موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: الهدف الحقيقي من سعي الولايات المتحدة لقطع العلاقات الاقتصادية الصينية – الإيرانية

0


صحيفة الشعب الصينية:
نشرت مجلة “السياسة الخارجية” الأمريكية في عددها الأخير مقالا جاء فيه أن السياسة الصينية اتجاه إيران تقلق الولايات المتحدة، وأن الدبلوماسية الأمريكية عملت طوال الثلاثين عاما لجعل الصين شريكا للقضاء على البرنامج النووي الإيراني.

وذكر المقال،أن الضغوطات المستمرة على الإرادات والتكنولوجيا والموارد الأخرى هي من أجل الحد من نمو التبادل الاقتصادي الصيني ـ الإيراني. كما يظن المقال أن الصين تتخذ الولايات المتحدة عدوها الأول في الشرق الأوسط والمناطق الأخرى.

في هذا الصدد، نشرت صحيفة ” أخبار عالمية اليوم ” الصينية مؤخرا مقالا لدحض ما سبق ذكره في مجلة “السياسة الخارجية” الأمريكية. وجاء في المقال، أن للولايات المتحدة إستراتيجية مستقبلية اتجاه الصين وإيران، وهذا يشعل فتيل النار، حيث أن محاولاتها في توقيف العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وإيران لها اعتبارات إستراتيجية حقيقية.

وأضاف المقال، إذا كان التفكير الأمريكي في طلب وقف العلاقات الاقتصادية بين الصين وإيران هو من باب الاملاءات أو الفرض على الصين ما يجب فعله وعدم فعله في المجتمع الدولي فإنها بالتأكيد لن تحقق أي نتائج.

إن الاتصال بين الصين وإيران لم يخرج عن إطار احتياجات التعاون الثنائي بين البلدين. حيث أن السلع والمنتجات الصناعية وغيرها من المنتجات الصينية موجودة في الأسواق الإيرانية، في حين أن إيران هي المصدر الرئيسي والمهم للنفط الخام ومنتجات الطاقة للصين.

علاوة على ذلك، فإن التبادلات الاقتصادية الصينيةـ الإيرانية تقوم وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والمسموح بها، وإن هذه التبادلات هي تجارة عادية وغير حكومية، لا تنطوي على أي تكنولوجيا نووية ومشاريع ذات الصلة.

ويعتقد المقال، أن محاولة الولايات المتحدة في وقف العلاقات الاقتصادية الصينية ـ الإيرانية لديها اعتبارات إستراتيجية. حيث أن الصين بلد مقتصر على النفط، مما يتطلب الكثير من واردات النفط الخام، وإيران هي مزود مهم. وإذا تم وقف التبادل الاقتصادي بين الصين وإيران فإن الاقتصاد الصيني حتما سيتأثر بشكل كبير،وسوف يزيد تكاليف تشغيل الاقتصاد الصيني بشكل كبير.

كما سوف يكون هذا ضربة كبيرة لجهود الصين المبذولة حاليا للحد من التضخم. وإن الطلب الأمريكي التعسفي بوقف العلاقات الاقتصادية بين الصين وإيران غير معقول، وغير منطقي، حيث أن هناك أسباب تلقي بضلال الشك، وأن وراء هذا الطلب التعسفي ليس التركيز على منع إيران من تطوير الأسلحة النووية، بل له هدف عميق أخر.

وختم المقال بمقولة صينية قديمة قائلة:” لا تفرض الذي لا تريده على الآخرين “،وإن الولايات المتحدة لا تسمع ما تطلبه الصين و بلدان أخرى، كما ترى أن القيود التي تفرضها على سلوك العلاقات الخارجية، بما في ذلك الانتهاكات الواضحة في سيادة البلدان أخرى معقول وعقلاني .مثل استقبال الدالاي لاما، مبيعات الأسلحة إلى تايوان،وهلم ما جرا، وهذه الأعمال تعرض بوضوح إستراتيجية خبيثة ضد الصين.

وفي هذا الصدد، أعربت الصين مرارا وتكرارا عن معارضتها للمطالب الأمريكية، لكن هذه الأخيرة مستمرة في طريقها. وإذا كانت الولايات المتحدة تتجاهل المصالح المشروعة في البلدان الأخرى، فهل لديها الحق أن تطلب من الصين عدم تنمية العلاقات القانونية العادية مع بلدان أخرى؟.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.