موقع متخصص بالشؤون الصينية

عالم صيني: ازالة الاختلاف الثقافي بقوة تؤدي الى اضطراب الشرق الأوسط

0

وكالة أنباء شينخوا:

يرى داي شياو تشي، الأستاذ في كلية الدراسات الشرق أوسطية بجامعة الدراسات الدولية ببكين، أن المستعمرين الغرب في السابق، وحتى الولايات المتحدة في الوقت الراهن تتبع أفكار التفوق الحضاري والثقافي وتلجأ لاستخدام القوة لازالة الاختلاف الثقافي وفرض قيمها على الآخرين، الأمر الذي يؤدي الى اضطراب الأوضاع في بعض دول الشرق الأوسط وتدهور الظروف الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية فيها.

وقال داي في مقابلة صحفية خاصة أجراها معه مراسلو وكالة أنباء شينخوا: “في حقيقة الأمر، لا توجد حضارة أعلى أو أدنى، بينما يكمن مفتاح التبادل الحضاري بكيفية التعامل مع الحضارات الأخرى.”

وأضاف أن لكل أمة منطق تنموي داخلي خاص بها، وأنه لا يمكن لقوة خارجية أن تجلب طاقة ايجابية وتساعد على الاستقرار والازدهار للسكان المحليين إلا إذا احترمتهم واحترمت منطقهم التنموي، والا فإن ذلك لن يؤدي سوى لنتائج عكسية.

وقال إن أشكال التبادل الحضاري متنوعة في تاريخ التطورات الحضارية البشرية، بيد أن التعلم المتبادل والاستفادة من بعضها البعض أسلوب سلمي ومستدام. وعلى سبيل المثال، هناك بيت الحكمة في العصر العباسي، حيث كان مترجمون هناك يترجمون الأعمال اليونانية والفارسية والهندية الى العربية، ما دمج هذه الثقافات الدخيلة الى الثقافة المحلية العربية وألحق تأثيرات هامة بالتطورات الحضارية البشرية فيما بعد.

وتابع أنه في العصر الحديث، تدعو الصين الى التعلم المتبادل بين الحضارات المختلفة وتقوم بالحوار الحضاري مع العالم العربي على أساس السلامة والمساواة والاحترام المتبادل والتعايش المتناغم، كما أقامت آليات مثل منتدى التعاون الصيني-العربي ومعرض الصين والدول العربية ومبادرة الحزام والطريق لتعزيز التبادل والتعرف، ما يدفع التطورات المستمرة والمطردة في العلاقات الصينية العربية قدما.

واستطرد قائلا ان مبادرة الحزام والطريق تعمق التبادل بين الحضارتين الصينية والعربية وتوسع مجالات التعاون بين الجانبين وترفع مستوى تعاونهما وتحقق نتائج مثمرة في مجالات تتراوح من الاقتصاد والتجارة الى التعليم والثقافة والسياحة والصحة، حيث يزداد تبادل الزيارات بين المعلمين والعلماء والطلاب، وتتقدم نشاطات الترجمة المتبادلة لأعمال الجانب الآخر وتتعزز الثقة الثقافية المتبادلة.

هذا وعقدت الدورة التاسعة لندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية في إطار منتدى التعاون الصيني العربي يوم الثلاثاء عبر دائرة الفيديو، تحت موضوع “التواصل بين الحضارتين الصينية والعربية في سياق التشارك في بناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية”. وحضر الندوة تشاي جيون، المبعوث الخاص للحكومة الصينية لقضية الشرق الأوسط، وهيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، علاوة عن حوالي 40 ممثلا من المسؤولين الحكوميين والخبراء والباحثين من الصين والدول العربية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.