موقع متخصص بالشؤون الصينية

تجربة المكتبة الرقمية الصينية لذوي الإعاقة البصرية CDLIVI

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
علا علاء الدين عبد الفتاح:

 

لقد بدأ الاهتمام بمجتمع المعاقين منذ عام 1980 عندما قامت مؤسسة الـ IFLA بتأسيس مكتبة للمكفوفين وضعاف البصر عام 1983, ومنذ ذلك الحين وبدأ العالم ينظر بداخله على مجتمع المعاقين ونسبتهم داخل البلاد للاهتمام بهم. فلقد قامت مكتبه الكونجرس الوطنية عام 1999 بتوفير الخدمات لذوى الاعاقة البصرية من خلال صفحه ويب تعمل بنظام برايل. وعام 2002 خططت مكتبة المجلس الكندي للمكفوفين مع شركة مايكروسوفت على أنشاء نظام متكامل لمكتبه رقمية , تكون البوابة الأولى للأطفال المكفوفين والذين يعانون من ضعف البصر. ومن بعدهم بدأت كلاً من كوريا ونيوزيلاندا وبلغاريا بأنشاء خدمات رقمية لخدمة ضعاف البصر باستخدام الكتب الرقمية.

أما الصين فلقد بدأت الاهتمام بمجتمع المعاقين بها عام 1990 حيث شكلت نسبتهم 6.34% من عدد سكان الصين, فبدأت الحكومة الصينية في صياغة سياسات مختلفة لتوفر لهم مستوى معيشياً وتعليمياً جيداً، وبدأ مجتمع المعلومات الصيني بعمل دراسات حول كيفية تقديم خدمات المعلومات للمعاقين، فقامت المكتبات العامة الصينية بتوفير غرف مخصصة للقراءة لذوى الاعاقة البصرية. ووفقاً للإحصاءات تبين أن هناك أكثر من 100 مكتبة عامة تتوافر بها هذه الخدمة، ولكن كل ما كان باستطاعة المكتبات توفيره هو الكتب المكتوبة بطريقة برايل، حيث كان يوجد افتقار في حجم الأوعية الرقمية، ومن هنا قررات المكتبات الصينية تغير نظرتها نحو مجتمع المعاقين وجعلت المستفيد يتعامل مع الآلة بدلاً من البشر لتلبية احتياجاته المعلوماتية. وفي 14 اكتوبر عام 2008 وبمناسبة اليوم العالمي الخامس والعشرين للمكفوفين قامت المكتبة الوطنية الصينية NLC بأطلاق موقع المكتبة الرقمية الصينية لذوي الإعاقة البصرية CDLVI, وشارك في تأسيسها مركز المعلومات، والاتحاد الصيني للمعوقين، ودار نشر برايل هاوس الصينية. وانطلق الموقع على شبكة الانترنت ليوفر المعلومات وتبادل المعرفة للمكفوفين وضعاف البصر.

وكانت البساطة والواقعية من أهم العوامل التي تم مراعاتها عند تصميم الموقع. حيث يحتوى الموقع على عشرة أعمدة هم:

  1. أخبار: يقدم آخر الأخبار المتعلق بالمكفوفين وضعاف البصر.
  2. كتب الكترونية: تضم الأوعية التي اختارتها المكتبة الوطنية الصينية NLC بما في ذلك مجموعات المكتبة الاصلية التي تم رقمتنها، والأوعية التي ولدت رقمية بحيث يمكن سمعها جميعاً عن طريق برنامج قارئ للشاشة Screen reading software.
  3. ملفات موسيقية: تضم ملفات mp3 مختارة من مجموعات المكتبة تقدم مجاناً.
  4. محاضرات أون لاين.
  5. إعلانات: تقدم أحدث الأحداث events المتعلقة بذوي الإعاقة البصرية.
  6. زيارة الموقع: به مواعيد فتح المكتبة وموقعها وقاعات المطالعة لذوى الاعاقة البصرية.
  7. القادمون الجدد: ينوه عن الكتب المنشورة حديثاً.
  8. مقدمة عن المؤسسات: تشمل الوظائف ومعلومات الاتصال بالمكتبة.
  9. وصلات سريعة تربط بمواقع مختلفة.
  • الانتقال داخل الموقع: يقدم تخطيطاً شاملاً للموقع ويوفر الراحة للمعاقين للاستفادة من الموارد على شبكة الانترنت.

ويقوم الموقع بمشاركة الأعضاء في اختيار الأوعية التي سوف تشتريها المكتبة، بحيث يمكن للموقع استيعاب مصالح الغالبية العظمى من المستفيدين. وعلاوة على ذلك يقوم القائمون على الموقع بزيارة كلية التربية الخاصة ومدارس المكفوفين في جميع أنحاء البلاد بشكل مستمر، وجمع خبرات المستخدمين والاقتراحات لموقع المكتبة للاستفادة منها وتنميتها.

ومع نهاية شهر ابريل 2010 وصل أجمالي اصدارات الكتب الإلكترونية 3200 كتاب، تغطى العديد من التخصصات في الأدب والتاريخ والعلوم الطبية والعسكرية، وغيرها  4899 قطعة موسيقية و 700 محاضرة.

وحتى وقتنا الحاضر جذب موقع المكتبة الرقمية الصينية لذوي الإعاقة البصرية بموارده المهنية ومزاياه التكنولوجية اهتمام الكثير من المكفوفين وضعيفي البصر وبلغ عدد الزائرين 37 مليون زائر من 131 دولة.

ويوفر الموقع قائمة بالمختصرات منطوقه للتسهيل على المستفيد. وينطبق على موقع المكتبة المعايير الدولية والوطنية ومحتوياته واضحه وبسيطة، نمط الخط والحجم واللون تتفق مع عادات المستخدمين حيث يمكن للمستخدم التحكم بحجم الخط. يستخدم الموقع الجداول بشكل منظم ويستخدم لغات الترميز وأوراق الأنماط ويمكن للمستخدمين التحكم في تغيير المحتويات. ويسمع الموقع لتعليقات القراء لأخذها في الاعتبار وتكوين أإفكار بناءة للمرحلة المقبلة. ويمكن لضعاف البصر والمكفوفين استخدام الموقع بعد تثبيت برنامج قارئ الشاشة وتسجيل الدخول للموقع، لاكتساب المعرفة من خلال المعلومات الصوتية. بالإضافة إلى أن المكتبة توفر الحماية القصوى لحقوق التأليف والنشر الرقمي.

وبناء على ما سبق تبين ان تجربة المكتبة الرقمية الصينية لذوى الإعاقة البصرية تجربة إنسانية تستحق الدراسة حيث ساهمت بشكل كبير في محو الأمية المعلوماتية لكونها مركزاً لنشر المعلومات الرقمية واكتساب المعرفة لدى فئة محددة من المستخدمين.

للمزيد من المعلومات يمكن زياره موقع المكتبة:   http://www.cdlvi.cn/index/node_149889.htm

عن الكاتبة:

باحثه مصرية حاصلة علي ليسانس الآداب جامعه عين شمس قسم المكتبات والمعلومات عام 2011، حاصلة علي ماجستير في موضوع صناعة المعلومات: دراسة مقارنة بين مصر والصين من جامعة حلوان عام 2017،حاليا باحث متفرغ في موضوع صناعة المعلومات في الصين آمله في تكملة الدراسة والحصول علي الدكتوراه من الصين. وعضو ناشط في الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب أصدقاء  (وحلفاء) الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.