موقع متخصص بالشؤون الصينية

تنمية الحزام والطريق على مسار عالي الجودة مع اختتام فعاليات المنتدى الثاني

0

أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (السبت) في ختام منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي الذي احتضنته بكين التوصل إلى توافقات واسعة بشأن تدعيم “التعاون عالي الجودة” في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وقال شي، خلال مؤتمر صحفي عُقد للحديث عن نتائج اجتماع الطاولة المستديرة الذي أُقيم اليوم السبت بحضور قادة من 40 دولة ومنظمة دولية، “تحدثنا بشكل إيجابي عن تقدم التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق وأهميته. تشاركنا الرأي بأن التعاون في إطار المبادرة فتح بوابة لفرص الرخاء المشترك.”
وامتدت المبادرة، التي اقترحها شي في 2013، من آسيا وأوروبا إلى إفريقيا والأمريكتين وأوقيانوسيا، لتفتح مساحة جديدة للاقتصاد العالمي بنتائج أفضل من المتوقع. ووقّعت أكثر من 150 دولة ومنظمة دولية على وثائق تعاون مع الصين في إطار المبادرة.
وفي اجتماع الطاولة المستديرة، أثرى القادة مفهوم تعاون الحزام والطريق، وأكدوا من جديد التزامهم بمسار تنموي عالي الجودة، مع توضيح أولويات التعاون في المستقبل، كما قرروا تعزيز التعاون الشامل في جميع المجالات، وفقا لما ذكره شي.
وأوضح الرئيس الصيني “دعمنا جميعا فكرة تطوير شراكة عالمية من أجل الارتباطية واتفقنا على تعزيز آليات التعاون. لقد دعمنا جميعا تعاونا أكثر واقعية لتحقيق المزيد من النتائج الملموسة.”
ووفقا لشي، فإن 283 بندا من النتائج العملية تحققت في العملية التحضيرية وفي أثناء المنتدى، ووُقّعت اتفاقيات تعاون بقيمة تزيد على 64 مليار دولار أمريكي في مؤتمر للمديرين التنفيذيين خلال المنتدى.
وحضر المنتدى نحو 5 آلاف مشارك من أكثر من 150 دولة و90 منظمة دولية.
وفي خطابه الرئيسي الذي ألقاه في مراسم افتتاح المنتدى أمس الجمعة، أعلن الرئيس شي مجموعة من المقترحات لتعزيز التنمية عالية الجودة للمبادرة، داعيا المجتمع الدولي إلى توحيد الجهود لرسم “لوحة دقيقة” للمبادرة.
ودعا شي إلى ضرورة التمسك بمبدأ التشاور الشامل والإسهام المشترك والمنافع المشتركة، مشددا على المناهج المفتوحة والخضراء والنظيفة، فضلا عن أهداف التنمية عالية الجودة والمستدامة التي تحسن أحوال المعيشة.
وحظيت المبادرة بدعم قوي من قبل القادة ورجال الأعمال الأجانب.
وفي كلمته خلال افتتاح المنتدى، قال نور سلطان نزارباييف، الرئيس الأول لقازاقستان، إن المبادرة “تجاوزت تحديات الجغرافيا والتنمية غير المتكافئة”، وإن الصين “أثبتت نفسها شريكة موثوقة ومسؤولة في الساحة الدولية”.
ولفت ديفيد كوشينو، رئيس غرفة التجارة الصينية-الإيطالية، إلى أنه لا ينبغي لأحد أن يشك في مدى إيجابية فكرة المبادرة، وهناك نقاش ساخن في أوروبا بشأن كيفية الانضمام إليها، قائلا “عاجلا أم آجلا، ستحتضن جميع الدول هذه المبادرة”.
وبدوره، قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، خلال كلمته التي ألقاها في مراسم الافتتاح، إن الركائز الخمس لمبادرة الحزام والطريق — تناسق السياسات وترابط المنشآت وسلاسة القنوات التجارية وتداول الأموال وتفاهم الشعوب — تعد بمثابة “أعمدة مفاهيمية يمكن ترجمتها إلى تقدم حقيقي لجميع الشعوب”.
وفي الفترة ما بين 2013 و2018، تجاوز حجم التجارة بين الصين والدول الأخرى المشاركة في المبادرة، 6 تريليونات دولار أمريكي، وتجاوزت استثمارات الصين في الدول المشاركة في المبادرة 90 مليار دولار.
وبفضل المبادرة، أصبح لشرق أفريقيا طريقها السريعة، وللمالديف أول جسر يربط بين جزرها، ولبيلاروس إمكانية إنتاج سيارات الركوب، كما أن عدد قطارات الشحن بين الصين وأوروبا آخذ في الزيادة. وأصبح ميناء بيرايوس اليوناني، الذي كان متوقفا في السابق، أحد أسرع محطات الحاويات نموا في العالم.
وأعاد كلاوس شواب، مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي ورئيسه التنفيذي، إلى الأذهان حضوره المنتدى الأول للحزام والطريق في 2017، حيث وصف المبادرة آنذاك بأنها “لا تزال طفلة تنمو”.
ولكنه قال لوكالة أنباء (شينخوا) في خلال حضوره المنتدى الثاني “الآن بلغت مبادرة الحزام والطريق سن الرشد، ما يعني أنها أصبحت عاملا مهما في الاقتصاد العالمي . لقد بلغت مرحلة النضج.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.