موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين الاشتراكية بين التأسيس والاقلاع

0

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
عبدالإله جبر المهنا:*

منذ سبعة عقود، أعلن الزعيم “ماوتسي تونغ” العظيم قيام جمهورية الصين الشعبية، بنظام إشتراكي يسترشد بالماركسية نهجاً وعملاً، وقد تطوّرت الصين استناداً الى المنهج الاشتراكي العلمي، وظهرت عظمتها بقيادتها وشعبها وجيشها الجبار، ما أكد أن كل النجاحات الصينية استندت وما تزال تستند الى سياسة ونضال الشيوعيين الصينيين، الذين أسسوا الحزب الشيوعي الصيني، في العام ١٩٢١، ومروراً باكتمال تحرير الصين في العام ١٩٤٩، إذ ما توقف هؤلاء الشيوعيون الصينيون عن مواصلة نضالهم المبدئي والثابت من أجل تحرير الوطن وتوحيده، بعد أن كان مُقسّماً بين الدول الطامعة وتلك التي شنت حرب الأفيون القذرة، في محاولة منها لتركيع الصين والصينيين، وما نجحت بفضل القيادة الصارمة والعقائدية للحزب للدولة والشعب.

ويُعتبر الأول من أُكتوبر١٩٤٩، ثمرة نضال الشعب الصيني بإعلانه تأسيس دولته العظيمة بقيادة الحزب الشيوعي الصيني الباني، وهي مناسبة دولية وأممية لدولة كبرى يُدرك الكون بأنها تنقله الى مراتب التحضّر والعلاقات السياسية والاقتصادية المتساوية والمؤنسنة.

لم تكن مهمة تحرير الصين سهلة بالنظر لاتّساع مساحة البلد وسواحلها الطويلة، ولتنوّعها الجغرافي من سهول وصحارى، غابات ومرتفعات جبلية، وكذلك لتعدد القوى الدولية المتربصة بالصين أنذاك، ولكن بعزم الشيوعيين ونضالهم في قيادة الشعب الصيني تم تحرير التراب الصيني وقيام دولته، وهنا بدأت معركة جديدة وهي معركة البناء الاقتصادي واعادة اعمار البلد مع قلة الموارد وضعف الخبرات، ولكن القيادة الصينية تمكنت من بناء الحياة المدنية وإقرار حقوق مواطنيها وتأسيس اللبنة الأساسية للصين، مما مهد للانطلاقة نحو العالم.

واليوم، تعتبر الصين القوة الاقتصادية الثانية في العالم، وتمتلك جيشاً قوياً تتعاظم قوته الضاربة بمختلف صنوفها، حيث استطاعت الصين تصنيع طائرات حربية بجهودها الذاتية، بالإضافة الى انها تمتلك قوة ردع نووية استراتيجية، ومع كل هذا فقد تعزز دورها في المحيط العالمي بعضويتها الدائمة في مجلس الامن الدولي، حيث تلعب دوراً فاعلاً في إرساء السّلم والامن الدولي، ولابعاد خطر الحروب الامبريالية.

ودليل آخر على اهتمام الصين بتنمية العالم وسلميتها، فقد أطلق الرفيق الرئيس “شي جين بينغ” مبادرته الاقتصادية الكبرى، “الحزام والطريق”، مما جعل الصين شريكاً لا ينازع لأكثرية دول العالم، وها هي الصين تستثمر مئات مليارات الدولارات في بناء مشاريع وطرق وموانئ مع شركائها، وموقع الصين مهم حيث تحدّها 14 دولة، مما جعلها تمد جسور التعاون الاقتصادي مع جيرانها حيث استفادت هذه الدول من مبادرة الحزام والطريق تنموياً واقتصادياً، وها هو عالم اليوم ينظر الى الصين بعين طموحة من اجل البناء والتقدم وتشييد علاقات اقتصادية بمنافع متبادلة بدون أي استغلال، حيث يؤكد الجميع على معادلة “رابح – رابح”.

إن انتهاج الحزب الشيوعي الصيني لسياسات حكيمة وتخطيط علمي وانتهاج الاشتراكية بخصائص صينية، يعتبر العامل الأول والمهم في نجاح الصين في كل المناحي، فتحية للقيادة الحزبية الصينية وشعبها، في الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وبمناسبة الذكرى الـ70 أيضاً لحُكم الحزب للدولة ولقيادتها إلى معارج الازدهار والرخاء، وللمزيد من السؤدد للشعب.

#عبدالإلهجبرالمهنا: عضو ناشط في المجموعة الرئاسية #العراقية الأُولى – الأول من أُكتوبر2016/ الذكرى الـ67 لتأسيس جمهورية #الصين الشعبية، ومسؤول متابعة الأنشطة في مجموعة #الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء (وحُلفاء) #الصين، وكاتب ومهتم بالتاريخ والنشاط الصحفي، وناشط في التيار الديمقراطي من أجل الاصلاح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.