موقع متخصص بالشؤون الصينية

حجة واشنطن السخيفة في تضخيم التهديد الصيني من أجل التوسع العسكري

0

إن تضخيم ما يسمى بـ”التهديد الصيني”، هو خدعة اعتادتها واشنطن لأنها تحتاج إلى الحجج لتوسيع القوة العسكرية والميزانية للسعي إلى الهيمنة الإقليمية والعالمية.

في الآونة الأخيرة، أصدر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن توجيها داخليا للتركيز الدقيق على جهود وزارة الدفاع للتعامل مع الصين باعتبارها التحدي الأول للولايات المتحدة.

الحجة السخيفة وراء ادعاء واشنطن المتكرر بأنها مهددة من قبل دول أخرى هي مثل لص يصرخ “أمسكوا اللص!”.

الحقيقة هي أن الولايات المتحدة ظلت تحتل المرتبة الأولى في العالم في الإنفاق العسكري لسنوات. تشير الأرقام إلى أنه بين نهاية الحرب العالمية الثانية و2001، تسببت الولايات المتحدة بإثارة 201 من 248 نزاعا عسكريا في 153 دولة ومنطقة.

إضافة لذلك، فالولايات المتحدة تمتلك أكبر ترسانة نووية وأكثرها تقدما في العالم. والإدارة الأمريكية لم ترفض الوفاء بمسؤولياتها الخاصة والأولية في نزع السلاح النووي فحسب، بل انسحبت أيضا بشكل تعسفي من المعاهدات والمنظمات الدولية، وأنفقت تريليونات الدولارات الأمريكية في تحديث ترسانتها النووية، وخفّضت عتبة استخدام الأسلحة النووية، ووسعت نطاق الضربات النووية. كل هذا قوّض الأمن والاستقرار الاستراتيجيين في العالم.

وعلاوة على ذلك، أقامت الولايات المتحدة أكثر من 800 قاعدة عسكرية خارجية حول العالم. وفي آسيا، تحديدا، يمثل الوجود العسكري الأمريكي تهديدا خطيرا للسلام والاستقرار الإقليميين.

ولديها قوات متمركزة في بعض الدول الآسيوية لفترة طويلة. وتحت ستار ما يُسمى بـ”حرية الملاحة”، أرسلت سفنا حربية وطائرات عسكرية لإثارة التوترات في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، الأمر الذي عرّض سيادة دول المنطقة ومصالحها الأمنية لخطر جسيم.

ومن المفارقات، وفي تناقض حاد، حرصت الصين على أن تتبع دوما طريق التنمية السلمية وانتهجت باستمرار سياسة دفاعية وطنية ذات طبيعة دفاعية.

جهود الصين لتعزيز الدفاع الوطني لا تستهدف ولا تهدد أي بلد آخر. منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، لم تشن البلاد أبدا أي حرب، أو احتلت أي شبر من أراضي بلد آخر.

إلى جانب ذلك، فإن الصين هي الدولة الوحيدة في العالم التي أدخلت التنمية السلمية في دستورها. وسعي الصين الحثيث لتحقيق السلام بالعالم، إضافة لمساهماتها الإيجابية، تحظى باعتراف واسع من المجتمع الدولي.

ليس من الصعب على العالم بأسره أن يميّز من يمثل تهديدا حقيقيا للسلام والأمن بالعالم. إن ما يسمى بـ “التهديد الصيني” هو مجرد واحدة من حيل عديدة تتبناها واشنطن لتشويه سمعة الصين واحتواء التنمية في الصين.

ومن أجل السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم بأسره، يجب على واشنطن أن تتخلى عن عقلية لعبة المحصلة الصفرية، وأن تنظر إلى تنمية الصين بموضوعية وعقلانية، وأن تكف عن صراخها السخيف بأنها مُهدّدة من بلدان أخرى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.