موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين تختبر تجارة انبعاثات الكربون في 7 مقاطعات

0


صحيفة الشعب الصينية:
بدأت الصين، أكبر دولة نامية في العالم، برنامجا تجريبيا لتجارة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في شانغهاي وغيرها من سبع مقاطعات ومدن بنهاية عام 2011، ما يعتبر خطوة مهمة لتمهيد الطريق تجاه بناء سوق موحدة لتجارة انبعاثات الكربون في عموم البلاد .

وخلال فترة الخطة الخمسية الـ11(2006-2010)، حققت الصين هدفها في خفض استهلاك الطاقة لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي بقدر 19.1% لتوفير 630 مليون طن من الفحم وتقليل انبعاث 1.5 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون ، وحددت هدفها الجديد خلال الخطة الخمسية الـ12 الجارية لخفض استهلاك الطاقة لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي بـ16% وخفض طاقة الكربون بقدر 17%، وفقا للمعلومات المعلنة سابقا.

وكشف شي تشن هوا ، نائب مدير لجنة الدولة للتنمية والإصلاح مؤخرا أن الصين ستعمل على تحويل نمط التنمية وتعديل بنية الاقتصاد من أجل تحقيق هدفها لخفض الانبعاثات خلال السنوات الخمس المقبلة، فضلا عن ذلك، ” ستدرس خبرات بعض الدول المتطورة وستبني سوق تجارة انبعاثات الكربون لتغتنم الآلية السوقية في خفض انبعاثات الكربون.”

وأكد شي أن الحكومة الصينية تولي اهتماما كبيرا بمكافحة التغير المناخي وطرحت هدفها الاستراتيجي ، اذ أطلقت التجربة في سبع مقاطعات ومدن وشجعتها على إنشاء نظام إقليمي لانبعاثات الكربون على أساس أحوالها الخاصة.

وفي هذا السياق، قال يانغ شيونغ نائب عمدة شانغهاي إن اعتزام الدولة على تشكيل أسواق تجارة انبعاثات الكربون وتجارة حق التصرف وغيرهما تعتبر ابتكارا كبيرا وشاملا في الآلية.”

وأخذت شانغهاي تبحث عن السبل المناسبة لتشكيل السوق لتجارة انبعاثات الكربون قبل ثلاث سنوات حيث أقيمت بورصة البيئة والطاقة بشانغهاي في أغسطس عام 2008، ما تعد الأولى من نوعها ، كما تحولت البورصة الى شركة مساهمة محدودة في نهاية العام الماضي وجذبت استثمارات من عشر مؤسسات حكومية مركزية ومحلية، ومن المنتظر أن يبلغ حجم أموال الشركة 250 مليون يوان ( الدولار الأمريكي يعادل نحو 6.3 يوان) بعد هذا التحول.

ويتوقع شي أن تتطور الشركة الى جهاز مؤثر في العالم ويخدم الأسواق المحلية والوطنية في مجال تجارة البيئة والموارد، ومن ثم تقدم خبرات ونموذجا للمدن والمقاطعات محل التجربة مضيفا أنه “على الصين أن تجد نظاما بسيطا بل نافعا ومناسبا لحالتها لتجارة الكربون “.

وأعرب الخبير الاقتصادي الألماني أوتمار أيدنهوفر عن ترحيبه بإنشاء نظام تجارة الكربون في الصين خلال حضوره المؤتمر الـ17 لاتفاقية الامم المتحدة الاطارية لتغير المناخ بدوربان في جنوب افريقيا.

وقال أيدنهوفر إن الصين ستحدد السعر الخاص لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون حتى ترفع السعر لإعطاء قوة تنافسية أكبر للتقنيات الخضراء، ما سيدفع الإبداع في التكنولوجيا النظيفة في آن واحد.

وأنشأ الاتحاد الأوروبي نظام تجارة انبعاثات الكربون في عام 2005 حيث وزع مهام خفض الانبعاثات بين الدول الأعضاء ، ومن ثم وزعت الدول المهام بين المؤسسات فيها، ويمكن للمؤسسات أن تبيع حصتها لمؤسسات أخرى اذا حققت هدفها المعين بواسطة الارتقاء بالتكنولوجيا والإصلاح .

وأضاف أيدنهوفر أن أوروبا اكتسبت بعض الخبرات ذات الصلة بسوق تجارة انبعاثات الكربون، ومن المنتظر أن تتعاون الصين مع أوروبا في هذا الصدد، ” والذي قد يصبح بداية جيدة في عملية الدراسة بين الصين وأوروبا.”

الجدير بالذكر أن شركة تجارة البيئة والطاقة بشانغهاي حصلت على مساهمة من صندوق الصين لآلية التنمية النظيفة الذي أنشأه مجلس الدولة الصيني وبخاصة لمواجهة التغير المناخي ويجري برعاية وزارة المالية الصينية، لذلك يلعب استثمار الصندوق دورا مزدوجا سياسيا وسوقيا.

وكشف بعض المحللين أن الصندوق يهدف الى تعزيز تنمية الاقتصاد منخفض الكربون لجذب موارد اجتماعية أكثر في قضية مكافحة التغير المناخي، ثم ليصبح الاقتصاد منخفض الكربون قوة دافعة جديدة في تنمية الاقتصاد الصيني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.