موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: المبادرات الصينية تضفي ثقة كبيرة وقوة دافعة على معركة العالم ضد وباء كوفيد 19

0

قناة سي جي تي أن:

إن أكثر ما يحتاجه المجتمع الدولي في الوقت الحالي هو الثقة الحازمة، والجهود المتضافرة، والعمل المشترك، وتعزيز التعاون الدولي بشكل شامل، وحشد قوة جبارة، والعمل معا لكسب المعركة ضد هذا الوباء الخطير.

هكذا قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، في كلمته خلال قمة قادة مجموعة العشرين الافتراضية، التي عقدت ليلة الخميس (26 مارس)، لبحث سبل مواجهة فيروس كورونا الجديد بصورة مشتركة واستقرار الاقتصاد العالمي.

واستعرض الرئيس شي خبرات الصين وإنجازاتها في مواجهة الوباء، وأعرب عن شكر بلاده للمجتمع الدولي على الدعم والمساندة المقدمين لها، وطرح العديد من الدعوات والمبادرات بشأن تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الفيروس واستقرار الاقتصاد العالمي.

إن التاريخ لا يتكرر، ولكن الأحداث تتشابه في كثير من الأحيان، ففي عام 2008 اجتاحت العالم كله أزمة مالية، واجتمع قادة مجموعة العشرين في واشنطن، وتوصلوا إلى توافق في الآراء لوقف انتشار الأزمة المالية وتوسعها، وفي ذلك العام، تبنت الصين سلسلة من السياسات التحفيزية لتصبح القاطرة التي أخرجت الاقتصاد العالمي منمأزقه…

وقد بدأت دول مجموعة الـ20، مرة أخرى، بعد 12 عاماً، تفعيل آلية الاستجابة للطوارئ بمواجهة الوباء المتفشي، حيث يتطلع المجتمع الدولي إلى أن تقود الصين العالم لإخراجه من هذه الأزمة الصحية العامة.

وبصفتها دولة عانت من صدمة الوباء وسيطرت عليه في وقت مبكر، بذلت الصين تضحيات كبيرة في مكافحته، وقدمت خبراتها للدول المختلفة أيضا، وخلال هذه القمة الخاصة طرح شي جين بينغ أربع مبادرات، تشمل تعزيز أعمال للوقاية من الالتهاب والسيطرة عليه، وتطبيق دولية مشتركة، ودعم أداء المنظمات الدولية دورها بصورة إيجابية، وتعزيز تنسيق السياسات الاقتصادية الكلية العالمية.

وقد لوحظ أن المبادرات الأربع حملت رسائل واضحة بشأن التضامن والتعاون والتنسيق، وهي تطبيق تفصيلي لتشكيل مفهوم مجتمع المصير المشترك للبشرية.

إنّ المبادرات والسياسات، التي طرحها الرئيس الصيني في كلمته بالقمة، مفيدة وسهلة التنفيذ، وعلى سبيل المثال الدعوة إلى عقد اجتماع لوزراء الصحة بالمجموعة في أسرع وقت ممكن لبناء شبكة وقاية مشتركة أقوى تساعد على بلورة تضامن للانتصار في المعركة ضد وباء كورونا المستجد، واقتراح تعزيز تشاطر المعلومات، والتعاون في تطوير الأدوية واللقاحات، ومساعدة الدول النامية على رفع قدراتها على المواجهة، ودعم المنظمات الدولية، وتعزيز التواصل وتنسيق السياسات والتحركات بين مختلف الدول، وتضافر الجهود لمنع تفشي الوباء بشكل فعال.

وثمة جانب آخر مُلح في معركة مكافحة الوباء يتمثل في الصدمات الاقتصادية المتوقعة، وقد حذرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا من الانكماش الاقتصادي المحتمل الناجم عن الوباء، الذي يعد أشد من الأزمة المالية عام 2008.

وقد دعا الرئيس الصيني في القمة دول العالم إلى اتخاذ إجراءات مشتركة، وتخفيض الرسوم الجمركية، وإزالة الحواجز، وتسهيل التجارة والحفاظ على سلاسل الصناعة والإمداد العالمية، وتجنب تراجع الاقتصاد العالمي، مؤكداً في الوقت نفسه أنّ الصين ستتمسك بثبات بالإصلاح والانفتاح، وتخفيف القيود على دخول الأسواق، وتحسين البيئة التجارية بشكل مستمر، وتوسيع الاستيراد والاستثمارات في الخارج، وهو التزام مهم من الصين لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي، كمايبرز دورها كدولة كبيرة مسؤولة، وعلى الرغم من أن الوباء شر، فقد أثبتت التجربة الصينية في مكافحته إمكانية كبحه من خلال السياسات المناسبة والإجراءات الفعالة والتضامن.

يشار إلى أن البيان الصادر عن هذه القمة ينص على أنه يجب على جميع الأطراف ألا تدخر جهداً للقيام بعدد من التدابير، التي تشمل حماية الحياة، واستعادة الثقة، واستئناف تحقيق نمو أقوى، وتقليل التدخل في التجارة وسلاسل التوريد العالمية، وتقديم المساعدة للبلدان الأكثر احتياجاً، وتنسيق إجراءات الصحة العامة والتدابير المالية، ويمكن أن نلاحظ أن مبادرة الصين انعكست بالكامل في هذا البيان.

إن الفيروس هو العدو المشترك للبشرية، ولا يمكن لأي بلد أن يواجهه بمفرده، والمجتمع الدولي بحاجة إلى الوحدة والتعاون أكثر من أي وقت مضى، وكما أشارت العديد من الشخصيات حول العالم، فإن رؤية الصين عن مجتمع المصير المشترك للبشرية أكثر واقعية وإلحاحاً من أي وقت مضى.

وبوصفها ممثلاً للاقتصادات العالمية المتقدمة وبلدان الأسواق الناشئة، يجب على دول مجموعة العشرين أن تظهر قوة القيادة والتصميم في هذه اللحظة، وتضع التوافقات المشتركة التي توصلت إليها القمة موضع التنفيذ، وتقود المجتمع الدولي إلى اغتنام هذه الفرصة للتعاون الفعال في الوقاية من الوباء ومكافحته، والمساهمة في الانتصار المبكر عليه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.