موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين بعد سبعين عاماً…إبداع لا حدود له وتطوّر مستمر

0

 

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
د. تمارا برّو*:
تحتفل الصين هذا العام بالذكرى السبعين لتأسيسها، ومن زارها في السنوات الأخيرة يُذهل بالتطور الذي وصلت إليه على مختلف الأصعدة لاسيما الاقتصادية والتجارية والنقل والبنى التحتية.

تغيرات هائلة طرأت على الصين خلال السنوات الماضية منذ سياسة الإصلاح والانفتاح، إذ حققت الصين قفزات كبيرة في تنميتها الاقتصادية وتحولت من دولة فقيرة إلى ثاني أكبر اقتصادات العالم، وأكبر الدول في التصنيع وتجارة السلع.

تلتزم الصين بطريق التنمية السلمية التي تهدف إلى تحقيق التنمية والانسجام داخلياً وتدعيم التعاون والسلام خارجياً، وعلى وجه التحديد تهدف إلى تحسين حياة الشعب الصيني، والمساهمة في تدعيم التنمية والتقدم للبشرية.

ولأن التنمية تبدأ بالقضاء على الفقر فقد وضعت الصين منذ منتصف ثمانينات القرن العشرين خططاً للحد من الفقر نتج عنها انتشال أكثر من 740 مليون صيني من الفقر.

كما أخذت الصين تدخل عالم التكنولوجيا واليوم أصبحت دولة رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنية الجيل الخامس 5G . وفي السنوات الأخيرة ظهر على ساحة المنافسة أحد المنافسين الأقوياء في عالم تكنولوجيا الهواتف المحمولة العملاق الصيني “هواوي” الذي ازدادت حصته في سوق الهواتف الذكية العالمية بشكل كبير حيث بلغت مبيعات هواوي من الهواتف الذكية، خلال الربع الأول من العام 2019 نحو 59.1 مليون جهاز لتتفوق على آبل الأميركية بأكثر من 17 مليون هاتف.

وعلى صعيد التجارة الالكترونية تعد اليوم مجموعة علي بابا من أكبر الشركات التجارية الالكترونية في العالم. فقد احتلت الشركة المذكورة مراكز متقدمة في قائمة وكالة كنتار العالمية لأقوى 100 علامة تجارية من حيث القيمة على مستوى العالم بالاضافة الى شركة تينست Tencent  .

إن تحقيق التنمية الاقتصادية التي تصبو إليها الصين لا يمكن أن تحقق إلا عبر الانفتاح خارجياً، لذلك سعت إلى تعزيز علاقاتها مع دول العالم النامية والمتطورة على أساس المبادئ الخمسة المتمثلة في الاحترام المتبادل للسيادة ووحدة الأراضي، وعدم الاعتداء، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي. وعملت على تطوير علاقاتها مع الدول النامية والدول الأقل نمواً باعتماد الدبلوماسية الاقتصادية التي تهدف إلى دفع اقتصاديات تلك الدول.

وفي ظل الفوضى والحروب والتنافس الاقتصادي والحمائية التجارية التي تسود العالم، تدعو الصين إلى بناء مجتمع مصير مشترك يقوم على بناء مجتمع موحّد أساسه التعاون والسلام والازدهار المشترك. وفي هذا الاطار أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه بمناسبة بداية العام 2019 بأن الصين ستستمر في تشجيع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية والعمل بلا هوادة من أجل عالم أكثر ازدهاراً وجمالاً، وأضاف بأنها ستحافظ على حماية السلم العالمي وتشجيع الازدهار المشترك.

مازالت الصين تكافح في تحقيق نموها على الرغم من حربها التجارية مع الولايات المتحدة الأميركية، فهي كانت وما تزال تسعى إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والمنفعة المتبادلة وتنادي دائماً بالسلام لأنه الطريق الوحيد الى تحقيق الرخاء والتنمية. لقد عانت الصين طوال تاريخها وقدّمت التضحيات ولكن بفضل حنكة قيادتها وصبر أبنائها وعزيمتهم استطاعت التغلب على الصعاب والمتاعب التي ألمّت بها.

الصين في عيدها السبعين ما زالت فتية وتزداد شباباً يوماً بعد يوم، فابداعها يزداد كلما كبرت فكل عام والصين بخير وتطور وابداع ونجاح.

 

*الدكتورة تمارا برّو : محاضرة في الجامعة اللبنانية كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية . لها مؤلفات عدة حول الصين منها الصين وعمليات حفظ السلام ( القوات الصينية في لبنان نموذجاً) التعاون الثقافي بين لبنان والصين في اطار مبادرة ” الحزام والطريق” ، دور المرأة الصينية في قوات حفظ السلام. شاركت في العديد من المؤتمرات والبرامج التدريبية في الصين .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.