موقع متخصص بالشؤون الصينية

معرض بكين الدولي للبستنة يدفع تشارك الصين والإمارات لبناء بلد أخضر وتقاسم حياة أفضل

0

 

أشار أحمد الحمادي، مدير جناح دولة الإمارات، بمعرض بكين الدولي للبستنة 2019، إلى أن بلاده ترغب في دفع التعاون مع من يسعى إلى تنمية الزراعة والتخضير، لا سيما الصين، من أجل بناء بلد أخضر وعيش حياة أفضل.
ويبلغ إجمالي مساحة جناح الإمارات، الذي يحمل شعار “أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة”، حوالي 1850 مترا مربعا، أقيمت المباني على 20 بالمائة منها فيما خصصت الـ 80 بالمائة الباقية للحديقة، حيث يحتوي الجناح على 36 شجرة نخيل و146 شجرة من 20 نوعا مختلفا بالإضافة إلى الآلاف من نباتات الخضار والأعشاب، كما يمكن تقسيم رحلة الزائرين إلى 4 مراحل رئيسية: الانتظار والفيلم والحديقة والخروج.
وقال الحمادي إن الهدف الرئيسي لمشاركتهم في المعرض يتمثل في تسليط الضوء على جهود الإمارات في تطوير القطاع الزراعي وتحويل الصحراء إلى واحات خضراء والتعريف بالنهج الذي تتبناه الدولة من خلال الاستفادة من أحدث التقنيات لتحقيق التنمية المستدامة، إلى جانب زيادة التبادل مع دول أخرى في هذا الشأن.
هذا واعتبر السفير الإماراتي لدى الصين علي عبيد الظاهري أن الجناح منصة تواصل وعمل جسور، مؤكدا أن له دور كبير في تقريب المسافة بين الشعبين وجعل العلاقات الحميمة بين البلدين أقوى وأمتن في شتى المجالات، بما فيها التنمية الخضراء والمستدامة.
وسعيا لتحقيق التنمية الخضراء، تعاون الجانبان الصيني والإماراتي في مجالات عديدة تشمل مكافحة التصحر وتطوير الزراعة الحديثة والطاقة النظيفة، بالاعتماد على تكنولوجيات متقدمة ومنصات تعاونية.
وحول مشكلة التصحر التي تواجه العالم، وبخاصة الصين والدول العربية، أولت الحكومة الصينية خلال السنوات الأخيرة اهتماما كبيرا بتطبيق سلسلة من مشروعات البناء الإيكولوجي لمعالجتها، حيث خصصت لها سنويا استثمارات بلغت مليارات الدولارات الأمريكية.
وأظهرت بيانات رسمية صينية أن البلاد بات بوسعها تقليص مساحة الأراضي المتصحرة بأكثر من 1400 كيلومتر مربع سنويا، كما كان لديها أكبر عدد من طلبات حقوق اكتشاف أصناف نباتية جديدة في العالم للسنة الثانية على التوالي في عام 2018، ما يشير إلى جهودها وقدرتها على محاربة التصحر، فضلا عن مساهمتها في زيادة الغطاء الأخضر عالميا.
وفي الوقت نفسه، تعمل الصين على تشاطر التقنيات المتقدمة وتبادل الخبرات المتراكمة بشأن تحويل الصحراء القاحلة إلى بيئة خضراء مع الدول العربية، بما فيها الإمارات، من أجل إفادة بعضهما البعض.
ففي عام 2018، نجح فريق بحثي صيني بقيادة البروفيسور يي تشي جيان من جامعة تشونغتشنغ للنقل والمواصلات في اختبار تكنولوجيات بشأن مكافحة التصحر في الإمارات، ثم وقع مذكرة تفاهم مع شركة ((موارد)) القابضة الإماراتية، ما فتح باب تطبيق هذه التكنولوجيا في العالم العربي.
وبحسب مذكرة التفاهم، سيجري باحثون صينيون من هذه الجامعة اختبارات لتحويل الصحارى إلى تربة خصبة وزراعة أنواع من النباتات والخضراوات والأشجار على مساحة تبلغ 10 كيلومترات مربعة في أبو ظبي.
