ظل حراسته لطريق الصين الى العالم لتفعيل المبادرة الأهم في تاريخ البشرية، ألا وهي “الحزام والطريق الصيني”، والتي تبّشر بنقل شعب المنطقة الى أرقى وأعلى درجة دولية وتاريخية وحضارية، مما سوف يَقهر سلمياَ كل مكائد الاعداء والمتربصين بنجاجات الصين وشعب المنطقة المتعدّد القوميات، وبالصداقة بينها وما بينها وشعب الويغور الشقيق، الذي نعمل للتصاهر معه من جديد، عودةً على بدء طريق الحرير القديم بمبادرة الرئيس العظيم “شي” العصرية ل “توليد الصين في العالم حضارياً وتوليد العالم في الصين..”..

ـ #غسان_ أبو_هلال: مثقف وناشط اجتماعي وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وعضو في الاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين و #الكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.