موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: الصين واوربا تبحران فى مركب واحد وسط عواصف اقتصادية عالمية عنيفة

0


صحيفة الشعب الصينية:
بينما تواجه الصين واوربا عالما تكتنفه عواصف اقتصادية عنيفة فى بعض المناطق , يجدر بهما التمسك بروح الابحار فى نفس المركب والقبول بالاختلاف وتعزيز روابطهما باعتبارهما لاعبين مهمين فى ضمان الاستقرار والرخاء فى العالم .

وصل الرئيس الصينى هو جين تاو الى فيينا يوم الاحد لبدء زيارة دولة تستغرق اربعة ايام الى النمسا وسط اوربا . وسيحضر هو القمة السادسة لمجموعة ال20 التى ستعقد فى مدينة كان بجنوب فرنسا يومى 3 و4 نوفمبر.

وهذه اول زيارة يقوم بها رئيس صينى الى النمسا خلال 12 عاما. وخلال الزيارة، سيوقع الجانبان 7 اتفاقيات اطارية بين الحكومتين تغطي الاقتصاد والتجارة وحماية البيئة والحفاظ على المياه والتعليم والثقافة.

ان هذه الزيارة تؤكد الاهمية التى توليها الصين لعلاقاتها ليس بالنمسا فحسب، لكن القارة الاوربية برمتها ،التى يزورها الزعماء الصينيون بشكل متكرر.

وفى مواجهة عالم تعتريه التقلبات, فان الصين واوربا , باعتبارهما قوتين من العيار الثقيل على الساحة الدولية ,لديهما كل الاسباب لتعزيز التفاهم المتبادل والتنسيق والتعاون فى قضايا رئيسية شتى , نظرا لخطورة الاضطرابات الكبرى واعمال العنف فى قريتنا العالمية على المصالح الجوهرية لاوربا والصين .

واذا جاز تشبيه العالم بسفينة عملاقة , فانه لا يمكن لاحد ان ينفذ بجلده سالما اذا “انقلبت” هذه السفينة جراء هذه العواصف الاقتصادية الشديدة.

وقد شدت ازمة الديون السيادية الاوربية ،متفوقة على الامراض المالية والاقتصادية المزمنة التى تعانى منها الولايات المتحدة, معظم الاضواء اليها.

ولا شك ان خطة الانقاذ التى وافق عليها قادة منطقة اليورو يوم الخميس ستزود الدول الاوربية المثقلة بالديون بذخيرة طال انتظارها فى حربها ضد ازمة الدين بقوة.

ويقول القادة الاوربيون انهم يرحبون بأية استتثمارات فى ديونهم السيادية من قبل دول اخرى من ضمنها الاقتصادات الناشئة.

وقد حافظت الصين , بصفتها ثانى اكبر اقتصاد فى العالم وقوة اقتصادية ناشئة ايضا ,على علاقات تجارية وثيقة جدا بالاتحاد الاوربى , اذا انه يعد اكبر شريك تجارى للصين, والصين تعد ثانى اكبر شريك تجارى له , كما ان استقرار الاقتصاد الاوربى يصب فى مصلحة الصين.

وقالت الحكومة الصينية مرارا ايضا ان الصين, كمستثمر منذ زمن طويل فى الديون السيادية الاوربية , ستواصل دعمها لاوربا ومنطقة اليورو.

وهذا من شأنه ان يخلق وضعا متبادل النفع للجانبين, اذا ان هذا لن يعطى قوة النيران للدول الاوربية لمحاربة ازمة الديون فحسب , وانما سينوع من احتياطات الصين من النقد الاجنبى وتحسين سلامتة هذه الاحتياطات ايضا.

ان هذا الرد الايجابى الصينى من شأنه ايضا ان يقلل من اعتمادية العالم على الدولار الامريكى كعملة احتياط عالمية رئيسية ويسهل فى الوقت نفسه عملية التحول نحو نظام احتياط متعدد الاقطاب .

وفى الواقع تقدم قمة مجموعة العشرين المقبلة فرصة جديدة ومواتية للصين واوربا لتبادل الاراء بعمق وتعزيز تعاونهما بفاعلية ، ولا سيما فى المجالات الاقتصادية.

ويجدر بالجانبين انتهاز هذه الفرصة للعمل والانجاز بروح الشراكة الجيدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.