موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: وصف الولايات المتحدة للصين بـ”المتلاعب بالعملة” .. اللعب بالنار يحرق الاصابع

0

صحيفة الشعب الصينية:
يعتبر تجاهل الحقائق ووصف الولايات المتحدة للصين بـ ” المتلاعب بالعملة” يوم 6 أغسطس، سلوكاً سيئاً قد لا يؤدي الى تقويض النظام المالي الدولي بشكل خطير فحسب، وأنما يؤدي أيضًا الى نشوب اضطراب في الأسواق المالية، ويعيق التجارة الدولية والانتعاش الاقتصادي العالمي إلى حد كبير، بل قد يدمر ويضر بالآخرين وبنفسها أيضًا.

“التلاعب بالعملة” حجة تتخذها الولايات المتحدة لتهديد الصين منذ أوائل التسعينيات، وإعادة احياء الحجة هذه المرة ما هي إلا وسيلة وقحة لتشويه صورة الصين الدولية، مما يكشف بوضوح النوايا الشريرة لبعض الناس في الولايات المتحدة لقمع الصين.

في الواقع، الصين ليست الوحيدة المتأثرة من الوضع، ولا ينسى الناس ما تسببت فيه النزاعات التجارية التي أثارتها الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا في تقلبات كبيرة في السوق المالية العالمية منذ عام 2018، والتي أدت أيضًا إلى الاضطرابات في السوق المالية الأمريكية وتأرجح مؤشر الدولار الأمريكي. وقد أعرب المستثمرون العالميون عن قلقهم إزاء أي خطر محتمل قد يتمخض عن إعلان الولايات المتحدة في 1 أغسطس عن أنها تعتزم فرض رسوم إضافية بنسبة 10% على صادرات صينية إلى الولايات المتحدة بقيمة 300 مليار دولار أمريكي، والضرب بـ” بطاقة العملة ” أيضا، ما يخلق معاناة في السوق مرة أخرى.

وقد تؤدي سلسلة الإجراءات الخطيرة هذه إلى زيادة كبيرة في خطر وقوع الاقتصاد العالمي في الركود والكساد، ويمكن لسلسلة من السلوكيات غير المنطقية وغير المسؤولية من الجانب الأمريكي في ظل هوس الأحادية والحمائية والأنانية الأمريكية، أن تؤدي الى التباطؤ التجاري العالمي وتراجع الاستثمار عبر الحدود، والإحباط وفقدان الثقة في السوق.

يجب أن يعلم كل من تسول له نفسه اللعب بالنار بأنها سوف تحرق الأصابع. فكيف للولايات المتحدة أن تنجو بنفسها من ورطة الركود الاقتصادي العميق؟ تظهر البيانات أن فرص النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة تواجه بالفعل ضغوطًا هائلة نظرًا لعوامل مثل الاحتكاكات الاقتصادية والتجارية. وفي شهر يوليو، انخفض عدد الوظائف الجديدة في القطاع غير الزراعي في الولايات المتحدة مقارنة بالشهر قبله، حيث كان مؤشر المعنويات غير التصنيعية 53.7، وهو أقل من توقعات السوق عند 55.5 و55.1 في يونيو، وخطر الركود الاقتصادي الأمريكي في ارتفاع.

ركز بعض الناس في الولايات المتحدة منذ وقت طويل، على الحسابات الذاتية، ولكنهم يفقدون في كثير من الاحيان الحسابات الكبيرة من أجل الحسابات الصغيرة، وينظرون الى الحسابات القريبة ويفقدون الحسابات البعيدة الاجل. وقد تم بالفعل التوصل الى توافق عالمي في الآراء فيما يتعلق بمسألة سعر الصرف، وهو أساس لا غنى عنه للتشغيل الفعال للنظام النقدي الدولي. لكن، بعض الناس في الولايات المتحدة يتجاهلون الإجماع ويختارون مسارهم الخاص، مما يعرض التشغيل المستقر للنظام النقدي الدولي للخطر. ولن يتمكن النظام المالي والنقدي الدولي الذي يهيمن عليه الدولار من الفرار من الحظ السيئ إذا ما استمرت السوق المالية العالمية في التقلب والركود، والذي سيكون في نهاية المطاف ضارًا بالدولار نفسه.

القواعد الدولية ليست طينًا بلاستيكيًا يمكن سحقها بشكل تعسفي. وأن وصف الولايات المتحدة للصين ب ” المتلاعب بالعملة”، الذي هو في الواقع تصنيف لذاتها بـ ” المستبدة”، وهذا بمثابة إعلان للعالم بأن القواعد والاتفاقيات المزعومة ليست أكثر من زخرفة على ورق في نظرها. وعلقت وسائل الإعلام الدولية أن تعسف بعض الناس في الولايات المتحدة سيضر بصورة الولايات المتحدة نفسها، والخسارة هي نتيجة حتمية.

يمكن التفاوض بشأن المساواة، ويمكن أن يكون للتعاون وضع مربح للجانبين. وأن تقديم المشورة لبعض الناس في الولايات المتحدة لتهدئة وانتعاش العقل والتماشي مع الاتجاه العام، والإدراك ان تدمير القواعد وإضرار الآخرين سيؤدي الى تدمير الذات في النهاية، لان اللعب بالنار يحرق الأصابع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.