موقع متخصص بالشؤون الصينية

الطلبات المتأثرة بالأولمبياد تعكس حيوية الاقتصاد الصيني

0

تعد دورات الألعاب الأولمبية حلبة للتنافس بين الشركات على عرض منتجاتها والتسويق لصورتها دوليا.

وفي 27 يوليو/ تموز، وعندما كان الصينيون مهتمون بفوز يانغ تشيان بأول ذهبية أولمبية طوكيو للصين، ركز تشن قنغ بينغ، مالك محل لبيع اكسسوارات الشعر انتباهه على اكسسوار البطة الصفراء الصغيرة على رأس يانغ تشيان. وبعد ساعة واحدة، طرح تشن قنغ بينغ هذا الاكسسوار للبيع على متجره. فتمكن من بيع 10 آلاف قطعة في وقت قصير. وبعد أن نفذ المخزون، سارع تشن إلى ايوو للتزود بالمزيد. حيث اشترى عشرات الآلاف من دبابيس الشعر على شكل البطة الصفراء الصغيرة. وبفضل التغطية الإعلامية المكثفة لفوز يانغ تشيان، وجدت اكسسوارات البطة الصفراء شهرة واسعة وارتفعت مبيعاتها في مختلف المحلات التجارية.

في مدينة إيوو المشهورة بإنتاج السلع الصغيرة، أصبحت “مبيعات الأحداث الساخنة” أمرا عاديا. فأحيانا، يصبح من يطرح السلعة أولا على رفوف محله التجاري هو من يبيع أكثر. ومن ينجح في الظفر بالموجة الأولى من المبيعات، يبدأ علية الانتاج لتلبية الطلبات الجديدة في غضون 24 ساعة. ثم يستغل حمى الطلب ليبدأ بيع السلعة على الانترنت وفي المحلات وبالتجزئة وبالجملة.

فالأحداث الساخنة قد لا تستغرق سوى بعض أيام، وتكون الطلبات مجزأة ومتغيرة كثيرا. ويقول مسؤول بإحدى المصانع في إيوو أن90% من طلبات الشراء في السابق كانت تأتي من التجارة الخارجية. وهذه السلع يتم تحضيرها قبل عام كامل. أما الطلبات التي تأتي مع الأحداث الساخنة فهي طلبات سريعة، وعلى المصانع أن تعدل قدراتها الانتاجية لتلبيتها على جناح السرعة.

ووفقا للبيانات الاحصائية، تحتوي ايوو في الوقت الحالي على ما لا يقل عن 2000 مصنع و150 ألف عامل مختص يتابعون الأحداث الساخنة على مواقع الأخبار والتواصل الاجتماعي ويعالجون الطلبات العاجلة. وفي الأيام الأولى من افتتاح أولمبياد طوكيو، استطاعت هذه المصانع تزويد السوق بما لا يقل عن 500 ألف قطعة من اكسسوارات البطة الصفراء الصغيرة.

إلى جانب مزج المصانع الصينية لعاملي الابتكار والسرعة، تحولت الأقوال الشهيرة لأبطال الأولمبياد ونتائجهم وغيرها من الأشياء مادة لإلهام رجال الأعمال الصينيين، تدفعهم لابتكار منتجات جديدة يمكن ترويجها بسرعة.

وتظهر بيانات السوق بأن حجم الطلبات الشخصية في الصين خلال العام الماضي قد بلغت 10 مليارات يوان. وتعود هذه الحيوية التي يشهدها السوق أيضا إلى قدرة الشركات الصينية على الابتكار في اكتشاف الزبائن الجدد.

في هذا الصدد، يقول هو تشيمو، كبير الباحثين في مركز أبحاث الاقتصاد الرقمي، إن حيوية وصحة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم تمثل مقياسا لتطور الاقتصاد الصيني. كما عكس آداؤها خلال فترة الألعاب الأولمبية حيوية الاقتصاد الصيني.

وتتمتع المصانع الصينية بقدرات انتاجية كاملة في الوقت الحالي. ويتفاعل العرض بشكل فعال مع طلبات السوق، وهو ما يعكس سرعة استجابة السوق وقدرة انتاج المصانع على حد السواء. مما يدفع إلى تحويل الأحداث الساخنة والابتكارات على الانترنت إلى منتجات حقيقية، ويسد طلب المستهلكين على أحسن وجه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.