موقع متخصص بالشؤون الصينية

رؤية صينية: إجتماع وانغ يي بـ” طالبان” في الدوحة .. موقف الجانبين بشأن “حركة تركستان الشرقية الإسلامية” ذهب إلى أبعد من إجتماع تيانجين

0

صحيفة الشعب الصينية-

تعليقات الشعب:

التقى عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في 25 أكتوبر/ تشرين الأول، بالتوقيت المحلي، بالعاصمة القطرية الدوحة خلال زيارة دولة قطر، الملا عبد الغني برادار، نائب رئيس الوزراء بالوكالة في حكومة طالبان الأفغانية المؤقتة. وقال وانغ يي، إن الصين تحث الولايات المتحدة والغرب على رفع العقوبات وتدعو جميع الأطراف إلى التعامل مع حركة طالبان بطريقة عقلانية وعملية. وتأمل الصين وتعتقد أن طالبان سوف ترسم خطاً واضحاً مع جميع المنظمات الإرهابية مثل “حركة تركستان الشرقية الإسلامية” واتخاذ اجراءات فعالة وحازمة لقمعها. وأشار وانغ يي إلى إن أفغانستان، التي تقف الآن في مرحلة حرجة من التحول من الفوضى إلى الحكم، تواجه حاليا فرصة تاريخية لتحديد مصيرها حقا، وتحقيق المصالحة والتسامح، ودفع إعادة الإعمار الوطني، كما تواجه 4 تحديات، هي الأزمة الإنسانية، والفوضى الاقتصادية، والتهديدات الإرهابية، وصعوبات الحكم، مضيفا أن التغلب على هذه التحديات يتطلب مزيدا من التفهم والدعم من المجتمع الدولي.

قال تشو يونغبياو، مدير مركز أبحاث أفغانستان بجامعة لانتشو، إنه بصرف النظر عن مستقبل أفغانستان ومصيرها، فإن الصين تركز على الحماية من “المخاطر الإرهابية”. وقد ذهب موقف الصين حول محاربة “حركة تركستان الشرقية الإسلامية” إلى أبعد من الإجتماع السابق في تيانجين، كما قدمت طالبان التزامات أكثر وضوحًا، ويرجع ذلك أساسًا إلى سببين، أحدهما أن دور طالبان قد تغير، وبدأت في قيادة أفغانستان فعليا، وإن احترام الصين طويل الأمد للشؤون الداخلية لأفغانستان والإخلاص في مساعدتها هو ما دفع طالبان إلى الوفاء بالتزاماتها بنشاط أكبر. وفي الوقت الحالي، لا يزال هناك مسافة في وفاء طالبان بالتزاماتها لمكافحة الإرهاب مما تتوقعه الصين، ولكن يمكن أن نلاحظ بأنها تواصل العمل الجاد في مكافحة الإرهاب، مما يظهر تمامًا أن موقف طالبان تجاه الإرهاب يتغير في ظل التوجيه النشط للصين والأطراف الأخرى.

وأشار وانغ شي دا، نائب مدير معهد جنوب آسيا التابع لمعهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، إلى أن ما صرحته الصين خلال اجتماع الدوحة في نفس مسار اجتماع تيانجين السابق، لكنها أكثر شمولاً واكتمالاً مما كانت عليه في ذلك الوقت، ما يدل على أن سياسة الصين بشأن قضية أفغانستان أصبحت أكثر وضوحاً من حالة الانتظار والترقب السابقة، وقد تم تشكيل إطار سياسة كامل نسبياً لأفغانستان. مضيفاً، أن تصريح وانغ يي حول الموقف الصيني بشأن أفغانستان يتطابق مع موقف الصين في المحادثات الثلاثية بين الصين وروسيا وباكستان التي عقدت في موسكو قبل أيام، حيث يظن أن الولايات المتحدة هي التي صنعت مشكلة أفغانية، ويجب أن تتحمل المسؤولية الرئيسية عن مساعدة وإعادة إعمار أفغانستان. وقد أظهرت الولايات المتحدة والغرب في الأيام الأخيرة، تدريجيًا ميلًا لطلب دول المنطقة بالدفع فاتورة متابعة الأمور في أفغانستان. وفي هذا الصدد، عبرت كل من الصين وروسيا بوضوح عن معارضتهما.

وفي هذا الصدد، يتخذ تشو يونغ بياو موقفًا مشابهًا. حيث قال إن إحدى النقاط الرئيسية للاجتماع كانت مساعدة أفغانستان في طلب المساعدة من المجتمع الدولي. وفي الوقت الحاضر، وصلت الأزمة الإنسانية في أفغانستان إلى نقطة خطيرة للغاية: عدم كفاية احتياطيات المواد الشتوية ونقص الغذاء. وباستثناء الصين، وباكستان، والإمارات العربية المتحدة وعدد قليل جدًا من البلدان التي توفر مساعدات واقعية، تظل المساعدة الإنسانية من معظم الدول على المستوى اللفظي فقط، ناهيك عن تجميد الولايات المتحدة أصول أفغانستان. وقد كان دليل موقف وانغ يي واضح للغاية، أي أن الدولة التي تسببت في الاضطرابات الحالية في أفغانستان يجب أن تتحمل المسؤولية، بدلاً من مجرد المغادرة.

في الأيام الأخيرة، أصبحت القضية الأفغانية محط نقاش في اجتماعات آليات متعددة الأطراف مثل “شنغهاي للتعاون”، كما أنها تعتبر أحد موضوعات القمم الدولية مثل مجموعة العشرين. من بينها، أن أحد أكثر القضايا إثارة الاهتمام في العالم الخارجي، هو التوقيت الذي سيتم فيه الاعتراف بنظام طالبان من قبل المجتمع الدولي وأي دولة ستصبح أول دولة تعترف بنظام طالبان.

ويتوقع وانغ شي دا أن أحد الاحتمالات هو أن تعترف الصين وروسيا وباكستان ومناطق أخرى بنظام طالبان بشكل جماعي أو ذهابًا وإيابًا بعد التواصل مع الدول المعنية في الشرق الأوسط. وقبل ذلك، بعث موقف باكستان إشارة مماثلة مفادها أن الأخيرة لن تعترف من جانب واحد بنظام طالبان، ولكنها ستتخذ قرارًا بعد التواصل الكامل مع دول داخل وخارج المنطقة، مثل الصين وروسيا.

وقال إنه فيما يتعلق بالقضايا التي يعترف بها نظام طالبان، فإن دول المنطقة مثل الصين وروسيا تختلف عن الدول الغربية مثل الولايات المتحدة، والمسعى المشترك للأولى هو السلام والأمن والاستقرار في أفغانستان، في حين تزعم الأخير دائمًا أن أفغانستان لم تف بالتزامها بمكافحة الإرهاب والتسامح وحماية حقوق المرأة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.