موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين مستقبل مشرق … لكنّ التحدّيات مستمرة

0

صحيفة العرب اليوم الأردنية:

إن التحليل لأرقام تسجيل الاختراعات في الصين يعبر عن صور مختلفة, لذلك, التصور الذي نسمعه حول السرعة التي سوف تصبح فيها الصين مكاناً ضخماً للإبداع, فقط “1700” اختراع صيني تم تسجيلها لدى مكتب الولايات المتحدة للاختراع والعلامات التجارية في 2010 , وهذا يعبر عن زيادة مقدارها “30%” مقارنة مع السنة السابقة “2009”, اما من ناحية ما يمسى بالاختراع التكنولوجي العميق, فقد تم تقدير ان الصين بحاجة 20-30 سنة لتطوير شيء شبيه بغوغل او أبل.
تعاني مئة مدينة صينية نقصاً حاداً في المياه, وكلما ارتفع استهلاك الصين من الطاقة كلما انخفض عرض المياه والمناخ, ويعود ذلك ليس فقط للطاقة المائية; ولكن لأن توفير الطاقة الكهربائية باستخدام الفحم يستهلك “30” تريليون غالون من الماء , وعما قريب سوف يشكل ذلك “40%” من الاستهلاك الكلي للماء في الصين , اضف الى ذلك تحويل الماء الضخم من الجنوب الى الشمال المنوي القيام به, وكذلك الجفاف الهائل الذي تعاني منه الصين نتيجة التقلبات المناخية, مما يعاني ان مستقبل الصين سوف يعتمد على استخدام المياه وتوفرها بقدر ما سيعتمد على قدرة الصين على الاختراع.
وبدلاً من التفكير او وصف النظام السياسي الصيني على انه نظام اوتوقراطي  اقترح البعض وصفه بنظام ” التعدد الداخلي” , حيث التوازن والرقابة متوافرة داخل الحزب وبنية الحكومة , يصل عدد اعضاء الحزب الشيوعي الصيني حوالي “80 مليون” عضو, وهناك قيادة جماعية عددها “9” اشخاص, وهناك نمو في استقلالية السلطات المحلية, فضلا عن الدعوة الى ديمقراطية داخل الحزب, وأن هناك تعددية في الصين لا يعبر عنها تسمية نظام حكم الحزب الواحد , ربما لا تكون هذه وجهة نظر موضوعية , ولكنها وجهة نظر مثيرة للاهتمام .
يعد “بلوغرز” مصدر المعلومات والتبادل الاجتماعي للأغلبية العظمى من الشباب الصيني, وهذا العدد في تزايد مستمر, إنه الطريقة الوحيدة المتاحة لهؤلاء الأشخاص, خاصة الذين تم اجتثاثهم من عائلاتهم التقليدية نتيجة الهجرة من الأرياف إلى المدينة , للتعبير عن طموحاتهم ووسيلة تعبير عن جلب الاهتمام .
تجد كل دولة صاعدة نفسها بحاجة إلى تبرير عقائدي لهذا الصعود , ففي حالة الصين يبدو أن شعار “التنمية السلمية” هو هذا التعبير العقائدي , انه رسالة موجهة إلى جيران الصين, وكذلك إلى الصينيين أنفسهم, ان صعود الصين الاقتصادي يجب أن لا يتزامن مع سلوك عدواني في الخارج, لكن هذا كان قبل الأزمة المالية التي واجهت الولايات المتحدة منذ 2008 , والتي أكدت الشعور لدى الصينيين أن الولايات المتحدة هي قوة آفلة, وهذا بدوره أدى إلى زيادة الشعور القومي لدى الصينيين .
وهناك العديد الذين لا يريدون أن يسمعوا عن المشكلات والتحديات , بالتأكيد هنالك شعور قوي بين العديد بما فيهم الصينيون بأن التطور غير المسبوق الذي تشهده الصين سوف يستمر في الأفق المنظور, في عالم الأسواق, ربما قد يحدث ذلك بالفعل, لكن في عالم يسوده نقص في الماء والطاقة, وتحولات اقتصادية عنيفة, وانتقال وتحولات سياسية, إضافة إلى تحولات وتغيرات في التركيبة السكانية, والثقة وحدها ربما لا تكون كافية, ولكن إذا اردت المراهنة فإن مستقبل الصين لا شك سيكون باهراً, لكن ليس من دون نقاط معتمة .
“بتصرف, مقالة آن ماري سلوتر , أستاذة في جامعة باستون , منشور في aspleforum,

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.