صحيفة الشعب الصينية: القوة العسكرية والعقوبات لا يمكن أن يحلا الأزمة السورية
صحيفة الشعب الصينية 13/10/2011 ـ
(ترجمة موقع إنباء الإخباري) ـ
هوانغ بيجاو:
عُقد مؤتمر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ يوم 10 اكتوبر. وأصدر المؤتمر بيانا يدين بشدة قمع الحكومة السورية الدموي للمدنيين، ويدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي لإكمال عملية الانتقال السياسي في سوريا.
في الواقع، لقد شدّدت البلدان الغربية العقوبات ضد سوريا وسوف تستخدم القوة العسكرية إذا لزم الأمر من أجل إجبار سوريا على “فعل الأشياء” وفقاً للحرية والديمقراطية ومعايير حقوق الإنسان التي وضعها الغرب.
مشروع القرار الدولي بشأن المسألة السورية وضع مؤخرا من قبل فرنسا، ودعمته المملكة المتحدة وألمانيا والبرتغال. وبسبب استخدام حق النقض من جانب الصين وروسيا ، فإن مجلس الأمن لم يوافق على القرار.
قالت وسائل الاعلام العربية إن القرار بشأن المسألة السورية الذي صاغته الدول الغربية يُخفي محتوى يتعارض بشكل صارخ مع الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة، ويحاول أن يضع الوضع الوطني في سورية على نفس طريق تطورات الوضع في ليبيا.
قرار الصين وروسيا ممارسة حق النقض هو للحفاظ على عقيدة أساسية من ميثاق الأمم المتحدة هو مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية والحفاظ على السلام والاستقرار في سوريا ومنطقة غرب آسيا بأكملها.
هذا الموقف يعكس أن الصين هي بلد يتحمّل مسؤولياته، ويمتلك المبادئ والشعور بالعدالة.
وسائل الاعلام في غرب آسيا تعتقد أنه لو تمت الموافقة على القرار، فهذا يعني أنه قد تم فتح الباب لتدخل عسكري محتمل من دول غربية. سوف تظهر نيران الحرب في غرب آسيا مرة أخرى ، وغرب آسيا سينحدر إلى وضع أكثر غموضا. لذا ، يمكن القول إن استخدام حق النقض من جانب الصين وروسيا قد أوقف سورية عن سلوك الطريق القديم الذي سارت عليه ليبيا.
الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أكد مؤخرا أن روسيا لن تسمح للدول الغربية بتحويل الأمم المتحدة إلى أداة لإسقاط الأنظمة السياسية للبلدان الأخرى، فالأمم المتحدة لم تُنشأ لهذا الغرض. وعلاوة على ذلك ، تعارض روسيا اقتراح توجيه إنذار إلى سوريا. وقد عكس هذا الموقف أيضاً رغبات دول من بينها الصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل ولبنان، والتي امتنعت عن التصويت، للحفاظ على أسس وعقيدة ميثاق الأمم المتحدة. وفقاً لآخر الأخبار، كشف وزير الخارجية الروسي ان روسيا تعمل مع الصين على صياغة قرار جديد حول سوريا يكون “أكثر عدلاً وتوازناً”.
ومما يثير القلق أن سوريا أصبحت “هدفاً جديداً” عندما كانت الحرب في ليبيا تقترب من نهايتها. وفقاً لتقارير وكالات الإعلام في غرب آسيا، فإن الدول الغربية ربما تتجاوز مجلس الامن الدولي إلى تبني “نمط كوسوفو” لمعالجة الأزمة في سوريا.
وقال بعض المفكرين العرب إن سوريا تعتبر لاعباً رئيسياً في منطقة غرب آسيا، ولها تأثير في كل بلد تقريبا في المنطقة. لذلك فإن أي تغيير في سوريا يؤثر على الوضع العام في المنطقة، ما يبين أهميتها الجيوسياسية وحساسيتها في المنطقة. ويقدر أن أي هجوم عسكري ضد سوريا سيكون له تأثير واسع وعميق على المنطقة وحتى أنه سيؤدي إلى عواقب وخيمة.
وقد ثبت مراراً وتكراراً بأن العنف ليس حلاً، وإنما يجعل الأمور أكثر سوءاً. من أجل إصلاح الوضع المتدهور في سورية، فإن جميع الأطراف المعنية مدعوة لإظهار الحكمة وضبط النفس، والوقف الفوري لجميع أعمال العنف، ودفع الحكومة السورية إلى الوفاء بوعود الاصلاح وتعزيز إطلاق عملية سياسية سورية داخلية. في الوقت نفسه، ينبغي اتخاذ تدابير فعالة لحماية حقوق الشعب السوري من أجل حل الأزمة المعقدة.
عند محاولة المساعدة في حل أزمة سورية، يجب على المجتمع الدولي التمسك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ولا سيما مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى. القوى الكبرى يجب أن تبذل جهوداً بناءة لتهدئة الوضع المتفجر في سوريا، من أجل تعزيز استخدام الحوار السياسي في تسوية الخلافات والنزاعات والحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، بدلاً من صب الزيت على النار من خلال التهديد باستخدام القوة.