الولايات المتحدة في مواجهة الخيار الأعظم

صحيفة تشاينا ديلي الصينية ـ افتتاحية الصحيفة 18-2-2021 ـ
تعريب خاص بـ “موقع الصين بعيون عربية” ـ تعريب نجاح ريا:
في وقت أصبح فيه التعاون من أجل التعافي بعد الجائحة موضوعًا رئيسيًا في دبلوماسية معظم البلدان الخاضعة للتباعد الإجتماعي، يبدو أن بعض البلدان الأخرى على استعداد للعمل على عكس ذلك. ويعد الاجتماع الافتراضي الذي اجراه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين مع نظرائه في أستراليا واليابان والهند يوم الخميس مثالاً على ذلك.
إن كون إدارة جو بايدن قد اتخذت زمام المبادرة لمواصلة الترويج لما يسمى “الرباعية” قد دفعت إلى الوطن الأميركي برسالة مفادها أنه ابن آوى في منزل في عرين سابق لابن آوى آخر.
أما بالنسبة لهذه “الرباعية”. فإن جميع أعضائها هم شركاء تجاريون رئيسيون للصين ويتعاونون معها على جبهات عديدة وضمن آليات ثنائية ومتعددة الأطراف. باعتبارها اقتصادات رئيسية في المنطقة، فإن تعاونها ينمو بشكل طبيعي. ومع ذلك، فقد استولت إدارة بايدن على مجرفة الإدارة التي سبقتها، وهي تقوم بصف قوالب الطوب في محاولة لبناء جدار بحري لحماية نفوذها وهيمنتها الإقليمية.
على الرغم من أن الرئيس الأمريكي أشار ذات مرة إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لإجراء محادثات صريحة وبناءة مع الصين لتعزيز التفاهم المتبادل وتجنب سوء الحكم بين الطرفين، إلا أن الترويج لهذه الرباعية، ضمن أمور أخرى، يكذب هذه الكلمات.
إن العلاقات الصينية الأمريكية التي كان ينبغي أن تكون متمتعة بفرصة لتحسين الروابط بين البلدين تدرك بدلاً من ذلك تراكم العناصر غير المواتية التي تهدد بإغراقها في الحضيض من جديد. إذا كانت واشنطن تريد حقاً تجنب الصراع، فهي التي يجب عليها وقف ما تفعله والتراجع عما سبق وقامت به بالفعل.
وقد أوضح الحلفاء الأوروبيون للولايات المتحدة أنهم يعارضون وقوع حربٍ باردة جديدة، إلا أنه يجب على حلفاء الولايات المتحدة وشركائها في آسيا أن يفعلوا الشيء نفسه. إن النهضة الوطنية للصين لا تشكل تهديدا، بل إنها سوف تساهم في التنمية المشتركة للعالم، من دون استثناء الولايات المتحدة نفسها. ستستفيد الصين بشكل متبادل من هذه التنمية وليس لديها أسباب لاعتبار الولايات المتحدة عدوًا لها ما لم تقدم واشنطن الولايات المتحدة كعدو.
في الوقت الحالي، تقف العلاقات بين الصين والولايات المتحدة على مفترق طرق. وستكون السنوات الأربع القادمة حاسمة في كيفية تطورها، سواء للأفضل أو للأسوأ. خلال تلك الفترة، ستقل الفجوة بين أكبر اقتصادين في العالم، مما يزيد من مخاوف البعض في الولايات المتحدة. إذا تمكنت إدارة بايدن حقًا من الالتزام بكلماته والعمل من أجل تفهم أوسع، فقد تعزز نموذجًا جديدًا للعلاقات بين الدول الكبرى، وإلا فإن العالم سيواجه مخاطر وشكوك بحرب باردة جديدة لا يريدها إلا القليل.