موقع متخصص بالشؤون الصينية

اقالة مدير صحيفة يكشف الفساد في الصحافة الرسمية الصينية

0


وكالة الصحافة الفرنسية:
كشفت فضيحة فساد مدوية جديدة في الصحافة الرسمية في الصين السبت مع الاعلان عن تسريح مدير صحيفة كبرى في بكين يشتبه بانه ابتز شركة للمفروشات الفخمة للحصول على اموال.

واقيل كوي بين الرجل الاربعيني الطموح الذي كان يدير صحيفة جينغوا شيباو الجمعة، من منصبه على رأس الصحيفة التي تتبع مجموعة صحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني.

ويبرز تسريحه العلاقات المرتبطة بالفساد بين عالمي الاعمال والصحافة في الصين التي اعتادت على نقل ما يطلب منها.

وتؤكد هذه القضية ايضا العادات السيئة للشركات المستعدة لدفع مبالغ طائلة للصحافيين لخنق المعلومات غير المرغوب بنشرها.

عمليا، كوي متهم بتقديم خدمات لشركة دافنشي التي تؤمن للطبقة الغنية مفروشات فخمة، مقابل مكافأة بعدما تعرضت الشركة للتشكيك في نزاهتها.

وبالنسبة لغربي يزور الصين او ماليزيا او سنغافورة او اندونيسيا وكلها بلدان تضم عددا كبيرا من الاثرياء الصينيين الجدد، تشكل زيارة احد محلات دافنشي تجربة لا تنسى.

فمن المفروشات الفخمة الى الخشب المحفور وقطع الاثاث المنقولة عن مفروشات فرنسية قديمة راقية وساعات حائط عريقة، يمكن ان يتجاوز سعر قطعة ما عشرة آلاف يورو.

والشركة تعتمد على صيغة “صنع في ايطاليا” لتسويق منتجاتها لدى زبائنها الاثرياء. لكن معلومات تقول عكس ذلك كشفها التلفزيون الحكومي كانت اقرب الى “قنبلة”.

ففي تحقيق عرض في تموز/يوليو 2011، اكد صحافي من القناة ان عددا كبيرا من مفروشات دافنشي تصنع في الصين وتنقل الى مرفأ شنغهاي حيث يتم “اختراع استيرادها” من ايطاليا.

كما انتقدت القناة نوعية انتاج الشركة التي اتهمتها ببيع عدد كبير من القطع المصنوعة من الخشب المضغوط.

وبعد بث البرنامج، وقع كوي بين عقدا بقيمة ثلاثة ملايين يوان (375 الف يورو) مع دافنشي، رسميا لمساعدتها على الرد على الهجمات التي تستهدفها.

لكن تحت غطاء عملية استشارات وعلاقات عامة، قام مدير صحيفة جينغوا شيباو بابتزاز المال من دافنشي كما اكدت هذا الاسبوع مجلة كايكسين الاقتصادية التي تعتبر في طليعة صحافة التحقيقات في الصين.

وفي الواقع، فان الجدل لم يتوقف بل على العكس. ففي اواخر كانون الاول/ديسمبر فرضت سلطات شنغهاي حتى على دافنشي غرامة بقيمة 1,33 مليون يوان (166 الف يورو) لانها كذبت بشأن نوعية منتجاتها.

وتؤكد الشركة اليوم انها وقعت ضحية عملية ابتزاز. وتتهم لي وينكسو الصحافي في سي سي تي في الذي قام بكتابة ريبورتاج ادى الى اندلاع الفضيحة، بانه ابتز منها مبلغ مليون يوان (125 الف يورو) ليتوقف عن نشر معلومات جديدة مزعجة. الا ان الصحافي نفى بشكل قاطع هذا الامر.

يبقى ان مثل هذه الممارسة — “كتم” معلومات مزعجة مقابل “ظرف (من المال)”– ليست عملة نادرة في الصين، من قبل صحافيين (او يزعمون ذلك). وهذه هي الحالة بعد حوادث المناجم حيث تخفف وسائل الاعلام الفاسدة من المسؤوليات او من حصيلة الضحايا..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.