موقع متخصص بالشؤون الصينية

المرأة في شينجيانغ الصينية وحقوقها الواسعة

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
يلينا نيدوغينا*:

شخصياً، تابعتُ الحملة الشرسة وغير العادلة التي تشنّها منذ فترة بعض الأبواق العالمية المعادية للصين، مجانبة الحقيقة والواقع، ولاحظتُ أنها تتحدث بصوت واحد، ولغة واحدة تكاد تكون نسخاً مكررة مملة عن بعضها البعض، ذلك أنها تنفخ في بوق واحد أحد ضد الصين، وتعلو في وقت واحد، وتخمد في آخر، وتتناول قضايا معينة في زمن واحد!!!

وكما يتبّدى للعيان، فإن (المايسترو) الذي يقود هذه السيمفونية هو واحد، ويبدو أنه يتزعّم كل هذه الاصوات ذات اللغة الواحدة واللهجة الواحدة أيضاً، ويتضح أن وراء الأكمة في كل ذلك ما وراءها!

والملاحظ لي أيضاً، أن الغالبية الساحقة من الكتّاب والاعلاميين والجهات التي تنشر ضد الصين، لم تزر الصين أبداً، ولم تبحث قبلاً في الشؤون الصينية، ولم يسبق لها أن دعت وفداً صينياً مثلاً للحديث عن واقع صيني ما، وها هي اليوم تقوم، فجأة، بتوجيه هجماتها على الصين، دون أن تسعى لزيارة الصين وتلك الأماكن التي تهاجمها.. فالاعلامي المستقيم، والكاتب الذي يبحث عن الحقيقة، ووسائل الإعلام التي تريد نيل مصداقية القراء، لا يمكن أن تنال كل ذلك بدون التزامها بآليات إعلامية مهنية معروفة لدينا، والتمسّك بالموضوعية التي هي أُس النجاج جماهيرياً وإقليمياً وعالمياً.

تتمتع المرأة الصينية بامتيازات كبرى لا تتمتع بها النساء في معظم دول العالم، فالاشتراكية الصينية، سواء اتفقنا معها أم لم نتفق، توفّر الأرضية المناسبة لراحة المرأة وممارسة دورها الأُمومي والاجتماعي والعائلي على أفضل وجه، وفي هذا توجّه الدولة الصينية جهودها نحو خدمة نصف المجتمع الصيني، (النسائي)، لأجل إعطاء المَثل والقدوة الصينية للعالم، بأن الصين المعاصرة هي النموذج الاول للعناية بالجنس البشري، وخاصة بشقه اللطيف والناعم.

تعاني المرأة في العديد من دول العالم من اضطهاد مزدوج، من المجتمع الطبقي ومن جانب الرجل. فحقوق كثيرة للمرأة مهضومة ولم تنلها في عشرات البلدان، لكن في الصين ها هي تنالها بسهولة لكونها حق قانوني ودستوري لها، بغض النظر عن دينها وقوميتها ووضعها الاجتماعي.

في الصين التي زرتها مرات كثيرة، تتزعم المرآة “المجتمع الرجالي” وتتزعم الوفود التي كنت أنا ضمنها.. وهي قائدة في الدولة والحزب الحاكم، فاعلة ومنتجة اجتماعياً، معلمة وبائعة، عالِمة وموظفة دبلوماسية وحكومية، الخ، وهو وضع ينطبق على النساء في كل أنحاء الصين غير الاسلامية، والمناطق الاسلامية أيضاً، وتلك التي سكانها من البوذيين أو المسيحيين، ومن القوميات الكبيرة العدد أو الضئيلة الحجم.

في مقالها الشجاع والمُعنون “الحياة الحقيقية للمسلمين في شينجيانغ”،  أود لفت انتباه القراء إلى موقف الكويت الشقيقة وجريدة الأنباء الكويتية المُعلن بكل موضوعية: “دائما ما يكون هناك أشخاص يخفون وراءهم أغراضاً أخرى، حيث يقومون بنشر إدّعاءات زائفة، مثلاً: «لا يتمتع المسلمون الصينيون بحرية الاعتقاد الديني»؛ و«تمنع الحكومة الصينية المسلمين في شينجيانغ من حرية العبادة» وإلخ، والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بعض المقالات والفيديوهات التي لا مصداقية ولا صحة لمضموناتها، في محاولة لتشويه صورة سياسات الصين القومية والدينية.

