موقع متخصص بالشؤون الصينية

معظم حركات التمرد في الصين مردّها مصادرة الأراضي

0


وكالة الصحافة الفرنسية:
تعتبر مصادرة الاراضي التي كانت وراء تمرد سكان قرية ووكان بجنوب الصين، السبب الرئيسي لتفجر الغضب ضد السلطات بانتظام في المناطق الريفية في الصين.

وتطوق الشرطة قرية صيادي السمك هذه الواقعة في اقليم غواندونغ المزدهر منذ اكثر من اسبوع، لان سكانها يطالبون الحكم المركزي بالتدخل ضد كوادر محلية استولوا على اراض بشكل غير شرعي على حد قولهم مما تسبب بصدامات ومقتل احد زعمائهم.

واصبح هذا النوع من السيناريوهات مألوفا في الصين حيث تتمول الحكومات المحلية بمعظمها من بيع اراض تعتبر على الورق “ملكا جماعيا” للفلاحين، لكن لا يسمح لهؤلاء الاخيرين ببيعها بانفسهم.

وتعتبر العائلات التي تتم مصادرة اراضيها التعويضات المالية المقدمة، فيما لو حصلت، غير كافية بشكل عام.

وقد تمت مصادرة 6,7 ملايين هكتار من الاراضي في الصين الشهر الماضي كما اكدت الاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية. وقدر يو جيانرونغ الباحث في هذه المؤسسة الرسمية الكسب الفائت الاجمالي للتعويضات المقدمة قياسا الى سعر السوق بالف مليار يوان (120 مليار يورو) كما ذكرت صحيفة الشعب.

وبحسب يو فان 50 مليون فلاح صيني خسروا اراضيهم منذ بدء سياسة الاصلاحات والانفتاح في الصين في العام 1978.

وبحسب اكاديمية العلوم الاجتماعية فان حركات التمرد المرتبطة بعمليات مصادرة الاراضي مسؤولة بنسبة 65% عن “حوادث جماهيرية” وهو تعبير رسمي صيني يشير الى الصدامات بين السلطات والسكان.

ويؤكد تحقيق شمل 1700 اسرة في ستة اقاليم ونشرتها في تشرين الاول/اكتوبر الماضي مجلة لياوانغ (آفاق) التي تملكها وكالة انباء الصين الجديدة ان عمليات مصادرة الاراضي تقف وراء اغلبية النزاعات في المناطق الريفية.

وبحسب عدد من المحامين فان مصادرة الاراضي تكاثرت منذ اواخر تسعينات القرن الماضي لان الكوادر المحلية تعتمد على مبيعات الاراضي لبلوغ اهدافها لجهة النمو الاقتصادي. و”الوضع يتفاقم” كما قال تشي يانيي وهو محام متخصص في هذه المسألة لوكالة فرانس برس.

والمواجهات بين القرويين الذين تصادر اراضيهم وممثلي السلطات المحلية او الرجال الذين يستخدمهم متعهدو البناء تأخذ في الغالب منحى في غاية العنف.

وهكذا قتلت سيدة في الثامنة والثلاثين من عمرها هذه السنة بجرافة امام انظار حراس ومسؤولين فيما كانت تحتج على بناء قناة في اقليم هنان الاوسط.

وفي كانون الاول/ديسمبر الماضي سحق زعيم قرية في جيجيانغ (شرق) بطريقة مشبوهة بشاحنة فيما كان في حملة انتخابية ويحتج منذ سنوات على مصادرة الاراضي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.