أما في المجال الزراعي، فجرب علماء صينيون بنجاح زراعة الأرز المتحمل للملوحة والقلوية في صحراء دبي في عام 2018، حيث وصل حجم إنتاج الأرز إلى أكثر من 7500 كيلوغرام للهكتار خلال هذه التجارب، وهو خير دليل على تشارك الصين والإمارات في السعي لحياة أفضل.
وتعد هذه التجربة الأولى من نوعها على مستوى العالم في ظل ضرورة التغلب على الظروف القاسية المتمثلة في نقصان المياه العذبة وتصحر التربة، الأمر الذي بلا ريب يسهم في رفع القدرة على ضمان الأمن الغذائي وتحسين الظروف الإيكولوجية في المناطق الصحراوية بالإمارات.
وذكر مركز البحوث والتطوير الصيني المعني بتقنية زراعة الأرز المتحمل للملوحة والقلوية، أن دبي خططت للتعاون معه لإنشاء مزرعة تجريبية على مساحة 100 هكتار هذا العام، من أجل الوقوف على تكلفة الإنتاج ومدى الاستدامة الزراعية، لوضع معيار تقني لزراعة الأرز بالمناطق الصحراوية.
كما أشار المركز إلى أن المزرعة التجريبية ستشهد محاكاة بوتيرة سريعة في عام 2020 لتتسع معها مساحة المناطق المزروعة وتُشيد المزيد من الواحات الاصطناعية، وذلك في سبيل بناء “دبي الخضراء والإيكولوجية”.
وبالإضافة إلى المشروعات الضخمة المذكورة، ومن أجل تخفيف التلوث وتحسين البيئة، أنشأت الصين والإمارات بشكل مشترك مشروع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بقدرة 700 ميغاواط في دبي، والذي يعتبر إحدى أكبر محطات كهروضوئية في العالم حجما وأحدثها تقنية، فيما ستكون محطة حصيان لتوليد الكهرباء بالفحم النظيف، بصفتها أول استثمار لصندوق طريق الحرير في الشرق الأوسط، المحطة الأولى بالفحم النظيف في المنطقة.
وبفضل منصات وفرتها كل من مبادرة الحزام والطريق ومعرض الصين والدول العربية وكذا منتدى التعاون الصيني العربي، شهد التعاون في مجال التنمية المستدامة والخضراء، ليس فقط بين الصين والإمارات، بل مع الدول العربية جمعاء، تطورا لافتا مع تعزيز تبادل الخبرات وانتشار مزيد من أوجه التكنولوجيا الصينية في هذه البلدان، ما يساعد بصورة كبيرة في مكافحة التصحر وملوحة التربة وتوفير المياه العذبة فيها.
يذكر أن معرض بكين الدولي للبستنة 2019، تستمر فعالياته على مدار 162 يوما في الفترة من 29 أبريل الجاري إلى 7 أكتوبر المقبل بمشاركة أكثر من 110 من الدول والمنظمات الدولية، بينها قطر وجيبوتي وفلسطين إلى جانب أكثر من 120 جهة عارضة غير رسمية، ما يمثل أعلى نسبة حضور في تاريخ المعرض الذي يُتوقع أن يستقطب 16 مليون زائر من داخل الصين وخارجها عبر مجموعة ضخمة من النباتات والزهور والأجنحة اللافتة للنظر.
ومن جانبه، لفت المدير التنفيذي لمكتب إكسبو 2020 نجيب العلي إلى أنه يمكن لدبي الاستفادة من خبرات المعرض المذكور، معربا عن ترحيبه بالسياح الصينيين وشركات الاستثمار الصينية لحضوره، حيث من المتوقع أن تصل نسبة عدد الزوار الأجانب للمعرض الذي ستحتضنه الإمارات إلى نحو 70 بالمائة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.