موقع متخصص بالشؤون الصينية

فيروس كورونا الذي ما زاد ووهان إلا جمالا وقوة

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
محمد زريق*:

نوعٌ جديد ومتطور من سلالة فيروس كرورنا الجديد يضرب الصين، وقد أطلق الكثيرون على هذا المرض إسم فيروس كورونا ووهان، بما أنه يتركّز في مدينة ووهان عاصمة مقاطعة خوبي (Hubei) وسط الصين. وتُرجّح المصادر الطبية الصينية أنَّ مكان انتشار هذا الفيروس هو من سوق “هوانان” وبالتحديد من المأكولات البحرية التي يتم بيعها هناك. يمكن توصيف هذا المرض بأنه يؤدي إلى ضيق في التنفس والحمى والسعال الجاف، كذلك الإنخفاض في عدد الخلايا البيضاء.

سوق هوانان هو من أبرز معالم مدينة ووهان، ومن المعروف أنَّ هذا المكان هو مكتظ بالزائرين على مدار السنة، منهم التجار والمتسوقون والسياح والطلاب. مدينة ووهان (وسط الصين) هي واحدة من أهم المدن الصينية التي تحتوي على أبرز شركات التصنيع العالمية وأعرق الجامعات الصينية مثل جامعة ووهان. وباتت ووهان مقصداً للسياح من كافة أنحاء العالم بسبب مناخها الجميل وطبيعتها الرائعة وتاريخها الحضاري العريق، بالإضافة إلى الطبيعة البشرية المميزة والمُحِبة للغرباء التي يتميز بها أهل هذه المدينة، ويُقدَّر عدد سكان مدينة ووهان بحوالي أحد عشر مليون نسمة.

تتخذ السلطات الصينية بالتعاون مع الأجهزة الطبية المختصة التدابير اللازمة من أجل القضاء على المرض، فقد تمَّ الإعلان عن حظر التجول البارحة في مدينة ووهان وتمَّ إيقاف العمل بوسائل المواصلات، وكان هناك ورشة عمل طبية ميدانية في كافة أنحاء مدينة ووهان متزامنة مع الإعلان عن حظر التجول. ووهان اليوم في حالة تأهب قصوى والطاقم الطبي على استعداد لمواجهة أقصى الظروف التي يمكن أن تواجهها البلاد، هذه الحالة ليست فقط داخل ووهان إنما في العديد من المدن الصينية المهمة مثل بكين وجيجيانغ وغوانجو حيث تم اكتشاف حالات إصابة بهذا الفيروس.

وعدت الدولة الصينية بمكافحة هذا الفيروس الجديد حتى القضاء عليه وبأقصى سرعة، وأنا على ثقة تامة بقدرات الدولة الصينية وبوعودها التي لا تخيب. خصوصاً أنَّ الصين تتميز بنوعية الاستشفاء العالية الجودة والمراكز العلمية الطبية التي لها صلات مع الكثير من المراكز الطبية المهمة. الصين اليوم لا تعاني، إنما تمّر بمرحلة إختبار صعب وستكون أقوى بكثير من السابق بعد اجتيازه.

انتقل هذا الفيروس إلى العديد من البلدان مثل تايلاند وسنغافورة واليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام والولايات المتحدة، ومن المرجّح أنَّ انتشار هذا الفيروس بتلك الدول هو بفعل النقل الجوي. وتتابع منظمة الصحة العالمية الوضع في الصين عن كثب ولم تتخذ القرار بإعطاء صفة وباء على هذا المرض. الأهم هو أنه على جميع المقيمين في الصين، وفي مدينة ووهان بشكل خاص، توخي الحذر والتقليل من الخروجات وعدم الاختلاط مع الآخرين بشكل كبير، كما أنه من المهم التشديد على النظافة الشخصية والبيتية من خلال غسل اليدين بشكل متكرر وتهوية الغرف وتنظيف مكان السكن، ومن الضروري استخدام الكمّامة عند الخروج إلى الأماكن العامة، وعلى كل شخص يسكن في مكان انتشار الفيروس قياس درجة حرارة الجسم بشكل يومي والإكثار من الفيتامينات مثل فيتامين C.

ووهان هي مدينتي ومكان إقامتي ودراستي، كم كنتُ أتمنى لو يقترن إسم هذه المدينة بصفة إيجابية وليس باسم مرض، إلا أنه قريباً سوف تعود ووهان مركزاً لاستقطاب السياح والطلاب والمحبين للطبيعة، ووهان الجميلة سوف تبقى دائماً الأجمل بعيوننا. بالرغم من المرض الذي أصابها هي الأقوى والعصيّة على الموت والانكسار لأنَّ هذه المدينة لا يليق بها سوى الحياة والفرح.

هذه هي رسالتي إلى رفاقي في مدينة ووهان: أن يتحلوا بالصبر وأن يواجهوا هذه المصيبة بمعنويات عالية وروح فيها الكثير من القوة والشجاعة. وكونوا على ثقة أنه قريباً جداً سوف تنتهي هذه المشكلة ويتم القضاء على هذا الفيروس، إنها مسألة وقت، والأيام كفيلة بإعادة كل شيء إلى ما كان عليه وأجمل مما كان. 加油,武汉

 

*مرشح للدكتوراه في Central China Normal University وعضو اتحاد الكتّاب والصحفيين أصدقاء وحلفاء الصين، مهتم في سياسة الصين الخارجية تجاه المنطقة العربية مع تركيز خاص على مبادرة الحزام والطريق، لديه العديد من الكتابات والمنشورات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.