موقع متخصص بالشؤون الصينية

سوق العقارات الصينية تعاني تراجعا في موسم رواجها التقليدي

0


صحيفة الشعب الصينية:
بقلم ربان بو ده من:
تراجع حجم المعاملات العقارية في مدن صينية كثيرة بشكل مستمر أثناء أول أسبوعين من أكتوبر الجاري وفي سبتمبر الماضي اللذين كانا يعتبران موسما ذهبيا لسوق العقارات في الصين، ما خيب أمل المطورين العقاريين بشكل كبير .

ولكن المشترين تشجعوا لهذه الظاهرة ويرون فيها بعض المؤشرات الإيجابية عكس المطورين ويعتقدون أن تخفيض المطورين لأسعار العقارات ما هي الا مسألة وقت فقط اذا أنهم يصرون على هذا الموقف ويواصلون الانتظار .

وأظهرت بيانات إحصائية ان حجم المعاملات في مجال العقارات في بكين خلال أول أسبوع في أكتوبر، عطلة العيد الوطني الصيني، تقلص بنسبة 22.8% مقارنة بالفترة المناظرة من العام الماضي وانخفض 62% عن الأيام الخمسة الأولى في الشهر السابق اذ تم بيع 1039 وحدة فقط في بكين خلال الأسبوع الأول من أكتوبر، بينما كان حال معاملات المساكن المستعملة أشد وأخطر اذ تراجع حجم معاملاتها 53.5% عن نفس الفترة من العام المنصرم.

وفي شهر سبتمبر ، تمت معاملات في 570.3 ألف متر مربع من العقارات الجديدة في شانغهاي، ما يعادل 40% تقريبا من الحجم في سبتمبر العام الماضي، أما في بكين فكان حجم معاملات العقارات الجديدة والمستعملة معا أقل من 14 ألف وحدة بانخفاض 51.4% عن سبتمبر السنة السابقة ويعد ذلك أدنى رقم خلال الثلاث سنوات الماضية في شهر سبتمبر .

ووفقا للمعلومات الواردة من معهد المؤشرات الصيني، كان حجم معاملات العقارات في سبتمبر ضمن المدن من المستوى الأول والثاني ، قد شهد تراجعا مشتركا، اذ انخفض حجم معاملات العقارات في 70% من المدن الثلاثين التي تخضع للمراقبة مقارنة بالشهر الأسبق ، ومنها انخفضت معاملات العقارات التجارية في مدينتي قوانغتشو وشنتشن 30% عن أغسطس الذي اتسم بالكساد .

هذا ويتواصل انكماش حجم معاملات العقارات الصينية رغم حلول موسم الرواج التقليدي للعقارات، ما يقلق المطورين العقاريين بصورة شديدة، وقال مطور من شانغهاي إنه يتخوف على حالة السوق الباردة وخاصة الكساد في مدن المستوى الأول متوقعا أن شركته لن تتمكن من اتمام مهام المبيعات المحددة في بداية السنة الجارية سوى بمقدار النصف فقط .

ويرى المطور ان قلة المعاملات وقعت تحت تأثير القيود المفروضة من الحكومة على شراء المساكن وتشديد سياسة الائتمان ، اذ توقفت حركة الاستثمار في قطاع العقارات بعد صدور القيود والسياسات، بينما يفضل المشترون أن ينتظروا خفض أسعار المساكن من قبل المطورين الذين تقع على عاتقهم ضغوط كبيرة.

وأثناء معرض شانغهاي الخريفي للعقارات الذي استمر أربعة ايام في مطلع أكتوبر ، مع مشاركة حوالي 250 مشروع ونحو 130 ألف زائر، أجريت تعاملات ل 203 وحدات فقط خلال الأربعة أيام كلها.

وحصلت أحوال مشابهة، أي زيارة ساخنة مع تجارة باردة، في معارض العقارات التي أقيمت مؤخرا في عدة مدن كبيرة في مختلف أنحاء الصين، ويرجع سبب ذلك في معظمه الى عدم التوافق بين الإجراءات التفضلية وآمال المستهلكين.

ويعتقد الخبير العقاري يانغ هونغ شوي انه من الصعب كسر كساد سوق العقارات على خلفية التشديد المزدوج للسياسات الاقتصادية الكلية وسياسات السيطرة على سوق العقارات.

ويقترح بائع في شركة وانكه ، الشركة الرائدة في قطاع العقارات الصينية ، بأنه يتعين على المشترين أن يتركوا آمالهم في انخفاض أسعار المساكن بشكل كبير مشيرا الى ان شركات التطوير العقاري الكبرى قد نقلت تركيز تجارتها من مدن المستوى الأول الى المدن من الدرجة الثانية والثالثة التي لم تتأثر بسياسة القيود على شراء المساكن، لذلك يمكن للشركة تحقيق أرباح مستمرة في هذه الحالة .

وأعربت وكالة التصنيف ” ستاندرد آند بورز ” مؤخرا عن عدم وجود وضع ايجابي لسوق العقارات الصينية مع تضخم ضغوط السيولة عند شركات التطوير العقاري في غضون السنة القادمة أو نصفها.

وفي هذا السياق قال رن تشي تشانغ المطور العقاري الصيني الشهير إن بعض شركات العقارات ستعاني من تقلص سلسلة تمويلها تزامنا مع تعزيز جهود الحكومة في منع أسعار العقارات من مواصلة الارتفاع .

ويرى بان شي يي رئيس مجلس إدارة شركة سوهو الصينية أن جميع شركات التطوير العقاري ستشهد مأزق الخسارة مع تراجع قيمة المعاملات ، وفي ذلك الوقت ستقوم تلك الشركات بخفض أسعار المساكن.

بينما عبر بان عن قلقه على وضع السيطرة على السوق مشيرا الى حدوث أزمة في سوق العقارات من حيث تراجع عدد الأشخاص المقبلين على شراء مساكن وفقا لسياسة القيود الحكومية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.