موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين وصندوق النقد الدولي في خيبة أمل متبادلة

0


موقع صوت روسيا الالكتروني:
يصطدم صندوق النقد الدولي والصين  بخيبة أمل من بعضها البعض. ولكن اكثر من تأثّر هو الاتحاد الأوروبي ،  الذي  توقع ان تحصل رئيسة صندوق النقد الدولي  كريستين لاغارد  في بكين على مساعدة محددة لانقاذ اوروبا من أزمة الديون.
تزور  كريستين لاغارد ، للمرة الاولى بكين  (10-11 نوفمبر) بصفتها رئيسة  الصندوق وفي الوقت نفسه ، يمكن أن تسمى زيارتها التمهيدية  هذه بانها زيارة عَرضية، ولا سيما ان الرئيس الصيني  هو جين تاو لم يعتمد هذه الزيارة  حيث غادر بكين في ذلك اليوم متوجها الى القمة غير الرسمية لمنظمة التعاون الاقتصادي لبلدان اسيا والمحيط الهادئ في هونولولو.
جاءت هذه الزيارة لرئيسة  صندوق النقد الدولي الى بكين على اساس ان الصين مستعدة حقا لتقديم المساعدة الى اوروبا من خلال صندوق النقد الدولي للخروج من أزمة الديون. وقد تم انتظار نتائج هذه الزيارة ليس فقط في بروكسل، ولكن أيضا في صندوق النقد الدولي.
اقتصر نائب الرئيس الصيني  شى جين بينغ ورئيس مجلس الدولة ون جيا باو في لقاءاتهم مع كريستين لاغارد يوم الخميس بالإدلاء ببيانات عامة عن دعم الجهود التي يبذلها صندوق النقد الدولي وأكدا مع ذلك  ان الصين مستعدة للمشاركة في إصلاح الصندوق ، لجعله أكثر استجابة للأزمات في أجزاء مختلفة من العالم. لكن لم تكن هناك نية لتقديم مساهمة إضافية لصندوق النقد الدولي. سبق أن لمّحت الصين الى امكانية اتخاذ هكذا خطوة تجاه صندوق النقد الدولي، على أمل أن تعيد النظر بحصتها في صندوق النقد الدولي. وهذا يعني أن يكون لها صوت مؤثر في صنع القرار. ولكن وفقا للإجراءات الحالية ، لا يجوز للصندوق ان يعيد النظر في الحصص إلا بعد أربع سنوات او من خلال اتخاذ قرارا خاصا. لكن من غير المرجح أن يتم ذلك  ، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة لديها الثلث المُعطِل من الأصوات في صندوق النقد الدولي لذلك ستعمل الولايات المتحدة المستحيل من اجل ان لا تقطف الصين اي ثمرة من صندوق النقد الدولي .

من ناحية اخرى لم تعد كريستين لاغارد الصين بتحقيق ما تسعى الصين اليه بجدية  مثل  زيادة دور البلدان ذات الأسواق الناشئة في صندوق النقد الدولي

يزداد اليوم دور عملة “اليوان” الصينية  فى المدفوعات الدولية كما و يتم تحديد مسألة إدراجها في سلة العملات على الاسس التي تتحدد فيها كل حقوق السحب  الخاصة من صندوق النقد الدولي. بالمناسبة لم تثير كريستين  لاغارد هذه المسالة  . اليكم ما قاله بهذا الصدد الخبير في معهد الأسواق المالية  ايغور كوستيكوف:
ومن أجل تحقيق هذه الميزة لعملة اليوان ، سوف تضطر الصين إلى اتباع طريق لبرلة عملتها اي (تحريرها) . وليس من الواضح ما إذا كان هذا ضروريا للصين، ولا سيما انه قد يؤدي ذلك  الى انخفاض حاد في القدرة التنافسية للمنتجات الصينية في الأسواق العالمية.

وأيا كان الامر فقد ذكرت ، رئيسة صندوق النقد الدولي الصين  انها  تنتظر  حرية اكثر لتداول اليوان الصيني  في السوق العالمية. وفي تأكيدها  الى ان هذا هو مطلب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في المقام الاول فقد اعترفت – ولو كمحاولة لتلطيف خيبة الامل المتبادلة-   بأن النمو السريع للاقتصاد الصينى يلعب دورا لا غنى عنه في تحقيق الاستقرار العالمي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.