موقع متخصص بالشؤون الصينية

وزير الخارجية الصيني يتحدث هاتفيا مع نظيره الأمريكي بشأن أفغانستان والعلاقات الثنائية

0

تبادل عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الاثنين وجهات النظر مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عبر الهاتف حول الوضع في أفغانستان والعلاقات الثنائية.

وخلال المحادثة الهاتفية، أعرب بلينكن عن تقديره لمشاركة الصين في اجتماع الدوحة بشأن القضية الأفغانية، مشيرا إلى أن الوضع الحالي في أفغانستان يشهد مرحلة حاسمة.

وقال كبير الدبلوماسيين الأمريكيين إنه يتعين على طالبان إعلان الانفصال التام عن التطرف واختيار نقل منظم للسلطة وإنشاء حكومة شاملة، معربا عن أمله في أن تلعب الصين أيضا دورا مهما لتحقيق هذه الغاية.

وأضاف أن الولايات المتحدة تعي أن مستقبل أفغانستان يجب أن يقرره الشعب الأفغاني، داعيا طالبان إلى ضمان سلامة كل من يرغب في مغادرة البلاد.

ومن جانبه، شرح وانغ موقف الصين حيال الوضع في أفغانستان، قائلا إن الحقائق أثبتت مرة أخرى أن النسخ الآلي لنموذج أجنبي مستورد لا يمكن أن يتلاءم تطبيقه بسهولة في بلد له تاريخ وثقافة وظروف وطنية مختلفة تماما، وفي النهاية، من غير المرجح أن يرسخ جذوره.

وقال وانغ إنه بدون دعم الشعب، لا يمكن لحكومة أن تقف على أقدامها، وإن استخدام القوة والوسائل العسكرية لحل المشكلات لن يؤدي إلا إلى مزيد من المشكلات، مضيفا أن الدروس في هذا الصدد تستحق تفكيرا جادا.

وذكر وانغ أن الصين مستعدة للتواصل مع الولايات المتحدة للدفع من أجل تحقيق هبوط ناعم للقضية الأفغانية، حتى يتسنى منع اندلاع حرب أهلية جديدة أو كارثة إنسانية في أفغانستان وحتى يتسنى منع البلاد من أن تصبح مرتعا وملاذا للإرهاب مرة أخرى.

وأضاف وانغ أن الصين تشجع أفغانستان على إنشاء إطار سياسي مفتوح وشامل بما يتفق مع أوضاعها الوطنية.

وقال وانغ إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تلعب دورا بناء في مساعدة أفغانستان على الحفاظ على الاستقرار، ودرء الاضطرابات وتحقيق السلام وإعادة الإعمار.

وأشار وانغ إلى أن الانسحاب المتسرع للقوات الأمريكية كان له تأثير سلبي شديد على الوضع في أفغانستان، ولن يكون موقفا مسؤولا إذا ما تسببت الولايات المتحدة في مشكلات جديدة في خطوتها التالية.

وذكر وانغ أن الإدارة الأمريكية السابقة أعلنت إلغاء تصنيف حركة تركستان الشرقية الإسلامية كمنظمة إرهابية، وطبقت معايير مزدوجة في قضية مكافحة الإرهاب، وهو أمر خطير وخاطئ، داعيا الجانب الأمريكي إلى البدء من جديد في إزالة العقبات أمام التعاون الصيني الأمريكي بشأن أفغانستان والتعاون الدولي في مكافحة الإرهاب.

وقال وانغ إن الصين والولايات المتحدة عضوان دائمان في مجلس الأمن الدولي ومشاركان هامان في النظام الدولي المعاصر.

وأضاف وانغ أنه في مواجهة التحديات العالمية المختلفة والقضايا الإقليمية الساخنة الملحة، يتعين على البلدين إجراء تنسيق وتعاون، وهو ما يتطلع إليه المجتمع الدولي.

ولكن، لا يمكن للجانب الأمريكي العمل، من ناحية، عمدا على احتواء الصين وقمعها وتقويض الحقوق والمصالح المشروعة للصين، ويتوقع من ناحية أخرى دعما وتعاونا من الصين، لأن هذا المنطق ليس له وجود مطلقا في التبادلات الدولية، حسبما ذكر وانغ.

وألمح وانغ إلى أن الحقيقة الموضوعية تفيد بأن الصين والولايات المتحدة تختلفان في الأيديولوجية والنظام الاجتماعي والتاريخ والثقافة، ولا يمكن لأي جانب تغيير الآخر.

وقال إنه من المستحسن أن تعمل الدولتان الكبيرتان معا على أساس الاحترام المتبادل لإيجاد طريقة للتعايش بشكل سلمي على هذا الكوكب، مضيفا أن التاريخ سيثبت بالتأكيد أنه مهما كان ما ينوي الجانب الأمريكي فعله، فإن العلاقات الصينية الأمريكية ينبغي في نهاية المطاف ألا تسعى إلا إلى مثل هذا المستقبل وينبغي ألا تسلك سوى مثل هذا الطريق.

وأضاف وانغ أنه يتعين على الجانب الأمريكي اتباع سياسة عقلانية وعملية تجاه الصين، واحترام المصالح الأساسية والشواغل الرئيسية للصين، وتعزيز الحوار وإدارة الخلافات وفقا لروح المحادثات الهاتفية التي جرت بين رئيسي البلدين، ودفع إعادة العلاقات الصينية الأمريكية إلى المسار الصحيح في وقت مبكر.

ومن جانبه، قال بلينكن إنه من الأهمية بمكان أن تحافظ الولايات المتحدة والصين على تواصل حول القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية.

وذكر بلينكن أنه يتفق في أن تحقيق التعايش السلمي يعد هدفا مشتركا للولايات المتحدة والصين، معربا عن أمله في أن يسعى الجانبان إلى التعاون ويقومان بتنفيذه.

وقال بلينكن إن هناك بالطبع خلافات واضحة بين الجانبين، مضيفا أنه يمكن حلها تدريجيا بطريقة بناءة في الأيام القادمة.

وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة تؤكد مجددا على معارضتها لجميع أشكال الإرهاب وعلى تعهدها بعدم السعي لإثارة الاضطرابات في المناطق الحدودية الغربية للصين.

وأوضح أن تطور الوضع في أفغانستان يثبت مرة أخرى مدى أهمية التعاون الأمريكي الصيني في مجال الأمن الإقليمي بطريقة بناءة وعملية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.