وتستطرد الصحيفة الكويتية الواقعية قائلة، “لكن الحقيقة أقوى من الجدال والسفسطة، فحماية الحكومة الصينية لحرية الاعتقاد الديني لمسلمي شينجيانغ وغيرهم من أبناء الشعب الصيني بمختلف قومياتهم، حقيقة لا خلاف عليها” (1).

من ناحية أخرى، وفي مواجهة الأبواق المُغرضة، من الضروري هنا لفت انتباه القراء إلى موقف المملكة العربية السعودية الداعم للواقع الصيني في مواجهة الحرب الظالمة التي تشن ضد الدولة والشعب الصينيين، والتأكيد على المراجع السعودية في هذا المجال الإسلامي – المدني.

وفي هذا الصدد، يُشير موقع (DW) – دويتشه فيلله الالماني، إلى أن “السعودية دافعت عن توقيعها و36 بلداً آخر خطاباً يدعم سياسات الصين في منطقة “شينجيانغ”، وبذلك التزمت السعودية بعرض الحقيقة.. فالرياض لديها مشاريع استثمارية مهمة ومنها إسلامية في الصين، وهي بالتالي تعرف الواقع الصيني زدقائقه جيداً، وكيفية التعامل معه، ولا يمكن لها الانجرار وراء آخرين في الحرب التحريفية الجارية على الصين.

ففي تصريح للسفير السعودي لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، قال إن السعودية تدعم السياسات التنموية للصين التي انتشلت الناس من الفقر. وفي خطاب وقّعت السعودية وروسيا و35 دولة أخرى عليه، أشاد “بإنجازات الصين الملحوظة في مجال حقوق الإنسان”، ويستطرد الخطاب الذي وقعت عليه السعودية، “أن الأمن عاد إلى شينجيانغ، وأن الحقوق الأساسية للناس هناك من كافة العرقيات مصونة.. وزاد الخطاب: “في مواجهة التحدي الخطير المتمثل في الإرهاب والتطرف، اتخذت الصين سلسلة إجراءات للتصدي للإرهاب والقضاء على التطرف في شينجيانغ، بما في ذلك إقامة مراكز للتدريب والتأهيل المهني (2).

هذه التصريحات السعودية والكويتية تشمل جميع أبناء الشعب الصيني بصور إيجابية وواقعية، وبالتالي تغدو مرجعاً محايداً باللغة العربية لما يجري في الصين وفي مناطقها الإسلامية.

في هذه المراجع العربية وغيرها الكثير، نتأكد بأن هنالك أصواتاً عربية موضوعية تعالج بواقعية ما يمت للصين وغيرها بصلة، في مواجهة أصوات بعيدة عن الحقائق والوقائع.. ففي هذا العالم يوجد مَن يسعى للنيل من الصين لأهداف بغيضة وتدميرية تديرها جهات تقبع في الظلام، وهنالك مقابلها جهات ترى الحقائق بمنظارها الواقعي كما هي، ونأمل ان تغدو هذه المناظير الاخيرة في متناول الجميع، لتعلو قيمة الحقيقة في كل مكان وزمان.

ـ #يلينا_ياروسلافوفنا_نيدوغينا: إعلامية وكاتبة في جريدة “الدستور” اليومية الاردنية، ورئيسة تحرير “ملحق الرؤية #الروسية” في صحيفة “ذا ستار” الاردنية، وعضو أتحادي مؤسس، ومستشارة الرئيس ورئيسة الفرع الاردني في الهيئة الإدارية العربية والمجلس القيادي التنفيذي للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.

ـ مصادر:

1/جريدة الأنباء الكويتية: 27/مايو/2019.

https://newsar.cgtn.com/n/BfIcA-BEA-HIA/BbBCEA/p.html

2/https://www.dw.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D9%81%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86/a-49646821

   

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.