موقع متخصص بالشؤون الصينية

إتصال بايدن بشي يقدم فرصة لفهم العلاقات الصينية الأمريكية

0

صحيفة غلوبال تايمز الصينية ـ افتتاحية الصحيفة ـ 11-2-2021
تعريب خاص بـ “موقع الصين بعيون عربية” ـ تعريب نجاح ريا:

تحدث الرئيس الصيني شي جين بينغ مع الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر الهاتف صباح الخميس بتوقيت بكين. كانت هذه المحادثة الهاتفية الأكثر ترقباً منذ أن تولى بايدن منصبه في العشرين من كانون الثاني/ يناير، وقد اعتبرت المحور الاستراتيجي لدبلوماسية المكالمات الهاتفية لبايدن بعد توليه منصبه.
لم يكشف كلا الجانبين عن طول المحادثة، وقد أصدرت الصين معلومات أكثر عن المحادثة مما فعلت الولايات المتحدة حيث كان بيان البيت الأبيض موجزاً نسبياً وانتقائياً. باختصار، كانت تصريحات كلا الجانبين ضمن التوقعات، بينما كانت النقطة الأكثر دلالةً في المحادثة الهاتفية هي توقيتها، حيث تمت عشية رأس السنة الصينية الجديدة.
كما جاء في بدء بيان البيت الأبيض أن بايدن شارك تحياته وتمنياته الطيبة للشعب الصيني بمناسبة العام القمري الجديد. تم تفسير ذلك على نطاق واسع على أنه لفتة أظهر فيها بايدن احترامه للرئيس شي والصين، ويبدو أنه كان يستخدم هذه النية الحسنة لتحقيق التوازن بين الرسائل القاسية التي أرسلتها الإدارة الأمريكية الجديدة في الأيام الأخيرة والتفسيرات المختلفة لتلك الرسائل.
كان بين شي وبايدن اتصالات كثيرة في الماضي، فهم على دراية ببعضهم البعض. والاتصال الهاتفي هذا ما هو إلا استمرار للعلاقة الشخصية بين الزعيمين، والتي تلعب دوراً هاماً في التبادلات بين القوى الكبرى، والتي لا يمكن استبدال أهميتها في زيادة الثقة المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة في ظل الوضع الحالي.
ويبدو أن هذا الاتصال الهاتفي يثير المزيد من التوقعات بأن الصين والولايات المتحدة سيكون لديهما قنوات اتصال أكثر مما كانت عليه في عهد ترامب.لا شك بوجود بعض الاختلافات الاستراتيجية بين الصين والولايات المتحدة، وقد أدت فترة ولاية دونالد ترامب التي استمرت أربع سنوات إلى تضخيم وتكثيف هذه الخلافات. الآن، تقف إدارة بايدن على مفترق طرق فيما يتعلق بكيفية إعادة إدارة تلك الاختلافات والتحكم بها. وكان بايدن قد علق سابقاً أنه لا ضرورة للصراع بين الدولتين، إلا أن المنافسة ستكون شديدة”.
جرت المحادثة الهاتفية بين الزعيمين عشية رأس السنة الصينية الجديدة بدءًا من تبادل بايدن وشي التحيات بعيد الربيع، التي أثبتت مرة أخرى أن موقف بايدن الأساسي هو أن الولايات المتحدة سيكون لديها منافسة شديدة مع الصين، لكنها لن تسمح للمنافسة بالتحول إلى صراع، وهذا هو موقف بايدن الأساسي.
هناك اتجاه واضح بأن العلاقات الصينية الأمريكية أصبحت معقدة بشكل متزايد. وقد تم تشكيل فريق عمل جديد من البنتاجون يوم الأربعاء لمراجعة سياسة الدفاع الأمريكية والإجراءات المتخذة تجاه الصين، وهذا ترتيب مؤسساتي غير مسبوق للجيش الأمريكي سيكون له تأثير على السياسة الأمريكية الشاملة تجاه الصين.
ومع تزايد الخلاف بين الصين والولايات المتحدة، يعتقد بعض من نخبة المجتمع الأميركي أنه كلما كانت الولايات المتحدة أكثر صرامة ضد الصين، كان ذلك أفضل. إلا أن إستمرار هذا التوجه سوف يجلب مخاطر استراتيجية لا تستطيع الولايات المتحدة تحملها. لذلك سيتعين على إدارة بايدن النقاش مع الصين حول كيفية إدارة علاقات الصين والولايات المتحدة بجدية.
والأهم من ذلك هو كيفية النظر إلى العلاقة بين البلدين بين الاحتكاكات والتعاون، وما إذا كانت اليد العليا تعود للعقلانية الاستراتيجية لكلا الجانبين. هذا العامل سيكون حاسماً لمستقبل العلاقات الصينية الأمريكية.
في النهاية، سيكون الوضع المربح للجانبين بين الصين والولايات المتحدة بمثابة انتصار للحضارة الإنسانية الحديثة والحكمة. أما إذا انتهى الأمر بالبلدين إلى صراعات خطيرة، فستكون هذه مأساة للإنسانية. في هذه المناسبة المميزة، أظهر كبار قادة البلدين بادرة حسن نية لتعزيز التفاهم المتبادل والسيطرة على الخلافات. نأمل أن يحذو المجتمعان حذو قائديهما. وللرأي العام العالمي أيضًا دور مهم في دعم الرسائل الإيجابية المنقولة في المكالمة الهاتفية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.